استضافة المملكة «بطولة العالم للدرونز» وتحديدًا في مدينة الملك عبدالله الاقتصادية بمحافظة جدة، هي المرة الأولى التي تشهد فيها البلاد نهائي البطولة، وربما علينا هنا إزالة الغموض عن المنافسة الخاصة، فالدرونز ما هي إلا ما يعرف بالطائرات بدون طيار والذي ذاع صيتها خلال العقد الحالي، وأصبحت محط أنظار العديد من الشباب باعتبارها وسيلة ترفيهية حديثة، فيما تحظى تلك الطائرات الصغيرة بأهمية مركبة على المستوى السياسي والعسكري والاقتصادي عالميًا، فتطبيقات الدرونز تتشعب ما بين رصد الأهداف العسكرية، وتوصيل البضائع وحتى إتاحة الخدمات، على المستوى الشعبي، كذلك أعاد الشباب توظيفها في أعمال التصوير والتباري، والحقيقة إن المملكة لم تغفل عن أهميتها كأداة من أدوات الغد، حيث تمت إضافة الدرونز إلى الاتحاد السعودي للأمن السيبراني والبرمجة في إبريل من العام الجاري. في النصف الثاني من القرن العشرين، كانت هوية الطائرات الموجهة دون طيار قد اتضحت عالميًا بعدما بدأت القوات الجوية الأميركية في تطوير المفهوم نفسه لتطبيقات عسكرية، بعد أن شهد القرن التاسع عشر إرهاصات مُمهِدة لظهور هذه التكنولوجيا، وكذا النصف الأول من القرن العشرين، ظهرت أولاً في استخدام الجيش النمساوي بالونات هواء معلقة في الجو لإطلاق قنابل جوية على مدينة البندقية بإيطاليا، تلاها تطوير أول جهاز للتحكم بالطائرات من نوعه، والذي كان الركيزة الأساسية لتكنولوجيا الطائرات الموجهة دون طيّار. على المستوى العالمي، لا تُعد تكنولوجيا الدرونز مُستحدثة، فالعالم قد قطع شوطًا في استخدام هذه الطائرات في أكثر من ميدان، رغم أنها تواجه عراقيل عديدة شرق أوسطيًا، فعلى سبيل المثال لا الحصر، مشروع توصيل الإنترنت للمناطق الفقيرة والنائية الذي يمضي قُدمًا عالميًا منذ سنوات لتغطية الكرة الأرضية بخدمة الإنترنت، يعتمد على الأقمار الصناعية والطائرات دون طيار كركائز أساسية في توصيل خدماته، رغم التراجع الأخير بالطبع من قبل فيسبوك، بدوره كان قد أعلن «أمازون» عن خطة طموحة لاستخدام الدرونز في توصيل طرود المشتروات، علاوة على ذلك، يأتي في مقدمة الاهتمام العالمي، الاهتمام الأميركي بتذليل التكنولوجيا في الميدان العسكري في أكثر من صورة، هذا فيما أعلنت الحكومة الصينية قبل عام أن مطوريها يعملون على صناعة درونز كبيرة الحجم تعمل كطائرات ركاب، وتوجّه من على البُعد. من ناحية أخرى، يتوجّب التأكيد على حقيقة أن تكنولوجيا الدرونز عالميًا لم تعُد حكرًا فحسب على خطط الحكومات والشركات الكُبرى الطموحة كأي تكنولوجيا وليدة، حيث أصبح بوسع الأفراد اقتناء درونز بسيطة التركيب، وتوظيفها سواء كرياضة، أو لأغراض التصوير السينمائي أو غيره، بأسعار في المتناول. Your browser does not support the video tag.