ليلة زرقاء جميلة من ليالي العمر في التاريخ الرياضي قدمها وصنع تفاصيلها وإبداعها النادي المبدع الزعيم البطل الهلال صاحب الأولويات والظاهرة المتفرد في جعل العلاقة بينه وبين جماهيره مختلفة، فهو يرسم الفرح على شفاهها، ويكرر هذه الفرحة كل عام، ويزيد من أرقام بطولاته لدرجة جعلت الفارق بينه وبين أقرب منافسيه يصل إلى الضعف، وجعلته يغرد بعيداً عن الجميع، هو الثابت والبقية متحركون وفي كل موسم يتبدلون. ليلة تقديم الهلال لمدربه ونجومه ومحترفيه الجدد لم تكن ليلة عادية بعد أن اكتظت مدرجات الملعب الأزرق بجامعة الملك سعود بعشاقه الذين قاربوا العشرون ألفاً، جاؤوا يرحبون ويحيون ويهتفون ويستقبلون عشقهم بصورة تتناسب ومكانته الكبيرة واسمه وتاريخه الذهبي، وجاؤوا ليوجهوا رسالة قوية مفادها أن الهلال وكما أن حديثه دائماً في الملعب وينص على الإبداع الكروي والانتصارات فإنه أيضاً يحتفل في الملعب، ولا يهتم ولا يجيد مسيروه الحديث خارجه، ويتركون هذا الجانب لغيرهم، فالزبد يذهب جفاء. ما حدث ليلة الثلاثاء هو بالفعل غير عادي، يؤكد من جديد شعبية الهلال الجارفة، وارتفاع قيمة اسمه السوقية لدى المستثمرين والمعلنين الذين سيكونون في سباق على قميصه وملعبه ومقره، ويرونه مربحاً لهم، ولعل من شاهد العشرين ألف مشجع أو يزيدون يعتقد أن هناك مباراة للهلال وليس تدريباً وحفل تقديم لمدربه ومحترفيه الجدد. والهلال بهذا الاحتفال المميز والنادر سيتعب مَن بعده، وسيحرج منافسيه الذين يحاولون تقليده في كل خطواته، والمضحك أنهم يعيبون عليه، وبعدها يحاولون تقليده ويستنسخون برامج احتفالاته، لكن هذه المرة ربما يظهر التقليد لكنه لن يكتمل، فالتحفة المعمارية الجميلة التي تتمثل في ملعبه بجامعة الملك سعود لا يمتلكها غيره، ويمتلكون فقط ملاعب عادية جداً ومدرجات صغيرة لا تفي بالغرض. الهلال يقدم دروساً بل محاضرات في كيفية اعتلاء القمم والانتصارات ومعانقة النجاح والذهب، على غيره الاستفاده منها، وترك - بالعامية - "المهايط" خارج الملعب، والاستماع والتجاوب مع سقطات المتعصبين الذين أنهكهم الزعيم طوال تاريخه. Your browser does not support the video tag.