يعد نادي الفيحاء اليوم أحد الأندية التي قطعت مشواراً طويلاً في مجال الاستثمار والتسويق الرياضي، وتركيز الفيحاء ينصب حالياً على جانب الاكتفاء الذاتي، إذ تعمل الإدارات على تطويق النادي بمنشآت تجارية يعود دخلها على النادي، إضافة إلى أنها تخلصت مع أعباء الإيجارات التي تخص اللاعبين والعاملين ببناء وحدات سكنية خاصة لهم داخل أروقة النادي، وعن تجربة الفيحاء، استضافت «الرياض» أمين عام النادي المدير التنفيذي ناصر اليوسف. *متى انبثقت فكرة الاستثمار في نادي الفيحاء؟ -كانت الأندية السعودية طوال تاريخها تعتمد على الميزانية السنوية من الهيئة العامة للرياضة (الرئاسة العامة لرعاية الشباب سابقاً)، وعلى مداخيل المباريات وتبرعات أعضاء الشرف وأعضاء الجمعية العمومية، وهذا يندرج على جميع أندية العالم محدودة الدخل، حتى اكتشف علماء التسويق في العالم أهمية مشاركة القطاعات الاقتصادية في الرياضة، واستغلال المنشآت والمرافق تجارياً، ووجدت فيها سوقاً رائجةً ومهمةً، ويعد التسويق الرياضي مجالاً جديداً بكل ما يتضمنه من معان ودلالات، ويشهد نمواً كبيراً يوماً بعد آخر، وأصبحت الشركات في جميع أنحاء العالم تخصص نصيباً كبيراً من ميزانياتها العامة للتسويق والاستثمار في الرياضة، خاصة أن أساليب ورعاية وتسويق الأنشطة الرياضية قد تطورت كثيراً في وقتنا هذا، حيث بدأت مثلاً باستثمار حقوق الدعاية والإعلان والبث التلفزيوني والأحداث الرياضية تجارياً على نطاق واسع، واستغلال المنشآت الرياضية والملاعب، فالتسويق في المجال الرياضي من الوسائل والطرق التي يمكن أن تُسهم في حل كثير من المعوقات، خاصة المادية التي تتعرض لها الاتحادات والأندية الرياضية، وهو أحد المفاتيح الناجحة لتحقيق أهداف المؤسسات والشركات للترويج لاسمها التجاري، لذلك فكرة الاستثمار في نادي الفيحاء تمثل محاكات لما يجري في العالم عموماً والرياضة السعودية خصوصاً، والفيحاء ليس بعيدا عن الحراك في هذا المجال ليواكب كل تطور في جميع المجالات ومنها الاستثمار والتسويق. *هل موقع الفيحاء الاستثماري ساعد على نجاح تلك المشروعات التي نشاهدها الآن؟ -من دون شك، إذ يعدُّ موقع نادي الفيحاء موقعاً استراتيجياً من خلال إطلالته على أفضل تقاطع لطريقين دوليين هما: طريق الملك عبدالله الرابط بين دولة الكويت وباقي دول الخليج مروراً بمدينة حفر الباطن المتجه إلى مكةالمكرمة، وطريق الرياضالقصيم القديم، ومع الجانب الآخر طريق الملك سلمان الممتد كشريان رئيس داخل مدينة المجمعة، لذلك تم استغلاله الاستغلال الأمثل لهذه الميزة التي ينفرد بها النادي عن غيره. *هل واجهتكم عقبات في النادي عند البدء في العمل الاستثماري؟ -في السابق كان العائق الأكبر هو الحصول على الموافقات، ولكن بعد أن تمت تهيئة سبل الاستثمار من خلال التسهيلات التي توافرت من قبل الهيئة العامة للرياضة بفتح المجال للأندية للاستثمار والتسويق، والعائق الآخر هو توافر المادة التي - بحمد الله - توافرت من خلال دعم أعضاء الشرف، كما أنه وبطبيعة الحال أن كل عمل جديد سيواجه عقبات؛ حيث تم وضع خطة للاستثمار والتسويق على عدة مراحل وما زال العمل مستمرا فيها. *كم وصلت القيمة العامة لتلك الاستثمارات التي أنشأها النادي؟ -المردود ليس فقط ماديا من خلال القيمة المالية للاستثمار، إنما هناك مردود إيجابي من خلال استثمار المنشآت والمرافق في خدمة المجتمع، بإقامة فعاليات واستضافة نشاطات للمساهمة في تنمية المجتمع وتطوير المواطنين، وهذا نعتبره أكثر ثمناً من الموارد المالية، كذلك استثمار الأماكن والمساحات بإنشاء وحدات سكنية للعاملين في النادي من مدربين ولاعبين، وفرت على النادي كثيرا من قيمة الإيجارات السنوية، إضافة إلى المشروعات الاستثمارية التي تم الانتهاء منها ذات دخل ثابت يدعم ميزانية النادي، ويسهم في تسيير أموره وتوفير متطلباته، في المراحل التي تم إنجازها، وما زلنا مستمرين في استثمار عدد من المساحات، وتعد هذه المشروعات بمنزلة بناء المستقبل لنادي الفيحاء. *هل من الممكن أن تحدثنا عن تلك المشروعات الفيحاوية؟ -استطاع نادي الفيحاء أن يستغل موقعه الاستراتيجي من خلال الاستثمار الأمثل ببناء مجموعة من المحال والصالات التجارية وأجنحة فندقية، التي تم تأجيرها بالكامل، وما زالت بعض المساحات متاحة للاستثمار، المرحلة الأولى: بناء ثماني صالات تجارية تطل على طريق الملك فهد، وتم تأجيرها. المرحلة الثانية: بناء وحدات سكنية عبارة عن ثلاث عمائر تحتوي على 48 شقة بمساحات مختلفة، وثلاثة عشر محلاً تجارياً تم تنفيذها بالكامل وسكن للعاملين في النادي. المرحلة الثالثة: بناء معارض تجارية وشقق فندقية تطل على طريق الملك عبدالله، وتحتوي على اثني عشر محلاً ميزانين بمساحة ( 70ر5م × 19)، وعدد 32 شقة فندقية دورين فوق المعارض، وتم تنفيذها بالكامل. المرحلة الرابعة: بناء محال تجارية تطل على طريق الملك عبدالله من الجهة الغربية من مدخل النادي الرئيس، وهذه المرحلة في طور الدراسة. المرحلة الخامسة: دراسة استغلال زاوية النادي المطلة على طريق الملك فهد والملك عبدالله بمساحة (35×45م) والمقترح فندق، والموضوع في حيز الدراسة لحين توفير الاعتماد المالي له لضخامة المشروع. *مشروعات الفيحاء الاستثمارية هل تتعارض مع الرعاة الرسميين للنادي هذا الموسم؟ -تعمل إدارة النادي على أكثر من برنامج عمل في هذا الإطار، إطار التسويق الرياضي من خلال جلب رعاة ومعلنين، وإطار الاستثمار من خلال استغلال الإمكانات والمساحات المتاحة، ويأتي من أبرزها تكوين لجنة من الأعضاء المتخصصين في مجال التسويق لدراسة المجالات المتاحة، وعمل الخطط اللازمة للتسويق والاستثمار، والعمل في الإطار القانوني عبر تسجيل العلامة التجارية للنادي من أجل حفظ حقوق الملكية للنادي، ومنع استغلالها بشكل غير قانوني، واستغلال موقع النادي الاستراتيجي، وعرض جميع الخطط والاتفاقيات والعقود على مكتب قانوني لدراستها من الجوانب القانونية لحماية النادي، ويتم الآن بناء متجر خاص بالنادي، كما أن النادي يستفيد بشكل جيد من عوائد النقل التلفزيوني وحقوقه، ولدى فريق الاستثمار والتسويق في النادي عديد من المشروعات والمبادرات المستقبلية، التي ستكون رافداً مهماً لمسيرة النادي، وتضعه في مصاف أندية المقدمة من الناحية الاستثمارية والتسويقية، كما حرصنا هذا العام على الاستمرار مع Green Goal شريك النادي في العام الماضي بنفس المزايا والاستحقاقات، حيث كان عرضها هو الأكثر تكاملاً وتلبيةً لاحتياجات النادي الحالية، وساعدها على ذلك التجربة الناجحة والمتميزة خلال العام الماضي، وما لمسناه منهم من تعاون وتفاهم كبير، إضافة لخبرتها مع بعض الأندية الشقيقة خلال الأعوام الماضية، ولذلك تمت الموافقة عليه من قِبل مجلس إدارة النادي ولجنة التسويق، وهذا إشارة لعدم تعارض الاستثمار مع الرعاية. *ما دور أعضاء الشرف في استثمارات النادي؟ -وقفة رجال المجمعة لا يمكن أن تنسى، أو نتجاوزها، حيث حظي النادي بدعم كبير وغير مسبوق من قبل أعضاء الشرف شجعهم على ذلك ما وجدوه من قبل إدارة النادي من عمل وجهد وتخطيط وبرامج واضحة، وتفان وطموحات عالية، فكانت الإدارة محل الثقة، لذلك كانت انطلاقة الاستثمار في النادي من خلال الدعم المادي من قبل أعضاء الشرف؛ حيث تم استثمار الدعم بمشروعات نفعها دائم وفائدتها مستمرة. Your browser does not support the video tag.