بدأ أعضاء هيئة التدريس ومساعدوهم بجامعة صنعاء وجامعات يمنية أخرى، أمس الأحد، إضرابا تدريجيا من ثلاث مراحل يبلغ ذروته يوم السبت المقبل، بالتوقف عن العمل بشكل كامل، احتجاجاً على عدم صرف رواتبهم للشهر الرابع على التوالي من قبل سلطة الانقلابيين الحوثيين وأنصار المخلوع صالح غير الشرعية، والتي فشلت في إدارة العاصمة والمناطق التي تسيطر عليها بقوة السلاح. في وقت اتهمت فيه منظمة حقوقية يمنية، الانقلابيين، بارتكاب 85 حالة انتهاك في محافظة إب وسط البلاد، خلال شهر ديسمبر الماضي. وقالت منظمة رصد للحقوق والحريات (غير حكومية) في تقرير لها أصدرته امس الأحد: ان من بين الانتهاكات 11 حالة قتل، و10 حالات إصابة بجروح. وبين التقرير أن من بين الانتهاكات اختطاف 47 شخصا تعرضوا للتعذيب النفسي والجسدي في مبني الأمن السياسي بمدينة «إب» بينهم شخص فقد عقله جراء التعذيب. وسجل التقرير 9 حالات اقتحام منازل لمواطنين ومؤسسات الدولة بالإضافة لسطو مسلح على ثلاث أراض. وأفاد التقرير بأن محافظة «إب» تعاني من وضع إنساني صعب بسبب تدهور المستوى المعيشي وفرض مبالغ مالية وإتاوات على التجار وأصحاب المحلات وعدم صرف مرتبات الموظفين منذ عدة اشهر وكذلك انعدام الكهرباء منذ فترة طويلة وأيضا العبث بالمال العام من قبل الحوثيين. وطالبت المنظمة في تقريرها بتطبيق القرارات الأممية ومن بينها القرار 2216 وإطلاق سراح كل المختطفين السياسين وإغلاق مبني الأمن السياسي في إب. ودعت المنظمة بالإضافة لذلك إلى إدراج جماعة الحوثي ضمن القائمة السوداء للجماعات الإرهابية لارتكابها جرائم بحق الإنسانية والبدء بمحاكمة المخلوع صالح وكل من تورط معه بارتكاب جرائم حرب من القيادات العسكرية والمدنية. وتسيطرميليشيا الحوثي الانقلابية على محافظة إب منذ نهاية العام 2014، وتتهمهم العديد من المنظمات المحلية والدولية بارتكاب العديد من الانتهاكات. قصف المدنيين ميدانيا، سقط شهداء وجرحى من المدنيين صباح الأحد في قصف عشوائي لميليشيا الحوثي استهدف الأحياء الغربية لمدينة تعز - جنوب غرب اليمن. وقالت مصادر محلية في المدينة: «ان الميليشيات شنت قصفاً مكثفاً بصواريخ الكاتيوشا على قرية الصياحي بمنطقة الربيعي - غرب المدينة. وأسفر القصف عن عدد من الشهداء المدنيين وجرحى آخرين غالبيتهم من أسرة واحدة، فيما تم تدمير منزلين بالكامل. كما استهدفت قذائف أخرى منازل للمواطنين بمنطقة الضباب المجاورة والتي تسيطر عليها المقاومة الشعبية. وتلجأ المليشيات إلى قصف الأحياء السكنية بمدينة تعز عقب هزائمها المتتالية أمام ضربات الجيش والمقاومة في مختلف الجبهات. في حين شنت طائرات التحالف العربي امس غارات عنيفة على مواقع للحوثيين قرب مدينة دمت شمال محافظة الضالع. وقال مصدر في المقاومة: ان طيران التحالف دمر آليات عسكرية للحوثيين كانت تتمركز في «جبل ناصة» المطل على مدينتي دمت ومريس. إضراب أساتذة الجامعات على صعيد آخر، بدأ أعضاء هيئة التدريس ومساعدوهم بجامعة صنعاء وجامعات يمنية أخرى الأحد تنفيذ برنامج الإضراب التدريجي عن التدريس والذي سيأخذ ثلاث مراحل تبدأ بتعليق الشارات الحمراء بدْءا من أمس وتستمر اليوم الإثنين ويوم غد الثلاثاء، مع استمرار العملية التعليمية احتجاجاً على توقف رواتبهم للشهر الرابع على التوالي. كما تشمل المرحلة الثانية وهي الإضراب الجزئي عن التدريس من الساعة العاشرة صباحاً إلى الساعة 12 ظهراً. يليها إعلان النقابة عن الإضراب الشامل عن التدريس بشكل كامل في الجامعة يوم السبت المقبل السابع من ينايرالجاري. إلى ذلك وجهت الهيئة الإدارية لنقابة أعضاء هيئة التدريس ومساعديهم في جامعة صنعاء رسالة هامة إلى طلبة الجامعة بشأن تصعيدها. وأكدت النقابة في رسالتها أن كل محاولاتها ووجهت بالتسويف والمماطلة، مما اضطرها إلى اتخاذ هذا التصعيد المتمثل بالإضراب. قلاع وسجون من جهة أخرى، قالت مصادر حقوقيه ونشطاء ل «اليوم»: ان سجناء في قلعة الحديدة التاريخية استأنفوا اضرابهم عن الطعام واعلنوا ا اضرابا مفتوحا ضد اسباب وظروف اعتقالهم وسجنهم التعسفي طيلة عام ونصف من قبل ميليشيا الارهاب الإيرانية الحوثية التي حولت الحديدة الى سجن كبير ومعقل للمجاعة والامراض والاوبئة. وقالت المصادر ان مئات السجناء توزعهم الميليشيات على سجون غير رسمية وبيوت حولتها الى معتقلات ومقرات للتعذيب في كل مناطق تهامة والحديدة بشكل خاص. ويوجد أكثر من تسعين سجينا يخوضون معركة البطون الخاوية ويضربون عن الطعام رغم التعذيب لإجبارهم على الأكل، جراء سجنهم الذي ضاق بهم على مدى عام ونصف العام. ويعيش المسجونون بالقلعة التاريخية اياما صعبة بعد ازدياد عددهم وناشدوا بسرعة التدخل لإنقاذ حياتهم. وتعتبر القلعة التاريخية بكرنيش مدينة الحديدة أحد اشهر السجون التي تحتجز فيها الميليشيات سجناء غالبيتهم من السياسيين والمناهضين للحوثيين وتحولت منذ دخولهم للمحافظة في مارس 2014، إلى رعب لتخويف كل من يعارض القمع وتشويه الحياة المدنية والدينية الذي تفرضه الميليشيا الحوثية بالقوة على السكان. وفي مديرية الضحي حولت ميليشيا الحوثي قلعتها التاريخية القريبة من المدرسة العسكرية القتالية، وتقع وسط حي مأهول بالسكان، إلى سجن بديل لسجون معسكر المدرسة القتالية المرابطة بمدينة الضحي وتتخذ منها الميليشيا تحصينات عسكرية لمقاتليها. من جانبهم، أكد سكان المنطقة للصحيفة سماعهم اصوات تعذيب وصراخ مصدرها القلعة. ويضيفون: ان غالبية السجناء من ارياف ومدينة المديرية التهامية، بالإضافة الى عسكريين من المعسكر ذاته اشتبهت بخيانتهم المليشيات، ولم تورد أي مصادر حقوقية معلومات واحصائية لعدد السجناء هناك. دروع بشرية أما قلعة حيس، فهي الأخرى لاتختلف كثيرا عن سابقاتها وقالت مصادر حقوقية ان القلعة التي تعد أحد المعالم التاريخية الكثيرة المنتشرة في تهامة والتي تتخذها الجماعة الحوثية المدعومة من ايران سجونا خاصة بمناهضيهم من الشعب اليمني، وترفض السجون الخاصة بمراكز الشرطة، حيث تزعم أن داعمي المخلوع مهما كانت تضحياتهم وصمودهم، قد تنهار بسرعه امام المال، ولاتزال الثقة المتزعزعة تتملك قلوب قادة الميليشيا القادمين من كهوف مران إلى مختلف المديريات باسم مشرف الجماعة. الى ذلك، أكدت مصادر حقوقية في مدينة باجل التابعة لمحافظة الحديدة للصحيفة أن مسلحي الحوثي والمخلوع حولت قلعة الشريف التاريخية إلى مستودع للأسلحة، وتضع في مبنى صغير يتبع القلعة السجناء الذين ناهضوا تواجد المليشيا من ابناء المديرية. وذكرت المصادر أن الجماعة نصبت قبل أشهر مضاد طيران على سطح القلعة التي تعتلي أحد المرتفعات الجبلية، لكن طيران التحالف بقيادة المملكة استطاع اصابته بدقة، ولم يصب القلعة والسجناء الذين كانوا في المبنى المجاور ويتبع القلعة ذاتها بأي أذى. وتجتاح موجة استياء مثقفي وادباء تهامة جراء السلوكيات التي وصفوها بالرعناء التي تمارسها الميليشيا بحق الآثار التاريخية وتشوية التراث الإسلامي وتراث تهامة الأصيل، حيث قال بعضهم: ان الحوثي لم يكتف بنشر معتقداته وفكره الممسوخ على ابناء تهامة من الأطفال في المدارس وجوامع الصلاة، بل وطالت افعاله الهمجية المعالم التاريخية التي تشكل هوية تهامة، وتتخذها اماكن للزج بفلذة اكبادهم في السجون دون برهان يسوغ تهمهم الباطلة. وفي حجة التابعة لإقليم تهامة، حولت معلمها التاريخي وقلعة حجة المشهورة إلى حفلة موت جماعية مع سجناء أتوا بهم من مختلف مناطق الجمهورية وفيها عدد من القيادات المعارضة لحكم الحوثيين كما لا يزال فيها سجناء منذ ثورة 11 فبراير ممن خرجوا ضد حكم المخلوع صالح. وفي المراوعة بالحديدة ايضا قال حقوقيون: ان الميليشيات الانقلابية حولت قلعة المراوعة الى معتقل لعدد من السجناء غالبيتهم اطفال من ابناء ضباط وجنود الجيش الوطني من ابناء الحديدة، وذلك في محاولة للضغط على ابائهم من أجل عودتهم من الجبهات وترك القتال ضد الانقلابيين.