في كل أزمة تكتشف حجم الأشياء من حولك، وتكشف ما إذا كنت متماسكا وقوياً أم لا، هذا بالطبع ما تجلى لنا في كل أزمة ومسرحية هزلية تفتعل نكتشف أن السعودية شامخة رغم كل ما يحاك ضدها، وأن الأعداء ليسوا في المقام الذي نعتبرهم فيه أندادا لنا؛ لأنهم باتوا في درجة سفلى من الحضيض. في المسرحية الهزلية المسماة حادثة اختفاء خاشقجي سقط إعلام السفلة، إعلام الحمدين والإخوان والترك والحاقدين، الذين باتوا يكتبون ويحذفون من شدة ارتباكهم، وعدم ثقتهم، وسوء تقديرهم، وفشل مخططهم. لا شك أنكم تابعتم ما كتبوه حول خبر قتل خاشقجي، ثم ما هي إلا لحظات حتى بدأوا يحذفون التغريدة تلو الأخرى، وكأن مسيرهم شخص واحد، بل هو شخص واحد أراد أن ينال من السعودية، لكن الله فضح أمره. ليست «الجزيرة» فحسب من سقطت هذه المرة، بل تلك «الواشنطن بوست» أيضا سقطت سقوطا مريعا؛ لأنها بدأت تتعامل مع الريال القطري ومع «شلة القرضاوي وحزبه»؛ ولذلك دأبت في هذه الحادثة على ما فعلته «الخنزيرة» فيما مضى، وهي الأخبار التي لا تنسب إلى معلوم، بل غالبا ما تنسب إلى مجهول، كأن يقال: «صرح مسؤولون، وقالت مصادر، وأوضحت دراسات» دون أن تعزو الخبر إلى مصدر رسمي، وهذه كما يقال فيما مضى «إذا أردت أن تكذب فانسب الخبر إلى مصدر مجهول.. هذا هو إعلامهم، وهذه هي سياستهم التي باءت بفشل ذريع، وستظل كذلك كل أزمة تكشفهم. السعودية تبقى شامخة في تعاطيها وفي تناولها للأحداث، خاصة في قضية خاشقجي، ففي الوهلة الأولى وحين التقى ولي العهد محرري «بلومبيرج» قال بالحرف الواحد: «رغم أن القنصلية السعودية منطقة سيادة، إلا أننا سنسمح للأمن بالدخول وتفتيش القنصيلة إذا ما تطلب الأمر؛ أي شفافية يريدونها؟ وأي مصداقية يبتغونها؟ ليس هذا فحسب، بل صرح مصدر مسؤول في «الخارجية» السعودية بأن السعودية مستعدة للتعاون في التحقيق حول حادثة اختفاء المواطن السعودي خاشقجي. كل هذه الأمور تعكس مدى الشفافية والصراحة التي تتمتع بها بلادنا تجاه كل قضية، وهذا الأمر الذي أرهق الأعداء، فليس لهم بعد كل هذه المواقف سوى تأليف القصص والأكاذيب. Your browser does not support the video tag.