خطاب الملك سلمان في كل مناسبة وثيقة للتاريخ، نسترجع معه ثوابت البلاد في عقيدتها ووحدتها وأمنها واستقرارها، وقيمتها، ومكانتها، ونستذكر "عبدالعزيز ورجاله" في رحلة جمع الشتات، وتوحيد القلوب، وبناء الدولة، وكيف تقف الأجيال شهداء وأمناء على إرثه، ومنجزه، ونضاله، ونسير على بركة الله أخوة متعاونين متحابين.. نحمي الوطن ونضحّي له ومن أجله، ونبني الإنسان في وعيه قبل عطائه، ونحتفي بالمنجزات ونحن على ثقة أن طموحنا أكبر، ونجتمع في صف واحد في السراء قبل الضراء، ونمضي إلى حيث المكان اللائق بنا مع العالم الأول. الملك سلمان قارئ التاريخ، ومعلم الأجيال، يؤمن أن الثوابت لا تتجزأ، والقيم لا تقبل المساومة، والوطن أعز ما نملك، والشعب هو من يستحق العيش والكرامة، والأمن أساس التنمية، والاستقرار سرّ الوجود، والحقوق لا تستوفى بلا واجبات، والحياة مدرسة نتواضع لها لنتعلّم، والمواقف تصنع الحزم، والوجاهة زكاة الإنسانية، والماضي امتداد للمستقبل قبل الحاضر. سلمان بن عبدالعزيز.. والد الجميع، والقائد الاستثنائي في زمن التحديات؛ تحدّث إلى شعبه أمس الأول في حفل أهالي المنطقة الشرقية بلغة الأب المحب الواثق، حيث نكون أسرة واحدة متكاتفة، يجمعها الدين، ويظلها الوطن، وتعيش في أمن وأمان، وسكينة واطمئنان. وتعبير الأسرة الذي اختاره الملك سلمان في خطابه تأكيد على عمق التلاحم، والترابط، والعيش المشترك بين أبنائها، وهو السر الذي استعصى على الحاقدين الطامعين للنيل منهم، أو إثارة الفتنة بينهم؛ فالسعودي يعتز بأسرته الوطنية، ويفخر بها، وأشد حرصاً عليها، ويعاهد الله على البقاء والتضحية من أجلها، والتمسك بقيادته والوقوف معها، وهو الخيار الذي ارتضيناه بيعةً، وولاءً، وحباً يسكننا، ويجمعنا على الخير دائماً. هذا الشعور قرأه الملك سلمان مبكراً، حينما قال: ".. وعلى الدوام أظهر المواطن السعودي استشعاراً كبيراً للمسؤولية، وشكّل مع قيادته وحكومته سداً منيعاً أمام الحاقدين والطامعين، وأفشل -بعد توفيق الله- الكثير من المخططات التي تستهدف الوطن في شبابه ومقدراته"، هذه الحقيقة التي يعلنها القائد أمام شعبه تقطع الطريق على كل مشكك، أو مزايد؛ فالدار آمنة، والشعب متوحد، والمسؤولية أكبر في الحفاظ على ما نحن فيه، ويبقى المواطن بقدر عطائه، والوطن لنا جميعاً. الملك سلمان في خطابه قدّم لنا نموذجاً نفخر بعطائه وتضحياته لدينه ووطنه، حينما ذكّرنا ببطولات الشهداء من أبناء أسرة الوطن الكبير، وهم يدافعون عنه في ساحة العز والكرامة، ويرخصون أرواحهم الطاهرة فداءً له، حيث نترحم عليهم، ونقف مع ذويهم في أجمل صورة لمعاني الأسرة الواحدة، فلا نسمع عن أسرة شهيد إلاّ وقلوبنا معهم، وأفعالنا تسبق أقوالنا في تعميق قيم الجسد الواحد بهم. سيرة هذا الوطن عطرة مع أبنائه، يقابلها قيادة واعية ومدركة لطموحه، وهنا يقف الملك سلمان في المنطقة الشرقية ليدفع بمشروعات الخير لتنمية الإنسان، وعمران الأرض، وهي رسالة متوازنة، ومستديمة، ومتعددة في مستوى مخرجاتها ومستفيديها، بما ينسجم مع رؤية المملكة 2030، وتأكيد على مكانة وقدرة الاقتصاد السعودي، ومقوماته في تعدد فرصه، واستثماراته، وأيضاً في صياغة تحولاته بما يضمن كفاءة الإنفاق مع تنويع مصادر الدخل، وهو التحدي الذي نخوضه في هذه المرحلة، وقادرون على تجاوزه؛ لأننا كسبنا ما هو أكبر من ذلك.. كسبنا قائداً نثق به، ونمضي معه إلى حيث يريد.