عقدت ميليشيا الحوثي الإرهابية عزمها على إبادة البشر والحجر والحاضر والماضي، ومستمرة في حربها على التراث الإنساني والحضاري في المناطق اليمنية التي لا تزال تحت سيطرتها، في مسعى لتدمير الذاكرة والهوية اليمنية؛ لخلق فراغ يتيح لها بث وإحلال الأفكار والهوية الإيرانية الفارسية. واعتدت الميليشيا على «دار الحجر» التاريخي في منطقة وادي ظهر شمال غرب العاصمة صنعاء، وشرعت في استحداث بناء جديد داخل الساحة الأثرية التابعة للمبنى الأثري في تعدٍّ صارخ على أهم معالم التراث التاريخي والشعبي في اليمن. وسبق لمعول الهدم الحوثي أن دك مناطق أثرية وتاريخية عريقة في محافظات يمنية عدة، من بينها قلعة القاهرة في مدينة تعز، التي تعرضت لقصف مدفعي وصاروخي من قبل الميليشيات، كما استهدفت سد مأرب التاريخي ومنطقة «براقش» بمحافظة الجوف، وحولت القلعة التاريخية في مدينة الحديدة إلى سجن ومكان تحتجز فيه المختطفين من المدنيين، ناهيك عن قيامها بقصف مساجد أثرية في منطقة حيس التابعة لمحافظة الحديدة، وتحويل مساجد وقلعة زبيد التاريخية إلى معسكر ومنطقة عسكرية مغلقة. وفي صنعاء، تواصل الميليشيا حربها على التعليم وفرض مناهج وأفكار طائفية على الطلاب في جميع مدارس العاصمة اليمنية، وسط استغاثة النقابات التعليمية والمعلمين والطلاب، ومطالبة المنظمات الدولية بالتدخل لحماية التعليم والطلاب، والحيلولة دون تحويل المدارس إلى مراكز لتكريس الكراهية والتطرف والإرهاب الطائفي، وأجبرت عددا من المدارس في صنعاء على إقامة فعاليات طائفية تحاكي تلك التي ينظمها الإيرانيون وتنظيم حزب الله الإرهابي، وفرض إذاعة الأناشيد والزوامل الحوثية الطائفية ومحاضرات مؤسس الجماعة التي تمجد العنف والتطرف. على صعيد متصل، قال التحالف اليمني لرصد انتهاكات حقوق الإنسان «رصد»، إن ميليشيا الانقلاب مستمرة في ممارسة أشكال مختلفة من العنصرية والتمييز العنصري تجاه اليمنيين الذين لا ينتسبون إلى السلالة الخاصة بها، والتي تنتمي إليها أغلب قيادات وقواعد ميليشيا الحوثي الإرهابية. وأكد رصد خلال ورقة قدمها في مجلس حقوق الإنسان إن ميليشيا الحوثي تعتبر التمييز العنصري جزءاً من موروثها الديني، وهذا ما دفعها لحمل السلاح، والسيطرة على السلطة بالقوة في بلد انتهج الديمقراطية كوسيلة للتبادل السلمي للسلطة، معتبرة الحكم والمال والمكانة الاجتماعية حقا حصريا يمكنها من ممارسة العنف ضد الأعراق والمذاهب والأديان الأخرى، مؤكدا أنها باتت تشكل خطراً حقيقياً على التعايش والسلم الاجتماعي في اليمن، ومارست التهجير القسري لكثير من الأسر اليمنية، وفجرت منازلهم بدوافع عنصرية، وقامت بإحلال آلاف ممن ينتمون إلى سلالتها في المؤسسات الحكومية بدلاً عن الموظفين الرسميين. Your browser does not support the video tag.