للثقافة دور أساس في حياة الشعوب والأفراد، فهي أحد أهم الأسلحة الناعمة التي تتصدى بها الدول لأعدائها، ممن يحاولون أن يطمسوا هويتها أو يعبثوا بتاريخها وأمجادها؛ ولذلك فالثقافة نجدها حاضرة في قلب اهتمام قادة الدول المتحضرة المستنيرة، كما أنها تعد واجهة حضارية للدول التي تسعى لأن تضع لها موطئ قدم في العالم المتمدّن المتحضّر والراقي، ولعل لا يخفى على أي إنسان يعيش في هذه الحياة أن الثقافة تشكّل عنصراً رئيسىاً للتواصل بين الشعوب؛ فالفنون على اختلافها والآداب والمسرح والكتاب والقراءة مناشط إنسانية راقية، تستهدف الارتقاء بالفرد ومن ثم المجتمع، من خلال بث منظومة القيم النبيلة، وبث الأفكار الخلاقة، وتعزيز الحوار والتسامح بين الشعوب، ونبذ الفرقة والإقصاء. وحريّ بنا أن نعزز كأفراد ومؤسسات ثقافية ومجتمع مترابط - قيمة الثقافة كعنصر تغيير وارتقاء، يكرّس قيمة الفرد المثقف باعتباره إنسانا مفعما بالإبداع وملتزما بتميزه الثقافي وإرثه الحضاري العريق. لا شك أننا مسؤولون جميعاً عن إشاعة الثقافة وترسيخ قيمتها ومحبّتها بين كل الأجيال؛ فنحن في النهاية المسؤولون عن تقدمنا، فإذا قدمنا للحالة الثقافية فى بلادنا العربية كل سبل الدعم والتقدير والبيئة المناسبة، فسينعكس هذا التوجه على التقدم والتطور الذي تنشده كل دول العالم، ومن وجهة نظري الخاصة أن الشباب العربي من الجنسين الذكور والإناث يعتبر إبداعهم وإنتاجهم الفكري ثروة وطنية، تسهم في تعزيز تقدم المجتمع بشرط وجود بيئة سليمة لتداول الثقافة بشكل واسع. ختاماً أنصح شبابنا يأن يقرأ كثيرا، ويحاول الوصول إلى المعرفة، والصعود بكل ما يستطيع إلى مراقي الإبداع عبر القراءة والنهل من معين الثقافة الثّر، وأن يستمع إلى جميع الآراء، ويهتم بالعمل؛ لأن ذلك يضعه في مكانة عالية وسامقة سموق هذا الوطن الأبي الشامخ. نريد بتضافرنا وتعاوننا جميعاً أن نمسح الصورة الذهنية السلبية التي ارتسمت لدى أعدائنا حين يطلقون تلك العبارة المحزنة: "الشعب العربي لا يقرأ"، فهذا الكلام رغم أنه يحمل الشيء الكبير من الصحة، وهو واقع صادم نعيشة الآن، إلا أننا قادرون على التقدم في مضمار القراءة عبر منح الكتاب والمعرفة قيمتهما الحقيقية، ولا غرو في ذلك، فنحن أُمّة اقرأ، الأُمّة التي شرفها الله بأن يكون القرآن لغتها، تلك اللغة العظيمة المعجزة، كما أننا عريقون في الحضارة والمجد والعلم والمعرفة. Your browser does not support the video tag.