عندما تتحداك الحياة، وعندما تعمل بجد وتفانٍ وإخلاص، ولا تجد من يشجعك أو يمدحك.. عندما ينتقدك الآخرون ويختلقون كلاماً ضدك، يؤثر عليك ويثير غضبك.. هدئ من روعك، ولا تستسلم للغضب أو تندب حظك.. لا تأخذ كل ما يقوله الآخرون على محمل الجد.. ثق في نفسك، وفي قدرتك على امتصاص الغضب والحزن الذي يجتاحك.. وعندما يشتمك أحدهم أو ينتقدك الناس.. لا ترد عليهم بالمثل أو تبرر أفعالك، إذا كنت مخلصاً وواثقاً من نفسك. تذكر أن الحياة قصيرة، ولا فائدة من العداوة أو الجدل الذي لا طائل وراءه.. ويلخص المتنبي ذلك بقوله: ومراد النفوس أصغر من أن نتعادى فيه وأن نتفانى غير أن الفتى يلاقي المنايا كالحات ولا يلاقي الهوانا القرار قرارك، وأنت صاحب الشأن في كل ما يؤثر عليك.. لا تشارك في أي معركة يدعوك إليها الآخرون، إلا إذا وجدت أنه يمكنك أن تكون عامل خير أو زارع محبة بين الناس. أنت صانع قرارك، ولن يقوم أحد بإرغامك على اتخاذ أي قرار من دون السماح له بذلك. وهناك حكاية أتذكرها تقول: إن إحدى الأمهات الحكيمات أرادت أن تعلم ابنتها درساً في الحياة.. فماذا فعلت؟ أحضرت الأم ثلاثة أوعية مملوءة بالماء، ووضعتها على النار.. وضعت في الوعاء الأول جزرة نيئة، وفي الوعاء الثاني بيضة، وفي الوعاء الثالث وضعت قليلاً من القهوة. ولما غلى الماء، قالت لابنتها: انظري إلى ما حدث في كل وعاء.. ففي الوعاء الأول فقدت الجزرة صلابتها في الماء، وأصبحت طرية جداً، وهذا ما تفعله الظروف الصعبة بالناس.. فالبعض تضعفه التجارب وتجعله مثل هذه الجزرة. أما البيضة في الوعاء الثاني فقد أصبحت مادة صلبة وقوية بعدما كانت رخوة سائلة، وهكذا فإن بعض الناس تقويه وتصقله التجارب وتجعله صلباً وقادراً على الصمود والتحدي. أما القهوة الموجودة في الوعاء الثالث فقد أثرت في الماء وغيرت لونه، وجعلت له طعماً ومذاقاً رائعاً، وهذا ما تفعله التجارب بالأشخاص الرائعين الذين يجعلون طعم الحياة أجمل، ويملؤون محيطهم بالجمال والحيوية والنشاط. لا تعتمد على غيرك عندما تصهرك أحداث الحياة، بل اعتمد على الله أولاً ثم على نفسك في توجيه حياتك وحل مشكلاتك، وإذا أغلقت الأبواب في وجهك، فلا تيئس.. انظر حولك فسيفتح الله لك أبواباً جديدة تنفذ منها إلى هدفك، واعلم أن الإنسان القوي والواثق من نفسه، تتجدد حياته ويصبح مع التجارب أنضج وأقوى بالاعتماد على الله أولاً ثم على نفسه!! وكل عام وأنتم بخير.. Your browser does not support the video tag.