جاء تأكيد اتحاد الكرة على استمرار إقامة مباريات دوري كأس الأمير محمد بن سلمان للمحترفين أثناء إقامة بطولة أمم آسيا مطلع العام المقبل في الإمارات ليضع حداً للكثير من الجدل تجاه المطالب بالإيقاف أو الاستمرار، والذي ظل سائداً طيلة الأيام الماضية. وكالعادة كان معظم أنصار التوجهين يضغطون نحو ما يحقق مصالح فرقهم دون النظر لقيمة المسابقة، ودون النظر للتعارض مع مشاركة الفريق الوطني في بطولة مهمة للغاية، في حين لم يكن تأكيد اتحاد الكرة على الاستمرار مبنياً على مبررات منطقية واضحة. تكمن أهمية أي اتحاد لأي لعبة في إيجاد منافسات عادلة تتساوى فيها الفرص بين جميع الفرق، وربما يكون مشاركة اللاعبين الأجانب الثمانية من منظور اتحاد الكرة كافياً لتحقيق العدالة، غير أن الواقع يقول غير ذلك، فالهلال والأهلي سيكونان أكثر المتضررين، وهما طرفان متنافسان. وبعيداً عن المتضرر والمستفيد من الأندية، لم تضع مؤسسة كرة القدم السعودية في حسبانها أن إقامة مباريات محلية بمستوى الدوري تعني أن التركيز على دعم المنتخب الأول في مهمته الخارجية المهمة ربما يكون في أدنى درجاته سواء جماهيرياً أو إعلامياً، إذ لن تحظى مشاركة «الأخضر» بذلك الاهتمام الذي كانت عليه في جميع النسخ السابقة. يدرك القائمون على اتحاد الكرة أن الجماهير ومنذ أكثر من عقد ترتبط بأنديتها أكثر من ارتباطها بالمنتخب، وهو ما تعبر عنه آراء الجماهير وكثير من الإعلاميين، لذلك كان من الضروري والمنطقي أن يتم تفريغ كل الشارع الكروي السعودي لدعم فريق الوطن. كان بإمكان اتحاد الكرة أن يكون أكثر قوة وحزماً، وأن يأخذ جميع الاعتبارات وهو يقرر مصير مسابقة بحجم الدوري تخوض فيها الفرق ما بين ثلاث إلى خمس جولات بلا نجوم دوليين، وفي المقابل ليس من المقبول أن تشهد هذه النسخة تحديداً من الدوري السعودي وهي التي تحمل اسم ولي العهد الأمير محمد بن سلمان غياب النجوم الدوليين عن فرقهم. من أسباب نجاح أي بطولة سواء محلية أو خارجية أن تشارك الفرق بصفوفها الأولى وبكامل نجومها ذلك أن الانعكاسات الفنية والزخم الإعلامي سيكونان أكبر، في حين أن مثل هذا القرار يصنع نوعاً من التشتت حتى لدى المتابع البسيط فضلاً عن الأندية والإعلام وحتى لاعبي المنتخب أنفسهم الذين سيتابعون ما يجري لفرقهم وهم في خضم مشاركة قوية ومهمة. Your browser does not support the video tag.