مما يحلو وصفه من بعض المتخصصين للخرسانة، التي يعد الإسمنت قوامها الأساسي، هي أنها المادة الأكثر استهلاكاً في العالم بعد الماء، وهو الوصف الذي من أبرز شواهده لدينا، أننا نعد من الدول الأعلى في معدل استهلاك الفرد من الإسمنت نسبة إلى عدد السكان، وصل مقداره إلى (2) طن لكل فرد سنوياً، ومما صاحب الحاجة لتلك الكميات الضخمة من الخرسانة لدينا، هو التوسع والامتداد العمراني لكثير من المدن في المملكة، الأمر الذي حتم كما هو معروف، إقامة مصانع متخصصة في عمل الخلطات الخرسانة وتجهيزها حسب الاحتياج المطلوب، ومن ثم إرسالها بشاحنات معدة لذلك، إلى مواقع المشروعات المتعددة، من أجل تلبية متطلبات وأغراض البناء المختلفة، إلا أنه بسبب ظروف بعد تلك المصانع عن مواقع تلك المشروعات تكون هناك حاجة لإضافة مواد مصنعة إلى الخرسانة أثناء الخلط، لغرض إبطاء عملية التصلب للخرسانة في الأجواء الحارة، أو النقل لمسافات بعيدة، بما لا يؤثر كثيراً على خواصها الفنية والفيزيائية. تحت عنوان (مصانع تضيف السكر إلى الخرسانة) نُشر في إحدى الصحف المحلية خبر منسوب لرئيس لجنة المهندسين (سابقاً) في غرفة المدينةالمنورة، عن توصل بعض مصانع الخرسانة أخيراً..!! إلى أهمية إضافة السكر إلى الخرسانة لتأخير تصلبها وزيادة قوة كسرها، وذلك للتغلب على تأخر وصولها إلى مواقع الصب. إن مما يعرف أن المواد المصنعة التي تضاف للخرسانة أثناء المزج لتحسين خواص الخلطة الخرسانية، هي مواد لها مضار بلا شك، ويوصَى دائماً بعدم استعمالها، إلا في الحالات الضرورية، وحسب تعليمات الشركة المصنعة لتلك المواد، وبأقل الكميات، ويستعاض عنها بتعديل مكونات الخرسانة الرئيسة بدلاً ذلك، كما أن من خواص الماء الذي يستعمل في الخرسانة، هو أن يكون خالياً من أي مواد يكون لها تأثير عكسي على الخرسانة، من حيث قوة الكسر والمتانة، فكيف بإضافة السكر إليه.!؟ إن هناك اشتراطات فنية وضعتها الأمانات -الجهة المسؤولة عن تنظيم ومراقبة أنشطة تلك المصانع- تخضع لها المواد المستخدمة في الخلطات المنتجة بمصانع الخرسانة الجاهزة، وهناك برنامج للمراقبة الفنية لجودة الخرسانة المنتجة بتلك المصانع، فهل تتفق تلك الاشتراطات مع ما ورد في ذلك الخبر..؟ تساؤل أعتقد أن عشرات الآلاف من الأفراد بالذات ممن يبنون الهيكل الإنشائي لمساكنهم حالياً، ينتظرون الإجابة عنه..؟ Your browser does not support the video tag.