هذه ليست خطة لبعض الألعاب، لكنها عدد المتوفين الذي صُلِّي عليهم صلاة الجنازة يوم الاثنين 21/ 01 / 1440ه «1 /10 / 2018م»، بعد صلاة العصر في جامع الراجحي بحي الجزيرة بالرياض، إذ صلى المسلمون على عشرة رجال، وخمس نساء، وأربعة أطفال، كان من بينهم ثلاثة رجال عرفهم الناس بجهودهم وأعمالهم الخيرية والدعوية والإصلاحية وهم: الشيخ الدكتور سعيد بن علي بن وهف القحطاني، صاحب «حصن المسلم»، والداعية الإسلامي بوزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، وإمام وخطيب جامع الأمير بندر بطريق الخرج. الشيخ سليمان بن عبدالرحمن الثنيان، رئيس المحكمة العامة بمكة المكرمة. الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن النصيان. واللافت للنظر أن الجامع اكتظ بأعداد المصلين بشكل يكاد يكون غير مسبوق، واكتظت الشوارع بالسيارات، وكان المشهد رهيبًا مهيبًا استنهض القلب من غفلته للوقوف مع الحدث في بضع نقاط: تسع عشرة نفسًا في صلاة واحدة من يوم واحد، تخطانا الموت إليهم وإلى من قبلهم، وسيتخطى غيرنا إلينا، فهل وعينا ذلك؟ كان من بين المتوفيْن أناس معروفون، ومنهم من لا يُعرف، فقلت في نفسي: وما يضر من لم يُعرف عند الناس أن لا يعرفه الناس إن كان معروفًا بالفضل عند رب الناس، فكم من خفيٍّ بين الناس له شأن عظيم عند رب الناس، وكم من مشهور في الأرض لا يساوي عند الله جناح بعوضة. غبطتُ أهل الفضل على ما آتاهم الله من فضله، ووفقهم لأن يستثمروه مع من وهبهم إياه، وهو الله، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، ومنهم: الشيخ سعيد بن علي بن وهف القحطاني، ذلك الرجل الذي أحسبه - والله حسبنا وإياه - من أشباه السلف:علمًا، وزهدًا، وتقوىً، وبذلاً، وهمةً، وحبًا للخير وأهله، وأمرًا بالمعروف، ونهيًا عن المنكر، وغيرة على دين الله، وتأليفًا، ودعوة، ومساهمات في الخير، وغير ذلك من أعمال ظهر بعضها، والبعض الآخر أحيطت بالستر والكتمان، وذلك أقرب إلى الإخلاص فلا يعلمها إلا الله. شيء من سيرة من أعرف من هؤلاء وهو الشيخ الفاضل سعيد بن علي بن وهف القحطاني: كان فرداً في القوات المسلحة، ثم أكمل تعليمه، والتحق بكلية أصول الدين بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وحصل منها على البكالوريوس، ثم الماجستير، ثم الدكتوراه، فلله درُّ الهمم. عرفته منذ العام 1402ه عندما كان إماماً وخطيباً لجامع الفاروق بإسكان أفراد القوات المسلحة بالرياض، وكان ملازماً لدروس سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز بعد الفجر في الجامع الكبير بالرياض، وبعد المغرب في جامع سارة بجوار منزل الشيخ - يرحم الله الجميع - في حي البديعة، وبعد الجمعة، وغيرها، كما كان ملازمًا لدروس الشيخ صالح الفوزان - حفظه الله -، وغيرهم من أهل العلم والفضل. Your browser does not support the video tag.