تشهد رياضة السيارات السعودية بمختلف مسمياتها تقدماً ملحوظاً في الآونة الأخيرة، وأصبحت أحد أهم عوامل دعم سياحة المنطقة، من خلال معرفة الأماكن الأثرية والتاريخية والسياحية إضافة إلى تزايد إقبال المواهب من أبناء الوطن لممارسة هذه الرياضة. ولفت المتسابقون السعوديون الأنظار في شتى المحافل الدولية بعد أن أثبتوا أحقيتهم وجدارتهم في تحقيق نتائج مبهرة وأرقام متقدمة في سباقات الرالي كان آخرها الأسبوع الماضي برالي «باها الصحراوي» في نسخته الأولى بالأردن، حيث أحرز السائق السعودي عيسى الدوسري وملاحه الإماراتي علي حسن على أول ألقاب «رالي باها»، وجاء في المركز الثاني بطل رالي حائل للعام 2017م المتسابق فارس المشنا وملاحه سعود التميمي، فيما حل السائق متعب القنون وملاحه عبدالله القنون المركز الثالث، وحقق المتسابق صالح السيف وملاحه عبدالسلام النماش المركز الأول في فئة T3، وخالد الهمزاني وملاحه فهد العمر المركز الثالث في فئة T2. المشنا: ننتظر الدعم من عراب الرياضة «دنيا الرياضة» التقت عدداً من الأبطال لأخذ آرائهم واستطلاعاتهم عن «الرالي». * كيف تنظرون لهذا الإنجاز؟ بداية، أعرب بطل رالي حائل 2017م فارس المشنا والحائز على بطولات محلية وخارجية، عن سعادته البالغة في تكرار النجاح وتجدد الإنجاز للمملكة العربية السعودية بعد تحقيقهم المركز الثاني في بطولة «رالي باها». «ما يهمنا هو اسم الوطن وتضحياتنا كانت ولاتزال من أجله وستظل كذلك، وبكل أمانة نواجه الكثير من المشكلات التي تتسبب أحياناً في عرقلة مسيرتنا سواء كانت مادية أو معنوية، ونتمنى أن يُثمَّن ما أنجزناه من بطولات باسم الوطن، وثقتنا في عراب الرياضة رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للرياضة تركي آل الشيخ لا حدود لها، ونرجو أن يتم دعمنا أسوة بالمسابقات الأخرى لمواصلة المشوار في حصد البطولات والمراكز المتقدمة». الهمزاني: أنصفونا قبل اندثار المواهب * ما مكانة رياضة السيارات لدينا؟ أكد البطل خالد الهمزاني على أن الشباب السعودي مبدع في رياضته المهملة، ونسمع كثيراً عن رياضات لها نصيب الأسد، وبالمقابل هناك رياضات تنتظر لو جزءاً بسيطاً من هذا الدعم، وأقرب الأمثلة هواة رياضة السيارات بشكل عام وبتنوع المسميات، فعلى سبيل المثال رياضة الراليات التي تعتبر رياضة دولية تحظى باهتمام أغلب الدول المتقدمة وفق ضوابط وحكام ومشرفين «Fia»، وهي رياضة غيرت مفاهيم الممارس لها وجمهورها المتابع، خصوصًا أن رياضة السيارات تعتبر ثاني قاعدة جماهيرية بعد كرة القدم، فلم يجد الشاب السعودي صاحب هذه الهواية والإنجازات المتتالية غير اتحاد لا يملك على مدار العام إلا تنظيم رالي حائل، فهل اتحادنا لم ينل اهتمام الجهات أم يُنظر إلى أنها رياضة قاصرة لا تستدعي احتواء هواتها ومحترفيها؟ وتساءل الهمزاني عن عدم إقامة مسابقات متنوعة وعلى فترات مختلفة من قبل اتحاد السيارات قبل أن تندثر هذه المواهب وتتلاشى، مضيفًا: «حتى لو كان المال هو العائق الرئيس يفترض أن يعمل مسؤولو الاتحاد للبحث عن مسوق وراعٍ، ليتولى المهمة ويكون شريكاً أساسياً في دعم الشاب السعودي ونهضة رياضة الوطن بشكل عام». القنون: إنجازاتنا تتكرر رغم الظروف * ما طرق التمويل التي تحصلون عليها؟ وشدد صالح السيف أحد أعضاء فريق القيادة الآمنة للراليات والحاصل على المركز الأول مع ملاحه عبدالسلام النماش في فئة T3 في رالي باها الصحراوي بالأردن على أن طموحهما لا يتوقف، ويأملان بالمشاركة في «رالي داكار» و»سلك وي»، لتشريف الوطن ورفع راية التوحيد، ولكن هناك عوائق تحول دون ذلك من أبرزها عدم وجود راعٍ رسمي يهتم بالفريق ودعمه لمواصلة المشوار. وتابع: «ما حققته من إنجازات جاء بجهود ذاتية، إذ وصل إجمالي التكلفة على سيارتي ما يقارب 315 ألف ريال». وأكد السيف على أنهم واثقون تمامًا من إمكاناتهم، واعدًا بتحقيق الذهب في كل بطولة يشارك فيها. السيف: هدفنا «داكار» و«سلك وي» * إلى أين يصل طموحكم في هذه الرياضة؟ وذكر الملاح عبدالله القنون الحائز على المركز الثالث في رالي «باها الصحراوي» برفقة السائق متعب القنون أن الطموح اختلف عن السابق وربما يتحول إلى ركود، بسبب الإحباط وتهميش هذه اللعبة وعدم الاهتمام بالمتسابقين، والسؤال من لهؤلاء الأبطال ومن سيقف بجانبهم؟ وتابع: «من الطبيعي أن ننتظر الالتفاف حولنا ودعمنا بأي شكل من الأشكال عندما نحقق إنجازًا جديدًا، ولكن تتكرر المشكلة وتزداد المعاناة ونبقى وحدنا نضحي لإنعاش هوايتنا». بطولة رالي حائل سجلت حضوراً قوياً سيطرة سعودية على المراكز الأولى في رالي الأردن بطل فئة T3 صالح السيف مع ملاحه الشمري Your browser does not support the video tag.