بسبب تعدد وسائل الإعلام وسهولة النشر لاحظنا في الآونة الأخيرة كثيرا من الأبواق الإعلامية والمرتزقة والحاقدين والناقمين على المملكة حكومةً وشعب، ينشرون عن بلادنا الأخبار الملفقة والقصص الوهمية والتحليلات الخيالية كذبا وافتراء رخيصا بتشويه الوقائع والحقائق والتصغير والتقليل من النجاحات والإنجازات، وهي محاولات يائسة بائسة لضرب اللحمة الوطنية ونشر الفتنة بين أبناء وبنات الشعب السعودي، وهذه هي ضريبة النجاح والتميز، وليس هذا غريبا، فقد حدث في الماضي، لكنه كان هجوما محدودا وخجولا. أما في الوقت الحاضر فنلاحظ أن الهجوم تطور وصار على كثير من الأصعدة وعلى منابر متنوعة ومختلفة، وله أسباب عديدة، من أهمها بالتأكيد المكانة الكبيرة والثقل الدولي للمملكة متمثلا في حجم الاقتصاد والاستثمارات والتجارة العالمية، وكذلك التفوق السياسي والإقليمي والدولي لحكومة المملكة خارجيا، والنجاح الداخلي لهم بالمحافظة على التوازن بين ثقافة الشعب بتطوره المتصاعد والتطور العلمي والحضاري والثقافي بالعالم، وهذه نقطة إيجابية تحسب لصالح الحكومة السعودية. الشعب بالمملكة بحماسه وحيويته ونشاطه وإصرارهم وحرصهم على البروز والصدارة عالميا، وبإحصائية عمرية لسن الشباب الغالب على عدد السكان، مما جعل المملكة متميزة عالميا من حكومة شابة وشعب غالبيته شباب، ولأن روح الشباب الغالبة طغت على جميع الأعمار صار شعب المملكة يتمتع بروح الشباب والحيوية والنشاط، مما كان له نتيجة واضحة بالتواجد العالمي المشرف للسعوديين والسعوديات بعديد من المجالات العلمية والإعلامية والرياضية والثقافية والفنية وغيرها. لذا لا نستغرب هجوم الحاقدين وهم في كل منصة عالمية وكل ركن بالعالم يجدون بصمة سعودية متميزة وكعبا عاليا من خلاله اكتسح الشباب السعودي المحتوى العربي بالإنترنت والإعلام، سواء بالفضاء أو بمواقع الويب أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ونلاحظ أن كثيرا من شعوب الدول العربية وبعض الشعوب العالمية صاروا يقلدون الشباب السعودي باللهجات السعودية المحلية والتصرفات والتقليعات والفنون والظهور المتفرد، وحتى بالسخرية والنكت، وهذا وإن دل على شيء فإنما يدل على التميز والتفوق والانتشار الإيجابي للشعب السعودي، وكما كان الجميع يقلدون المصريين سابقا بسبب التواجد الإعلامي العربي الأكبر لمصر من خلال السينما والمسرح والتلفزيون والموسيقى وغيرها، والآن الشعلة بيد السعوديين الذين أثبتوا التفوق والتميز شاء من شاء وأبى من أبى. الشعب السعودي العظيم.. ليس عيبا أو خجلا أن تحب وطنك وتدافع عنه ماديا بالجهود والأموال، ومعنويا بالمشاعر والعقول، قال الشريف قتادة أبو العزيز: بلادي وإن جارت علي عزيزة وأهلي وإن ضنوا علي كرام. إذاً.. ماذا نقول نحن وبلادنا أعطتنا الكثير والكثير من ثرواتها وحلمها وميزتنا عن جميع الشعوب بالعالم؟ لماذا لا تكون لدينا أسمى وأرقى معاني الوطنية وحب الوطن؟ أنت إذا عشقت وطنك فقد عشقت أمك وأباك وأسلافك وتاريخك وأقرباءك وجيرانك وأصدقاءك وزملاءك ومعلميك وبني جلدتك وإخوانك بالدِّين والأرض والثقافة، وشركاءك ببناء مستقبلك ومستقبل أولادك وأحفادك بالوطن، لا تصدق الذين قالوا لك: إن الوطن وثن! لأن عقولهم مقيدة ومبرمجة تهرف بما لا تعرف. الوطن أرقى حب وأسمى عشق، خاصة وطننا نحن! وأبلغ دليل واضح هو ما نراه من هجوم ممن كان لنا وقفة كريمة بجانبهم في كل محنة، فالحكومة السعودية كانت السباقة بعون المنكوبين والمحتاجين من شعوب المنطقة وشعوب العالم، وشعبنا صاحب الفطرة النبيلة والنيّة السليمة كانوا ولا يزالون السباقين بنصرة المحتاجين ماديا بما لا ينكره إلا جاحد، وتشهد لهم تبرعاتهم بالغالي والنفيس مثل مهورهم وحليهم ومدخراتهم في سبيل مساعدة ونصرة المحتاجين والمنكوبين، وكذلك تعاطفهم المعنوي ودعاؤهم وتضرعهم لله بنصرة ومساعدة المحتاج والمظلوم، وما نشاهده ونسمعه من رد الجميل من بعض الحاقدين والمرتزقة خير دليل على سمو وعلو مملكتنا بشعبها الكريم وحكومتها الرشيدة. لن تكون رسالتي للحاقدين على وطني، بل ستكون رسالتي لشعب وطني العظيم وهي: أيها المواطن الشريف.. عندما تشاهد أو تسمع أخبار وتحليلات الحاقدين على بلدك، والتي إذا نظرت لها بنظرة متعقلة فاحصة ستراها على حقيقتها العارية، وهي أنها مجموعة من الافتراء والكذب والتلفيق هدفه نشر الفتن وهدم الوطن، وترى المجموعة الإعلامية أو الأفراد من هؤلاء الحاقدين يقيس عليك كمواطن أو كشعب أو كحكومة ما لا يقيسه على نفسه كمجموعة أو كأفراد، فهذا دليل واضح على أن ما يبثونه ليس للنقد البناء أو لنصيحة محب، بل لنشر الفتنة وشق الصف. يا شعبنا العظيم.. أذكركم ونفسي بالتحلي بالعقل والحكمة عند الرد على هؤلاء الشراذم من الحاقدين والمغرضين، وإياكم والوقوع في وحل (جلد الذات) ومساعدة الحاقد بأن تكون لهم معول هدم لوطنك، فالوطن باقٍ بعون الله وبسواعد أبنائه المخلصين الأوفياء.