نقلت بعض وسائل الإعلام نبأً مفاده أن خادم الحرمين الشريفين قد أمر باستضافة 1000 حاج من أهالي شهداء الجيش والشرطة من مصر الكنانة، وقد استوقفني هذا النبأ كثيراً لاسيما أن وسائل التواصل نقلت قبل أيام نبأً مفاده أن الملك أمر أيضاً باستضافة 1300 حاج من دول مختلفة، وهذان الأمران ليسا بغريبين أو جديدين على الملك سلمان وعلى مملكة الخير والعطاء، ولكن الأمر الذي استوقفني أكثر أنه في خِضم مسؤولياته وأعبائه الجسام وفي هذه الأيام بالذات الذي يسهر فيها ورجال حكومته الأبطال على خدمة الحج والحجاج لكي يؤدوا فريضتهم ومناسكهم بكل يسر وسهولة لاسيما أن هؤلاء الحجاج العديد منهم يأتون إلى هذه البقاع والأراضي المقدسة للمرة الأولى، وللمرة الأولى يشاهدون الحرم، ويشاهدون الكعبة، ويشربون ماء زمزم، ويصلون في بيت الله ومسجد رسوله الكريم. لقد جبرت بهذه اللفتة الكريمة كسر قلوب ونفوس تلك الأسر التي استشهد أبناؤهم أو رجالهم في سبيل الله ثم الدين والوطن، ولا شك أن العديد من هذه الأسر المستضافة من أسر الشهداء ربما هذا العيد القادم أول عيد يمر بهم من دون أن يكون أبناؤهم أو رجالهم بينهم، بل الحزن والألم الشديدان يغلفان حياتهم. لذا نتوجه لخادم الحرمين بالشكر والتهنئة على ما وفقك الله إليه من جبر القلوب المكسورة والنفوس المتألمة والجريحة بدعوتهم لأداء فريضة الحج لهذا العام 1439ه، والله إنها لفتة كريمة، فهنيئاً له بما قدم، وهنيئاً له بما سيتفضل الله به عليك من فضل وجزاء على هذا العمل الطيب، وهنيئاً له على ما أدخلته من سعادة وسرور على نفوس العديد من الشعب المصري والعالم الإسلامي، وبالتأكيد بعون من الله سينالك خير كثير من الله بناءً على دعواتهم الطيبات، وسينال هذا البلد نصيب منها بعون من الله. إن القليل والقليل من الرجال الذين يوفقهم الله لمثل هذه الأعمال الجليلة في هذه الأيام المباركة التي ينتظم فيها عقد الأمة الإسلامية مرة في العام لتأدية فريضة هي الركن الخامس من الإسلام، ولكن إنسانيتك ورحمتك وأبوتك تأبى إلا أن تجبر هذه القلوب الكسيرة بحضورهم لمكة المكرمة لكي تكتحل عيونهم برؤية ومشاهدة بيت الله الحرام والمسجد الحرام والمشاعر المقدسة ومسجد النبي الكريم. هذه مشاعر شعرت بها بعد سماع النبأ، ولا أستطيع أن أعبر عن كل مشاعري، ولكن ما هذا إلا غيضٌ من فيض. اللهَ أسأل أن يوفقك ويوفق حكومة هذا الوطن ورجاله الأبطال المخلصين الأمناء، ويوفق الجميع لخدمة الحج والحجيج، وكل عام وأنتم بخير، والوطن في ظل رعايتك وقيادتك بفضل من الله دائماً للأمام، ومن انتصار لانتصار ومن خيرٍ لخير. Your browser does not support the video tag.