الدول في أيامها ومناسباتها الوطنية تستعرض منجزاتها، ومشروعاتها، وتوجهاتها، والعوائد المادية التي تحققت، والتغيرات المجتمعية التي حصلت، وتكشف في النهاية عن طموحاتها في المستقبل، بينما نحن في المملكة نحتفل أيضاً بإنجازات المواطن تجاه وطنه، وقيادته، ومجتمعه، ودوره ومسؤولياته في الحفاظ على مشروع وحدته، وأمنه، واستقراره، وهو ما يميّز احتفالات السعوديين بيومهم الوطني، حيث يكون المواطن هو محور المشاركة الواعية، والتعبير الصادق، والفرح الذي ينشره في ذاته ومحيطه عن بلاده. لقد كان السعوديون رقماً صعباً في كل المحاولات اليائسة التي حاولت أن تنال من وحدتهم وأرضهم وقيادتهم، ودافعوا عن كل ذلك بوعي وشرف وضمير حي، وتنادوا أفراداً وجماعات ليشكلوا حائط صد أمام كل مظاهر التأزيم والاختراق والتلوين للحقائق التي مارستها دول ومنظمات تجاه بلدهم، حيث كانت شبكات التواصل الاجتماعي تحديداً راداراً سعودياً في كشف العملاء والمندسين وتعريتهم على الملأ، والرد على أكاذيبهم قبل أن تعلن الحكومة موقفها بشكل رسمي. أعطني شعباً يدافع عن وطنه أعطيك وطناً يبقى لشعبه.. هذه الحقيقة أذهلت العالم من السعوديين الذين يحبون وطنهم، ويدافعون عنه، ويقفون صفاً واحداً لا يتخلف عنه أحد في السلم والحرب، ويمضون خلف قائدهم سمعاً وطاعة من دون تردد أو مشاورات أو حتى تنسيق مسبق؛ لأنهم باختصار يدافعون عن وطن التوحيد، وقبلة المسلمين ومقدساتهم، ويدافعون أيضاً عن أرض ضحى من أجل وحدتها وتوحيدها الملك عبدالعزيز ورجاله حين نذروا أنفسهم للموت في سبيل بناء حلم الدولة، واليوم نحن نواصل تلك التضحية جيلاً بعد آخر؛ ليبقى الكيان شامخاً، والنظام قوياً، والشعب عزيزاً. اليوم نحتفل بالسعوديين في يوم وطنهم تقديراً ووفاء لهم، وسعادة بما قدموه لبلادهم وقيادتهم؛ فالأبطال المرابطون في الحد الجنوبي ورجال الأمن وكل من عمل ويعمل لوطنه؛ هم محل فخر وتقدير الجميع، وأكثر من ذلك هم قدوة للجميع؛ فلا نزايد على أحد إلاّ في حب وطنه، والتضحية من أجله، والدفاع عنه، والشراكة في تحسين صورته، وتعزيز حضوره العالمي. السعوديون اليوم أكثر وعياً وطموحاً وسعادة بما تحقق لهم، وأكثر تفهماً لما هي عليه تطورات الأحداث المحيطة بهم، حيث يفخرون براية وطنهم مرفوعة، وأحلام قيادتهم ليس لها حدود، ويمضون إلى مشروع سعوديتهم الجديدة بكل ثقة وعزيمة، وهو ما يعطي يقيناً من أن جيل الرؤية السعودية سيكون على الموعد بما يليق به، ويليق بمكانة دولته مع العالم الأول. المملكة في يوم الوطن هي لنا جميعاً.. هي قلبنا.. روحنا.. هي باختصار آخر ما يبقى لنا.. وستبقى لنا على الدوام.. اللهم احفظها وقيادتها وشعبها من شر كل حاسد. Your browser does not support the video tag.