ليس جديداً استهداف المملكة إعلامياً والإساءة لها وتشويه صورتها، استهداف متواصل على مر الزمان لم يتوقف، كون المملكة دولة لها مكانتها المرموقة على كافة الأصعدة، ولن يتوقف طالما هناك من يسعى للكذب والتزوير واللعب بالحقائق ورسم صورة نمطية سلبية عنها وتأليب الرأي العام عليها، وكعادة المملكة وقيادتها وشعبها ومسؤوليها لا تلتفت لكل نابح وناعق ولا تُشغل نفسها بالرد واستمرت تعمل بإصلاحاتها ونهضتها بعيداً عن تجاذبات وصراعات إعلامية وتعاملت باحترافية واقتدار للبناء والثبات والتطوير متجاوزةً شتى أنواع الصِعاب والمُعوقات، وتأتي قضية اختفاء المواطن السعودي جمال خاشقجي وما جرى ويجري تداوله بشأنها في بعض وسائل الإعلام من اتهامات زائفة وحملة ظالمة على المملكة حكومة وشعبًا رغم أنها لاتزال في مرحلة الاستدلال والتحقيق ولم تقرر جهة التحقيق والادعاء العام التركية انتهاء مرحلة التحقيق بعد، لن يكون الهجوم الأخير على المملكة والتي لم يضرها ذلك ولم يصرفها عن حرصها التام على مصلحة مواطنيها في الداخل والخارج وحرصها بشكل خاص على تبيان الحقيقة كاملة في قضية أحد مواطنيها. «الرياض» حاورت الدكتور هاني يوسف خاشقجي عضو مجلس الشورى، الذي قرأ المشهد وأكد استغلال قضية اختفاء جمال خاشقجي، وتوظيفها سياسياً وإعلامياً للنيل من سمعة المملكة، وتشويه صورتها، والتشهير بها في الداخل والخارج وقال إنها محاولات يائسة ورخيصة، تخطط لها وتديرها قنوات فضائية، وصحف وأقلام مأجورة، تهدف لتأليب الرأي العام العالمي ضد الوطن وقادته ومكتسباته، وهي محاولة للوقوف ضد المشروع الإصلاحي والتنموي الذي دشنته المملكة قبل ثلاث سنوات برعاية الملك سلمان، وإدارة وتوجيه ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وأكد أن المتابع للتناول الإعلامي العالمي لهذه القضية، يلمس وللأسف الغياب التام للموضوعية والحيادية في معظم وسائل الاعلام العالمية، بل نرى إصراراً ممنهجاً من مؤسسات إعلامية، وصحف وقنوات وأقلام رخيصة ومأجورة إقليمياً ودولياً، تهدف للإساءة إلى صورة وسمعة المملكة، ومحاولات رخيصة لابتزازها، والتشكيك في مصداقيتها، وأضاف بأن ما يحدث هو تناول مسيس ورخيص وموجه في المقام الأول لقادة المملكة، وما نراه ونلمسه هو هجمة إعلاميه تغذيها وتمولها أطراف وعناصر ودول معروفة بعدائها للمملكة. وقال الدكتور خاشقجي إن عائلته جزء من المجتمع السعودي الكبير، وهي ولله الحمد مطمئنة وواثقة من حرص ولاة الأمر على سلامة أبناء الوطن أينما كانوا، وفي ظل هذه الأحداث، ورداً على المتشككين، فالعائلة تجدد الولاء والبيعة لقادة الوطن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان ولولي عهده الأمير محمد بن سلمان، وتأكد الوفاء والانتماء للوطن وقال «لاشك أن الأسرة ينتابها القلق حول مصير أحد أبنائها وتدعو له بالسلامة». وعن تعاطي الإعلام المحلي لقضية اختفاء المواطن جمال يقول خاشقجي الصورة تغيرت عما كانت، كما أن التفاعل الإعلامي الشعبي كان رائعاً وإيجابياً للغاية وأثبت بدون جدال، التلاحم والتماسك بين القيادة والشعب، ونبه على الحاجة إلى خطاب إعلامي جديد في المحتوى والأسلوب يتواكب مع التطور المتسارع داخلياً وخارجياً من جهة، ويتناسب مع مكانة المملكة وثقلها السياسي والاقتصادي العالمي، والتطور الحادث في الإعلام المنافس من جهة أخرى، ليقدم ممارسات مواكبة ومضادة للإعلام الكاذب والمضلل. وأكد الدكتور هاني خاشقجي أن المملكة تأسست على مبادئ ثابتة، وأسس راسخة مستقاة من أحكام الشريعة الإسلامية، وهي مبادئ العدالة والمساواة وبناء الإنسان وتنمية الوطن، وقال بأن الدولة سخرت منذ تأسيسها الموارد الطبيعية والاقتصادية لإعمار وخدمة الحرمين الشريفين، وتحقيق التنمية في مجالاتها وميادينها المختلفة، مع ضمان الأمن والاستقرار في ربوع البلاد. وأضاف: وخارجياً بنت المملكة سياستها على التعايش السلمي، والمساهمة في حفظ الأمن والاستقرار العالمي والتزام سياسات حسن الجوار وعدم التدخل في شؤون الدول الأخرى، ومساعدة الدول والشعوب الفقيرة عبر البرامج والصناديق الإنمائية وهي تشكل ثقلاً سياسياً واقتصادياً على المستوى العالمي والريادة إسلامياً وعربياً. وختم خاشقجي حديثه مع «الرياض» بالتأكيد على ما تتعرض له بلادنا من هجمة إعلامية رخيصة الأسلوب، متواضعة المحتوى، انساقت بعض وسائل الإعلام الغربية والتركية خلف تلك الهجمات، وبنت تحليلاتها واستنتاجاتها بعيداً عن الموضوعية والمهنية الإعلامية، وأكد أن الجانب الرسمي التركي بدأ يتعامل مع القضية بشكل أكثر روية وموضوعية مقارنة بتعامله معها في بداية الأمر. Your browser does not support the video tag.