منذ عدة سنوات وكندا تتقصد ممارسة أساليب تخالف الأعراف الدبلوماسية، فتتحدث بشكل غير مقبول وكأنها راعية لحقوق الإنسان في المملكة في تجاوز صريح على حق السيادة. لاشك أن ما بدر من وزارة الخارجية الكندية وسفارتها بالرياض مؤخراً تعدى كل الحدود المقبولة، فقد ضرب بالدبلوماسية عرض الحائط، وقذف بالمواثيق الدولية التي تمنع التدخل بالشؤون الداخلية للدول وراء الشمس. حيث بلغت من الفجاجة والتجاوز بالتطاول أن قالت: "نحث السلطات السعودية على الإفراج عنهم وعن جميع ناشطي حقوق الإنسان المسالمين فوراً". هل يعقل أن هناك وزارة خارجية في العالم تعمل وفق الأعراف الدبلوماسية، والمواثيق الدولية، تستخدم هذه اللغة في التخاطب مع دولة كبرى في المنطقة! هل كانت تظن وزارة الخارجية الكندية أن المملكة ستقبل بالتدخل السافر بشؤونها، وستصفق للإملاءات الكندية بصدر رحب. إنها السيادة التي لا تقبل المملكة منذ تأسيسها أن يتعدى عليها أحد، وإن الرد الحازم هو ما يقتضيه الموقف بلا تراخٍ ولا تردد. ماذا تريد كندا من هذا الأسلوب الغريب؟ وماذا كانت تظن؟ ألم تضع باحتمالاتها أن رداً سعودياً حازماً مبرراً سيتخذ؟ هل كانت تعزف على أوتار الحقوق، وقضايا الإنسان لتدغدغ المشاعر؟ هل هي مهتمة حقاً بحقوق الإنسان بالكون؟ إذاً أين هي عن حقوق الإنسان الضائعة في إيران؟ أين هي عن حقوق الفلسطينيين في بلدهم المحتل؟ أين هي عن الإنسانية التي تدك وتباد في العراق وسورية؟ ألا تحضر إنسانيتهم ورعايتهم للحقوق، ودفاعهم عن الحقوقيين إلا بالمملكة؟ هل العملاء والخونة والتحريضيون ومثيرو الفتن هم الناشطون الحقوقيون؟ كلا، ففي المملكة الجمعيات وكثير من الناشطين بمختلف المجالات بما فيها الحقوقية، ولم يتم اعتقال أحد منهم أو مساءلته؛ لأنهم بالفعل ناشطون حقوقيون، ويعون تماماً دورهم الحقيقي في العمل الحقوقي أو الاجتماعي بعيداً عن دنس العمالة ولوثة الخيانة. ماذا تريد كندا؟ هل تريد من هذا التهور الدبلوماسي الإساءة للمملكة فقط؟ هل هي تنفذ أجندة بالنيابة عن دول أخرى معادية للمملكة وتسعى للإساءة لها دوماً؟ لاشك أن الإجراءات التي اتخذتها المملكة حق سيادي أولاً، فلا أحد يحق له التعدي على سيادة المملكة، ولا أحد يجوز له التدخل في شؤوننا الداخلية، ولا أن يشكك في نزاهة قضائنا، وكفاءة أجهزتنا الأمنية، أو مدى العلاقة بين الدولة وأبنائها؛ فالدولة هنا تقوم على الشريعة السمحة، وتستمد منها أنظمتها التي تحفظ للناس حقوقهم وكرامتهم ويخضع الجميع لمقتضياتها. المملكة ليست دولة متجمدة قمعية كإيران مثلاً، بل هي دولة متحدثة بأنظمتها، منفتحة برؤيتها، متوازنة بسياستها داخلياً وخارجياً، لذلك فهي تنمو وتتطور. Your browser does not support the video tag.