يسير النصر في دوري كأس الأمير محمد بن سلمان للمحترفين بشكل صحيح، إذ استطاع أن يحصد العلامة الكاملة في أربع جولات بعد ان انتصر في جميع المباريات، وقدم النصراويون لنا فريقاً ثقيلاً داخل المستطيل الأخضر من الناحية الفنية، ويمتلك في صفوفه أفضل اللاعبين الموجودين في دورينا هذا الموسم، ولم تخل أي مباراة من بصماتهم، حتى إن المدرب الأوروغوياني كارينيو توصل أخيراً للتوليفة الأنسب. «فارس نجد» بعث برسالة لمن يفكر في لقب الدوري بأنه موجود، وسينافس بقوة من أجل الصعود على منصة التتويج باللقب، فالعمل الكبير لرئيس النادي سعود آل سويلم ولإدارته خلال فترة الإعداد من صفقات محلية وأجنبية ومعسكر إعدادي ومكافآت تشجيعية بدأ «الأصفر» يقطف ثماره، والحصاد الأكبر ينتظره النصراويون من دون شك في نهاية الموسم. إلى هنا أمور النصر في السليم، لكن لاحظت خلال الفترة الماضية أن الأصوات النصراوية ترتفع يوماً بعد آخر في قضايا خارج الملعب، والسهام توجه كل مرة صوب خصم محدد، سواءً بالحديث عن اللاعبين الدوليين واستمرار الدوري من دونهم واستبسال كثير من النصراويين في المطالبة باستمرار المباريات من دون توقف وكأن القضية تعني النصر وحده، او من خلال الانشغال ب»تيفو» الهلال وإطلاق التعليقات السلبية عليه، وغيرها من المواضيع، ليس كذلك فحسب، بل إن النصراويين بدؤوا يصورون للجميع أن فريقهم مستهدف ومحارب، مرّة من مخرجي ومصوري الناقل التلفزيوني والاتهامات الموجهة لهم بتعمد إخفاء المدرج، وأخرى تتعلق بأرضية ملعب الأمير فيصل بن فهد السيئة التي عانت منها كل الفرق التي لعبت مبارياتها عليها لكنها لم تفعل مثلما فعل النصراويين إذ أبدت تلك الفرق اعتراضها وسجلت موقفها، وبالأمس تركّز التوجه النصراوي نحو التحكيم وحكام تقنية الفيديو ووجهت لهم الاتهامات، دون أن يتحدث أي نصراوي عن مشاكل الفريق الفنية أمام التعاون وغياب عدد من اللاعبين عن مستوياتهم المعروفة. من حق النصراويين حفظ حقوق ناديهم، لكن بالطريقة التي نشاهدها الآن المتضرر الأكبر هو النصر، لأن زرع فكرة أن الفريق محارب ومستهدف ستؤثر سلبياً على اللاعبين، وسترسخ في آذانهم، وفي النهاية الخاسر هو النصر، فاللاعب سيدخل كل مباراة وفي ذهنه أنه محارب من الحكام وأن تقنية الفيديو ضده وما إلى ذلك من المؤثرات التي من شأنها أن تدخل النصراويين في دوامة هم في غنى عنها. إدارة النصر قدمت عملاً كبيراً في الصيف، وجلبت لاعبين مميزين، وأهدت النصراويين فريقاً قوياً من الصعب أن يخسر النقاط بسهولة، فالأجدى والأنفع أن يركز النصراويين على فريقهم، وألا ينشغلوا بغيره أو بقضايا إعلامية لا ينشغل بها ويثيرها إلا من يريد حجب سوء عمله بمثل هذه الأمور، والحديث موجه لرئيس النادي الذي احترمه شخصياً وأرفع له القبعة تقديراً لعمله الكبير، لكن أختلف معه كثيراً في بعض توجهاته وتغريداته. Your browser does not support the video tag.