اهتمت المملكة العربية السعودية بالتعليم منذ تأسيسها عام 1351ه الموافق 23 سبتمبر 1932م، على يد المؤسس العظيم الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن بن فيصل آل سعود -يرحمه الله-، الذي بدّل جهلها علماً وتنويراً بجعله التعليم في مقدمة أولوياته حيث عقد أول اجتماع تعليمي في المملكة قبل اكتمال توحيدها عام 1343ه، وأكد من خلاله على أهمية العلم والتعليم ودور العلماء في نشره، وضرورة تعميمه في أنحاء البلاد وصولاً إلى نظام تعليمي متكامل، بعد أن كانت الكتاتيب المصدر الرئيس للتعليم بالمملكة في تلك الحقبة. ومما دل على أهمية التعليم لدى المؤسس العظيم صدور توجيهه الكريم بتأسيس مديرية المعارف عام 1344ه -التي تعد الركيزة الأولى للتعليم في المملكة- قبل صدور نظام التعليمات الأساسية للحكم والإدارة بعام كامل 1345ه. وقد تواصلت مسيرة الدولة العطرة في الاحتفاء بالعلم وتطوير التعليم، وتضاعفت المشروعات التعليمية الطموحة على يد قيادات المملكة الرشيدة التي تعاقبت وتعاهدت على الارتقاء بالفرد السعودي من خلال الدعم والاهتمام بجميع مراحل التعليم على مدار (88) عاماً باعتباره أساساً لكل تقدم ونجاح في كافة المجالات. وشهد التعليم كأحد أهم الملفات التنموية في سياسة المملكة الحديثة في عهد سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده الأمير محمد بن سلمان -حفظهما الله- نقلة نوعية على جميع الأصعدة بعد أن تمت هيكلة مؤسساته من خلال دمج وزارتي التربية والتعليم والتعليم العالي في وزارة واحدة لتحقيق المواءمة بين التعليم الأساسي والتعليم العالي في بيئة تعليمية شاملة تمنح الفرصة للجميع، وترفع من مستوى مخرجات التعليم وتلبي احتياجات سوق العمل، وتنمي الشراكة المجتمعية، وذلك وفق الرؤية السعودية (2030) التي هدفت إلى تطوير المنظومة التربوية والتعليمية بجميع مكوناتها، وسعت إلى تثقيف وتعليم أجيال المستقبل وصولاً إلى قاعدة تعليمية وتربوية متينة بالتأكيد على الخصوصية الاجتماعية والثقافية التي نشأ عليها أفراد المجتمع السعودي، وبتعلم العلوم الحديثة بما يعزز الهوية الوطنية ويعمقها، ويحمي الشباب من الأفكار والأعمال المنحرفة، وبدعم البحث العلمي الجاد وبتفعيل نتائجه، وبالتشجيع على الإبداع والابتكار. وفيما يتعلق بتطوير واقع البيئة الأكاديمية والاتجاه نحو استقلال الجامعات، يترقب المجتمع الأكاديمي إقرار مشروع نظام الجامعات السعودية الجديد التي بلغ عددها (39) جامعة حكومية وأهلية، مما يسهم إيجاباً في مستقبل التعليم الجامعي ويحقق معايير الجودة والاعتماد الأكاديمي، ويدعم كذلك عملية الحصول على تصنيف متقدم في المؤشرات العالمية للتحصيل العلمي. *عميد كلية الإعلام والاتصال بجامعة الإمام Your browser does not support the video tag.