انتهجت المملكة منذ تأسيسها مبدأ عدم التدخل في شؤون الدول الداخلية ورفض تدخل الآخرين في شؤونها، بهذه السياسة والسيادة حافظت المملكة على علاقات دولية بناءة تحترم المواثيق والقوانين الدولية، ومن حق المملكة السيادي أن تدير شؤونها مثل غيرها من الدول وفقاً لأنظمتها وتشريعاتها، ومن أهم مسؤولياتها حماية أمن الوطن وتوفير الحياة الآمنة الكريمة للجميع، أي مساس بالأمن يتم التعامل معه وفقاً للإجراءات النظامية، الأمن خط أحمر في كافة الدول ومسؤولية ذات أولوية ولا يجوز التساهل في هذه المسؤولية، ولولا الأمن المكفول للجميع لما تحققت التنمية الشاملة في المملكة التي شملت كافة المجالات بما فيها القضاء. انطلاقاً من سياسة المملكة وسيادتها جاء الرد القوي المنطقي على تدخل غير مقبول من كندا في شؤون المملكة الداخلية، التدخل الكندي لم يكن مقبولاً من حيث المبدأ ومن حيث اللغة المستخدمة التي لم تحترم سيادة المملكة وأنظمتها ولم تحترم أبسط مبادئ العلاقات بين الدول. لقد أخطأت وزيرة الخارجية الكندية والسفارة الكندية في المملكة حين تدخلت في شؤون المملكة الداخلية وانساقت خلف معلومات مضللة، واتخذت موقفاً عدائياً سافراً ضد المملكة، ثم تجاوز التدخل الحدود السيادية فيخاطب المملكة بلغة الأمر وكأنها إدارة تابعة لوزيرة الخارجية الكندية تأتمر بقراراتها وتنتظر توجيهاتها، هذا تدخل غير مسبوق يفتقد إلى الخبرة والذكاء ويعبر عن جهل فاضح بمبادئ العلاقات الدولية ومخالفة صريحة للأعراف الدولية. لذلك جاء بيان وزارة الخارجية السعودية قوياً وواضحاً ومعبراً عن مواقف المملكة السيادية والتاريخية التي لا تقبل الإملاءات من أحد، البيان اعتبر التدخل الكندي هجوماً على المملكة وهو فعلاً كذلك، ومن حق المملكة أن تدافع عن سيادتها وأن تتخذ الموقف الذي يحافظ على هذه السيادة. ومن هنا كان من حق المملكة أن تستدعي سفيرها في كندا للتشاور، وتعتبر السفير الكندي في المملكة شخصاً غير مرغوب فيه وعليه مغادرة المملكة خلال 24 ساعة، كما جمدت المملكة كافة التعاملات التجارية والاستثمارية الجديدة بين المملكة وكندا مع احتفاظها بحقها في اتخاذ إجراءات أخرى. الرسالة في بيان وزارة الخارجية واضحة جداً، فالمملكة مثل غيرها من الدول لا تقبل التدخل في شؤونها الداخلية أو المساس بأنظمتها الإدارية والقضائية وسيقابل أي تدخل بموقف حازم لأن سيادة المملكة خط أحمر. Your browser does not support the video tag.