أكد مسؤول في قطاع التأمين على إمكانية تعرض أصحاب المنشآت الصغيرة والمتوسطة للمخاطر في مرحلة النمو. وقال: بشكل عام تتعرض المنشآت الصغيرة والمتوسطة إلى حزمة متنوعة من المخاطر تشمل مخاطر الممتلكات، وفقدان الأرباح نتيجة توقف العمل، والمخاطر الطبيعية، ومخاطر النقل، والمسؤولية المدنية والتكاليف القانونية، والمخاطر المالية، والمخاطر الاقتصادية، والجيوسياسية، والمخاطر الفنية، والتكنولوجية، والمخاطر البيئية والاجتماعية فضلاً عن المخاطر المتعلقة بالرعاية الصحية. وحدد عجيل الجربا رئيس تسويق القطاعات وتطوير المنتجات في التعاونية للتأمين ثلاثة اتجاهات أساسية في تعامل أصحاب المنشآت الصغيرة والمتوسطة مع المخاطر تتمثل في تجنب الخطر، أو تحمل الخطر، أو نقل الخطر، معتبراً التأمين إحدى أهم الآليات الفعالة لنقل الخطر من الشركة الصغيرة والمتوسطة إلى شركات التأمين الكبيرة التي لديها القدرة المالية والخبرة الفنية لإدارة الخطر وتحمل تبعاته، ولا سيما أن إدارة هذه المخاطر تتطلب المعرفة المهنية، والقدرة المالية القوية والثقة في شركة التأمين التي يتم نقل المخاطر إليها. وزاد: لاشك أن المملكة لديها رؤية متفائلة لقطاع المنشآت الصغيرة والمتوسطة ضمن أهداف رؤية المملكة 2030 وبرنامج التحول الوطني 2020 تدفع باتجاه تفعيل دور هذا القطاع لقيادة عجلة التنمية الاقتصادية في المرحلة القادمة التي يقل فيها الاعتماد التدريجي لاقتصاد المملكة على الموارد البترولية والتركيز على تعظيم دور الموارد البديلة، ولذلك فإن إدارة المخاطر التي تواجه هذا القطاع وتجاوز التحديات بحلول فعالة ومناسبة سوف تساعده على تحقيق الأهداف التي يتطلع إليها المجتمع السعودي في المرحلة القادمة. جاء حديثه في ورشة عمل ضمن ملتقى بيبان عسير الذي نظمته الهيئة العامة للمنشآت الصغيرة والمتوسطة «منشآت»، والذي شهد عدداً من ورش العمل تقدم حلولاً عملية لتطوير قطاع المنشآت الصغيرة والمتوسطة، ودعمه لتحقيق أحد أهم أهداف رؤية المملكة 2030 برفع مساهمة هذا القطاع في الناتج المحلي الإجمالي من 20 % إلى 35 %. وقد حملت الورشة الذي عقدتها شركة التعاونية للتأمين، بصفتها الراعي التأميني للملتقى، عنوان «التخطيط المبكر لنمو مستدام» التي قدمها الجربا، بحضور رواد الأعمال وأصحاب المنشآت الصغيرة والمتوسطة في المنطقة، حيث ألقت الضوء على أسس تخطيط المخاطر التي تواجه رواد الأعمال، والحلول المناسبة لإدارة تلك المخاطر، بما يحقق النمو المستدام للمشروعات. أشارت ورشة العمل إلى أهمية قطاع المنشآت الصغيرة والمتوسطة على المستوى العالمي، حيث يوفر أكثر من 80 % من الوظائف بالقطاع الخاص ويساهم بنحو 47 % من الناتج المحلي الإجمالي، بينما تتراجع هذه النسبة على المستوى المحلي إلى 20 %. تحدثت ورشة العمل عن التحديات والمخاطر التي تواجه المنشآت الصغيرة والمتوسطة في مراحل البداية، والنمو والتوسع، حيث أوضحت التحديات التي تواجه تلك المنشآت في مرحلة البداية خاصة ما يتعلق بالأصول والموارد مثل المكاتب والموقع والأجهزة والمواد الخام، وتلك المتعلقة بالتمويل، والتسويق وقنوات البيع. وفي هذا الإطار تم وضع تصور لبرامج التأمين التي تدعم رواد الأعمال لمواجهة المخاطر في تلك المرحلة والتي تشمل برامج تأمين الممتلكات، والماكينات وفساد المخزون في الثلاجات، وتأمين الزجاج، وتأمين إصابات العمال ونقل الأموال وضمان الأمانة، وتأمين المركبات والمسؤولية المدنية، ونقل البضائع. وقد أوضح الجربا أن المنشآت الصغيرة والمتوسطة في مرحلة النمو تواجه تحديات تتعلق بالحفاظ على الكفاءات البشرية المدربة والإبقاء عليها أطول فترة ممكنة ولاسيما فريق الإدارة، ويزداد تأثير هذا التحدي في حالة عدم وجود خطط دقيقة وواضحة تساهم في انتقاء وتوظيف الموارد البشرية المميزة، لذلك تم تحديد 12 خطوة تساعد المنشآت الصغيرة والمتوسطة في الحفاظ على العمالة الماهرة أبرزها توفير برامج التأمين الصحي، وتأمين التكافل والتأمين ضد إصابات العمال. وأشار الجربا إلى أن التحديات التي تواجه أصحاب المنشآت الصغيرة والمتوسطة في مرحلة التوسع، تتركز في ثلاثة محاور أساسية هي الممتلكات، والمسؤوليات، والإيرادات، خاصة مشكلة إيجاد أول عميل كبير. ونوهت ورشة العمل بالبرنامج الرائد °360 للتأمين على المنشآت الصغيرة والمتوسطة الذي أطلقته التعاونية في العام الماضي، ويوفر ثلاث تغطيات تأمينية أساسية هي المركبات، والطبي، والأعمال، حيث يقدم حلولاً فعالة لحماية هذا القطاع الاقتصادي الحيوي من خلال مكان واحد ومدير حساب واحد وبأسعار مناسبة، وعملية شراء سهلة ومبسطة. ويتميز هذا البرنامج بتوفير تغطيات تأمينية تستهدف فئات المنشآت الصغيرة والمتوسطة التي تمارس أنشطة اقتصادية محددة مثل التجار، المصنعين، المقاولين، والضيافة. يشار إلى أن ملتقى بيبان عسير عقد بمركز أبها للمعارض خلال الفترة من 26 - 29 سبتمبر 2018 تحت شعار «للطموح فكرة وللنجاح بيبان»، وافتتحه صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد بن عبدالعزيز أمير منطقة عسير، حيث استقطب عدداً كبيراً من رواد الأعمال في المنطقة، للاطلاع على الخدمات والمستجدات والحلول المتعلقة بإنشاء ونمو ونجاح وتوسع المشروعات التي تندرج ضمن هذا القطاع الحيوي، وسط مشاركة أصحاب المنشآت الصغيرة والمتوسطة، والجهات الحكومية الداعمة لهذا القطاع، والشركات أو المصارف وشركات التأمين وغيرها من الوحدات الاقتصادية التي تطرح حلولاً متنوعة لدعم هذا القطاع الحيوي ومساندته لتحقيق أهدافه، إضافة لحضور الزوار لملتقى بيبان عسير، الذي يقام لأول مرة في المنطقة الجنوبية، بما يقارب 15,000 زائر اطلعوا على أنشطة الملتقى وشاركوا في ورش العمل والفعاليات التي أقيمت على مدار أربعة أيام. Your browser does not support the video tag.