تمضي ميليشيات الحوثي الإيرانية على خطى تنظيم داعش الإرهابي في استهداف وتدمير التراث الإنساني والتاريخي وتشويه المعالم الأثرية والتاريخية في العاصمة اليمنية صنعاء ومدينة صعدة القديمة وقلعة الحديدة وفي مدينة حيس التاريخية وغيرها من المواقع والمعالم اليمنية التي تشكل تراث اليمن المدرجة ضمن قائمة اليونيسكو للتراث العالمي لما تحتويه من معالم أثرية متنوعة بين فن العمارة والتراث الإسلامي والأسواق القديمة. وكثفت ميليشيات الحوثي الإيرانية خلال الأيام الماضية ممارساتها التدميرية للتراث اليمني ومعالم مدينة صنعاء القديمة المدرجة على قائمة اليونسكو للتراث العالمي، حيث شنت الميليشيا حملة طمس ممنهجة ومتعمدة للآثار في صنعاء هي الأكبر منذ الانقلاب، وشملت الحملة تغيير وتشويه التراث المعماري والحضاري في مدينة صنعاء القديمة والذي يمتد عمرها لأكثر من 2500 سنة، إذ قامت بتشويه وتلطيخ العمائر والمباني والجدران والمساجد التاريخية بشعاراتها الطائفية المستوردة من إيران بمضامين الفكر الخميني في سياق محاولاتها لفرض مشروعها الطائفي ذات الامتداد الإيراني المسمى ب"بتصدير الثورة الخمينية". ووجه نائب وزير الثقافة اليمني عبدالهادي العزعزي نداء استغاثة إلى منظمة الأممالمتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو) لإنقاذ مدينة صنعاء التاريخية ومعالمها الأثرية التي أدرجتها المنظمة ضمن قائمتها لمواقع التراث العالمي المعرضة للخطر بعد عام واحد من اجتياح مليشيات الحوثي الإيوانية للعاصمة ومنذ ذلك الحين ولم تتوقف المليشيا عن ممارساتها البعثية والتدميرية للتراث العمراني والفني بشكل متعمد ووممنهج. وقال العزعزي في تصريحه ل"الرياض" إن ما تمارسه ميليشيات الحوثي هو عبث كبير وتدمير متعمد للاثار، لافتاً إلى أن هناك انتقاماً من التراث اليمني لشعور الحوثيين أنهم قربوا على النهاية، بل انهم يعتبرون ممارساتهم العبثية والتدميرية لتراث مدينة صنعاء القديمة وسيلة للضغط التفاوضي مسقبلا، خصوصا على منظمة الأممالمتحدة واليونسكو تحديداً، كون صنعاء مصنفة ضمن قائمة التراث الإنسانى العالمي، مشيراً إلى أن الحوثيين هنا يمارسون نوعا من الابتزاز والضغط. وأضاف وكيل وزارة الثقافة اليمنية عبدالهادي العزعزي "مع الأسف تدرك مليشيات الحوثي أن ما تقوم به بحق التراث اليمني جريمة إنسانية لكنها تتمادى في عملية ابتزاز للمجتمع اليمني وللأمم المتحدة وهناك توجه كبير من قبل الحوثيين لغرس أنفسهم كمرجعية تراثية في عملية تجريف للموروث المادي اليمني عموما"، معتبرًا تلك الخطوات التدميرية للتراث بتوجه حوثي خطير يسعى للتجذر، كون الميليشيا الموالية لإيران تدرك أن الموروث المادي اليمني يبعث في اليمنيين الأنفة الحضارية والتفاخر بموروث أجدادهم، فتعمل الميليشيا أكثر على تغييب هذا البعد في بنية الشخصية الثقافية اليمنية. ولم تقتصر الممارسات التدميرية للتراث اليمني في صنعاء وحسب، إذ سبق أن استهدفت ميليشيات الحوثي الإيرانية، أكثر من 33 معلماً أثريا وموقعاً تاريخياً منذ انقلابها على الدولة بدعم من إيران، أبرزها استهداف سد مأرب التاريخي قبل عملية تحرير مأرب من قبل قوات الشرعية، بالإضافة إلى قصف قلعة القاهرة الأثرية في مدينة تعز ومساجد مدينة حيس التاريخية والمعالم الأثرية في مدينة زبيد المدرجة على قائمة اليونيسكو للتراث الإنساني العالمي، كما أقدمت على إلحاق أضرار كبيرة بمدينة براقش التاريخية في محافظة الجوف اليمنية قبل أن تحررها قوات الشرعية بإسناد التحالف العربي، ناهيك عن العبث الذي طال المعلم التاريخي المسمى دار الحجر في منطقة همدان وتحويل عدد كبير من المعالم الأثرية والمساجد التاريخية إلى مواقع وثكنات عسكرية بعد إجراء عملية تلطيخ وطلاء لملامحها وجدرانها بشعارات طائفية مقتبسة من الفكر الخميني. وأثارت الممارسات التدميرية الممنهجة للمعالم الأثرية والتاريخية لمدينة صنعاء القديمة من ميليشيا الحوثي الإيرانية سخطا واستياء واسعا ومتجددا في أوساط النخب الثقافية والإعلامية والسياسية والشعبية اليمنية، حيث اعتبروا الممارسات الحوثية عملية انقضاض على التراث اليمني وجريمة طمس وتغيير للمعالم الأثرية والتاريخية في محاولة من مليشيات الحوثي الإيرانية لفرض الهوية الإيرانية الخمينية. الميليشيا تسعى لتشويه المعالم الأثرية والتاريخية ميليشيات الحوثي الإيرانية كثفت خلال الأيام الماضية ممارساتها التدميرية Your browser does not support the video tag.