أخفت إيران بيانات صادراتها من النفط خلال الشهور الثلاثة الماضية (يونيو/ حزيران- أغسطس/ آب 2018)، لوجود انهيار حاد في حجمها. وبحسب بيانات المبادرة المشتركة لمنتجي النفط حول العالم (جودي)، فإن طهران أخفت بيانات صادرتها خلال الشهور (يونيو- أغسطس 2018). وكانت إيران حتى نهاية مايو/ أيار الماضي ملتزمة بالإعلان شهريا عن حجم صادراتها من النفط الخام، للمبادرة المشتركة، قبل أن تسجل تراجعات لاحقا. ووصف خبير اقتصادي في تصريحات ل"العين الإخبارية"، أن تراجع إنتاج طهران في الفترة الماضية لا يمثل سوى بداية للتراجع الحقيقي المرتقب، الشهر المقبل. وتشير أحدث بيانات لطهران، قدمتها للمبادرة المشتركة لمنتجي النفط، إلى أن حجم صادرتها النفطية بلغت 2.118 مليون برميل يوميا. يقول الخبير الاقتصادي، محمد سلامة، إن إخفاء طهران لبياناتها النفطية يشير إلى صدق التقارير الدولية الصادرة بشأن هبوط حجم صادرات طهران. وأضاف في حديث مع "العين الإخبارية"، أن توقعات لرويترز، ومؤسسات نفطية أشارت الفترة الماضية إلى هبوط بنحو 500 ألف برميل يوميا، خلال الشهور التي أعقبت انسحاب الولاياتالمتحدة من الملف النووي. وتابع: ستظهر الأرقام خلال شهر أو اثنين بحد أقصى، مع دخول حزمة عقوبات أمريكية جديدة حيز التنفيذ، الشهر المقبل، تتعلق بالنفط وصادراته. كان الرئيس التنفيذي لعملاق النفط الإيطالي "إيني"، كلاوديو ديسكالزي، صرح قبل شهور، أن إنتاج طهران النفطي قد يتراجع بنحو مليون برميل يوميا بسبب العقوبات. وأضاف حينها، أن فرض العقوبات "يعني نقصا بأكثر من مليون برميل في السوق"، لكن دولا في "أوبك" أعلنت استعدادها لتعويض أي نقص في الإمدادات. وهبط إنتاج إيران من النفط الخام لأدنى مستوى في عامين ونصف العام، في سبتمبر الماضي، مع قرب دخول عقوبات أمريكية حيز التنفيذ على طهران. وكشف التقرير الشهري، الصادر عن "أوبك" الخميس قبل الماضي، أن إنتاج إيران تراجع في سبتمبر/ أيلول الماضي، بنحو 150 ألف برميل يوميا، إلى 3.447 مليون برميل يوميا، مقارنة مع 3.597 مليون برميل في أغسطس. واعتبر سلامة أن إخفاء حجم الصادرات لن يؤثر إلا على طهران، "فتراجع الصادرات سيخفض بشكل كبير إيرادات النقد الأجنبي الشحيحة أصلا في البلاد". Your browser does not support the video tag.