«كد إيش حصتي».. هكذا قالها أحد إخواننا العرب في أحد مواقع التواصل الاجتماعي ضمن محادثة جماعية معيبة ومخجلة تغص بالسخرية والتطاول والانتقاص من بلادنا تزامناً مع قيام المملكة مشكورة بسداد حصتها السنوية لحكومة بلادهم، والتي لا تذكر أمام الدعم الكبير والمستمر من المملكة طوال أيام العام لبلادهم سياسياً واقتصادياً واجتماعياً منذ عقود طويلة من باب مسؤوليتها التاريخية وإيمانها الراسخ بدورها الريادي والإسلامي وبذل كل مساعيها وجهودها الإقليمية والدولية لخدمة قضايا الأمتين العربية والإسلامية، وسعيها الدائم لمد يد العون والمساعدات الإنسانية للمحتاجين من أشقائنا العرب وإخواننا المسلمين، بينما نجد مقابل هذا العطاء إشهار الجحود والنكران من بعض العرب وهي لهجة غير مستغربة وليست بالجديدة على مسامعنا، فبعضهم ما زال يقتات على رفات شعارات الأحزاب القومية العربية البائدة التي رسخت في عقولهم المغيبة وقلوبهم المريضة منذ الستينيات مفاهيم مغلوطة أن ثروات دول الخليج العربي ملك لكل العرب وأنهم شركاء معنا في هذه الثروات والموارد الاقتصادية، بل ذهب بعضهم بعيداً عن هذا السفه بسفه أكبر وطالب بتجريدنا من هذه الثروات فقط لأننا بدو نسكن الصحراء ولا نستحقها!. قد يقول قائل من إخواننا العرب إن هؤلاء الشرذمة لا يمثلون شعوب تلك الدول وأنهم أحزاب وفئات تتبع لمعسكرات معادية للمملكة وتنشد نشر الفتن والكراهية بين الشعوب، وأقول لهم: نعم هم كذلك ولسنا بجاهليهم، لكن «صمت أكثرية المحبين» جعلنا كسعوديين نرى أن هذا الصمت المخجل أمام تطاولهم وأمنياتهم بزوالنا ودمارنا وشتاتنا وفرحهم بمصابنا وإساءاتهم المتكررة تجاهنا، خذلاناً لنا ولمواقفنا المشرفة مع تلك الدول وحكوماتها وشعوبها، لهذا على كل من يلومنا من إخواننا العرب ممن آثروا الصمت أمام التطاول المعيب وتشدقوا بالأخلاقيات أمام ردة فعل بعضنا تجاه هؤلاء الحاقدين أن يضع نفسه مكان من يواجهون هذه الموجات من الكراهية والحقد والافتراء تجاه وطنهم ويجدون في المقابل الصمت المطبق ممن يدعون محبتهم لبلادنا، وحينها لنستمع لإجابته إن كان هذا سيغضبه أم أنه سيؤثر الصمت والقبول بمساس وطنه افتراءً وكذباً وتشويهاً للحقائق والوقائع، فإن قبل بهذا القبح فهو ليس جديراً بحمل جنسية بلاده وسأشك من فوري في انتمائه لأرضه ووطنه، وإن رفض ذلك وتصدى لمن يعادون وطنه كواجب وطني مشرف فهنا عليه أن يلتمس العذر لما يقوم به مواطنو بلادنا الغيورون على وطنهم وقادتهم عند مواجهة هؤلاء الرعاع الساقطين. فلا تكل بمكيالين عزيزي العربي حتى لا تخسر عدالة ميزانك أمام عادل سنلتقي عنده سوياً يوم العرض، وكن منصفاً وواجه الباطل بصوت الحق لتحظى باحترام ومحبة وتقدير شعب كريم لم يبادر يوماً فقيراً كان أو غنياً إلا بتقديم يد العون وتمني الخير للآخرين، أما إذا اخترت «تطفيف» الكيل والميزان فهنا تكون قد أزحت عنا عناء حسابات إرضاء الخواطر لأن الرهان على مزدوجي المعايير رهان خاسر لا محالة.. Your browser does not support the video tag.