تعاطفت مع تقنية الفيديو «VAR» وأنا أشاهد هذا ينتقدها وذاك يحرض عليها وثالث ينادي بالحكم عليها بالإعدام من ملاعبنا، لمجرد أنها تصدت للظلم الذي عانت منه فرق عدة، وقللت الأخطاء التحكيمية التي كانت تستفيد منها بعض الأندية في مبارياتها، وأخذت على عاتقها مهمة فرض «العدالة» بين الفرق المتنافسة، وأضحت مباريات كرة القدم أكثر عدالة من قبل، فالحكم المخطئ سيجد آخرين ينبهونه حتى يعود لاتخاذ القرار الصحيح بعد استعانته بالفيديو، مع الإشارة إلى أن الأخطاء التحكيمية ستستمر بوجود التقنية، لأن صاحب القرار الأخير هو بشر معرض للخطأ، لكن اليوم الحكم الذي كان يتعذر بأنه يتخذ قراره خلال ثوانٍ أصبح لديه مزيد من الوقت لإصدار القرار، وبالتالي لا عذر له، ومن يطالب بإلغائها عليه أن يراجع نفسه، لأن مطالبات كهذه تعني أن ناديه مستفيد من أخطاء الحكام. التقنية التي حبست أنفاس الجماهير في لقطات عدة لم تقتل المتعة كما روج البعض، بل إنها أعطت نوعا من الإثارة في كرة القدم، ومن يزعم غير ذلك عليه أن يعود لتلك المشاهد التي لجأ فيها الحكام لتقنية الفيديو واحتسبوا ركلات جزاء أو أهداف أو ألغوها، ليرى حجم التفاعل الجماهيري في المدرجات وفرحة اللاعبين داخل المستطيل الأخضر، ففي ملاعبنا لا يمكن للجماهير الاتحادية مثلاً أن تنسى فرحتها بهدف في نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين بهدف ربيع سفياني الذي ألغاه الحكم المساعد واحتسبه كلاتنبيرغ بعد لجوئه للفيديو، وكان ذلك المشهد من بين المشاهد الأكثر إثارة في الموسم الماضي. مجتمعنا الرياضي لا يزال بحاجة لتثقيف حول تقنية الحكم المساعد، لأن كثيرا من الجدل الذي يثيره الجمهور ويغذيه بعض الإعلاميين المتعصبين مصدره معلومة خاطئة أو قراءة غير صائبة، ولجنة الحكام كذلك عليها أن تقيّم الحكام باستمرار، وتبعد السيئين وتمنح مساحة أكبر للمميزين، سواءً الحكام الأربعة في الميدان أو حكام الفيديو، فالمعادلة التحكيمية الجديدة هي أن أفضل الحكام هو أقلهم تغييراً لقراراته بعد اللجوء لتقنية الفيديو، أي أن الحكم المميز هو من يتخذ قرارات صحيحة وإن لجأ للفيديو يكون في النهاية قراره هو الصحيح، أما الحكم الذي يتوجه باستمرار لتقنية الفيديو وبسببها يتغير قراره لأنه غير صحيح فهذا لا يستحق أن يتواجد في دورينا، مثل الحكم الويلزي سايمون الذي احتسب ركلة جزاء للرائد أمام الشباب وطرد مهاجم الرائد بانغورا بسبب تقنية الفيديو، وكلا اللقطتين لم ينتبه لهما لكن حكام «VAR" استدعوه ونبهوه بأن قراريه خاطئين. Your browser does not support the video tag.