نظم مجلس محمد خلف المزروعي في العاصمة الإماراتية "أبوظبي" محاضرة احتفاءً باليوم الوطني السعودي ال88 بعنوان: (العلاقات السعودية الإماراتية.. التكامل الفريد)، شارك في الندوة سعادة الدكتور راشد بن غياض الغياض، الملحق الثقافي السعودي بدولة الإمارات العربية المتحدة، والدكتور الكاتب الإماراتي سلطان النعيمي، أكاديمي وباحث في الشؤون السياسية، وبرعاية "الرياض" إعلامياً. شهد المحاضرة معالي اللواء ركن طيار فارس خلف المزروعي رئيس لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية بأبوظبي، وعدد من أصحاب المعالي والسعادة والمسؤولين السعوديين والإماراتيين ووسائل الإعلام والمدعوين لهذه المناسبة. وقال الدكتور الغياض تعد العلاقات السعودية الإماراتية نموذجاً فريداً للعلاقات بين الدول حيث تجاوزت مفهوم التعاون بين دول الجوار في ظل الانسجام والتكامل الشمولي تجاه القضايا والأهداف المشتركة؛ مستندة إلى علاقات تضرب جذورها في أعماق التاريخ وتعززها روابط الأخوة والمصير المشترك بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان حفظهما الله ورعاهما، ومن أبرز مسارات العلاقة بين الدولتين المجلس التنسيقي الثنائي حيث يأتي إنشاء مجلس التنسيق السعودي الإماراتي والذي ترأس اجتماعه الأول ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات الملسحة في جدة في 6 يونيو 2018م؛ كقفزه نوعية ومرحلة جديدة في مسار العلاقات الثنائية بين البلدين، ويضفي الطابع المؤسسي والاستراتيجي على العلاقات بينهما، ويساعدهما على تحقيق المزيد من تنسيق المواقف الثنائية، لكونه يدشن نافذة وقناة للاتصال المباشر والمستمر بينهما، وبالتالي يساعدهما على اتخاذ القرارات اللازمة للتعامل مع القضايا الملحة بشكل آن وفعال، ووفق أسس وقواعد مدروسة ومحددة مسبقاً، وهي خطوة كبيرة تقطعها الدولتان نحو تحقيق الأهداف والغايات الثنائية، وتحقق طموحات قياداتهما وتلبية تطلعات شعبيهما؛ ويهدف إلى التشاور والتنسيق والتكامل في جميع المواضيع ذات الاهتمام المشترك في المجالات كافة؛ ونتج عنه اعتماد "إستراتيجية العزم" كأحد المخرجات. وأضاف الغياض كما أن التحالف العربي يمثل تتويجاً للدبلوماسية المشتركة حيث جاء التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن بقيادة السعودية والذراع الإماراتية القوية مدعوماً من دول المنطقة ليسطر بداية تاريخ جديد للمنطقة يكتبه أبناؤها بأنفسهم ويبدأ بعودة الشرعية إلى اليمن وهزيمة المخطط الخارجي الذي يهدف للسيطرة على اليمن والذهاب به إلى أتون الخلافات الطائفية والمذهبية لخدمة أهداف خارجية لا يزال يراود أصحابها حلم السيطرة والهيمنة. من جانبه هنأ المحاضر الإماراتي الدكتور سلطان النعيمي، الأكاديمي والباحث في الشؤون السياسية، المملكة وحكومتها الرشيدة بهذه المناسبة الوطنية المهمة، كما وصف اليوم الوطني السعودي بأنه يوم وطني للسعودية والإمارات والدول العربية والخليجية والمحبين للسلام، لما تشكله المملكة من عمق استراتيجي وثقل اقتصادي وسياسي ومكانه دينية إسلامية مرموقة ومهمة. وقال النعيمي: "إن الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان "طيب الله ثراه" أكد في العديد من اللقاءات والمحافل على عمق العلاقة التاريخية التي تجمع البلدين، حيث قال "رحمه الله": «إن دولة الإمارات العربية المتحدة، والمملكة العربية السعودية كانتا دائماً أكثر من شقيقتين لما يربط بين شعبيهما من علاقات أزلية طيبة زادت رسوخاً على مر السنين.. ونحن نعتبر الشقيقة السعودية هي رائدة هذه المنطقة والعالم العربي، وإننا معها في كل ما تراه مناسباً، وإن ما يمس مصالح السعودية يمس مصالحنا.. ولذا فإن نظرتنا إلى المملكة العربية السعودية هي نظرة الأخ إلى أخيه الأكبر.. إن العلاقات الأخوية المتينة التي تربط دولة الإمارات العربية المتحدة بالمملكة العربية السعودية ترتكز على التراث المشترك، والدين الواحد والمصير الواحد». وأضاف أن المملكة العربية السعودية تحظى بمكانة وأهمية بالغة في مختلف المجالات، وهذا ما تؤكده مقولة الشيخ زايد "رحمه الله" «إن قوة السعودية هي قوة لدول الخليج العربي»، متطرقاً إلى التحديات التي كانت تعصف بالمنطقة والدور المشترك الذي لعبه البلدان الشقيقان في الحفاظ على أمن واستقرار المنطقة، والجهود المشتركة التي أثمرت عن تأسيس مجلس التعاون الخليجي، وأن الجهود المشتركة ما زالت مستمرة بعطائها بفضل القيادة الحكيمة التي تجمع البلدين وحرصهما الدائم على تحقيق الأمن والاستقرار في الخليج والعالم العربي والإسلامي. وأكد النعيمي أن السعودية والإمارت تشكلان شراكة تجارية بالقطاعات غير النفطية حيث إن نصيب السعودية من تجارة الإمارات غير النفطية مع دول التعاون الخليجي وصل إلى 43 %، ونصيب المملكة من إجمالي تجارة الإمارات غير النفطية وصل إلى 4.6 %، ونصيبها من إجمالي تجارة الإمارت غير النفطية مع الدول العربية وصل إلى 27 %، ووصل حجم التبادل التجارى غير النفطي بين المملكة والإمارات حوالي 19.5 مليار دولار. ومن جانبه علق سعادة الأستاذ إبراهيم العابد مستشار المجلس الوطني للإعلام الإماراتي بقوله: "أنا عملت مع الشيخ زايد، رحمه الله، لمدة 30 عاماً في الإعلام وكان الراحل دائماً يوصينا ويركز ويهتم على قوة ومتانة العلاقة الثنائية بين المملكة ودولة الإمارات، حيث إن أمن المملكة من أمننا ويذكرنا دائماً بأن هذه العلاقة هي الحصن القوي لاستمرار منطقة الخليج بأمان، واحتفالنا اليوم بهذه المناسبة هو امتداد لهذه العلاقة الأخوية الممتدة منذ تأسيس الدولتين، متمنين أن تعود هذه المناسبة وبلادنا تنعم بالسلام والمحبة". وفي مداخلة للزميل الدكتور علي القحيص حول العلاقات السعودية الإماراتية، قال: "أشكر القائمين على تنظيم هذه الندوة المهمة في هذه المناسبة السعيدة وهي اليوم الوطني السعودي ال88، وأثنى القحيص على اهتمام دولة الإمارات حكومةً وشعباً بالاحتفال باليوم الوطني السعودي بهذا الشكل المبهر والمدهش، وهذا ما يدلل على أن هذه العلاقة المتينة والمتماسكة والانسجام التام والتناغم بين القيادتين في المملكة والإمارات، لاسيما أن المجتمع السعودي والخليجي هو نسيج اجتماعي واحد يربطه التاريخ والجغرافيا والعادات والتقاليد". وقال القحيص إن هذه العلاقات الثنائية بين البلدين الفريدة والمتماسكة، تعتبر بذرة انطلاق لمشروع عربي واحد يحمي المنطقة الخليجية والعربية من المخاطر الخارجية. وأضاف القحيص أن هناك 72 ألف مواطن سعودي يقيمون على هذه الأرض الطيبة، كما أن هناك 3650 شركة ومؤسسة سعودية مسجلة في الإمارات، مضيفاً أن هناك 360 إعلامياً وصحفياً سعودياً يعملون في دولة الإمارات العربية المتحدة، وأشار القحيص إلى أن هناك ما بين 700-800 ألف زائر سنوي يزورون الإمارات في المناسبات والأعياد والعطل. وعلى ذات الصعيد، أقيم على هامش المحاضرة معرض فني تضمن أكثر من 40 لوحة تجسد العلاقة التاريخية التي تجمع دولة الإمارات العربية المتحدة مع المملكة العربية السعودية، حيث شارك في المعرض عدد من الفنانين التشكيليين من السعودية والإمارات وبعض الدول العربية، منهم المهندسة شروق العتيبي ومحمد الأستاذ وعبدالقادر السعدي ونخبة من الفنانين التشكيليين. معرض فني يجسد العلاقة التاريخية Your browser does not support the video tag.