تحظى الخيمة الشعبية التي يقيمها مركز بن عاصي للتراث والفنون بمنطقة تبوك، ضمن فعاليات مهرجان الورد والفاكهة في نسخته السادسة بالمنطقة بإقبال كبير من الجمهور وزوار المهرجان، وتزدحم المنطقة المخصصة لإقامة فعاليات الخيمة الشعبية بمنتزه الأمير فهد بن سلطان بالأهالي، للاستمتاع بالأنشطة التي تقيمها الخيمة، المليئة بالأهازيج التراثية والشعراء الذين تسرد قصائدهم قصص الماضي والحنين إليه، وصوت الربابة يرافق فنهم العريق. وما أن تبدأ الفرق الشعبية المشاركة في الخيمة إطلاق أهازيجها والحانها حتى يعاد إلى الأذهان دفء الماضي وروعة الحاضر الذي مازال يحافظ على هويته وتراثه، فيعيش زوار المكان مع الاهازيج البدوية الأصيلة، التي كانت ولازالت موروثاً فنياً يعتز به أهالي المنطقة ويحافظون عليه جيلاً بعد جيل. ويلفت لون «الدحة» الانظار اليه وإلى الرقصات التي يؤديها بعض كبار السن وشباب المنطقة في محيط الخيمة، حيث تعد من الألوان الشعبية الأكثر انتشاراً في المنطقة الشمالية والشمالية الغربية، وكانت تمارس قديما قبل الحروب لإثارة الحماسة بين أفراد القبيلة، وعند نهاية المعارك قديما يصفون بها المعركة وما دار بها من بطولات وأفعال أما الآن فهي تمارس في مناسبات الأعراس والأعياد وغيرها من الاحتفالات، وتؤدى الدحية بشكل جماعي يصطف الرجال فيها بصف واحد أو صفين متقابلين ويغني الشاعر المتواجد في منتصف أحد الصفين قصديته المغناة والتي تشبه الهجيني،وتتنوع القصائد فيها من المدح والفخر إلى الذكر وحمدالله والفرحة والغزل، وتؤدى بأسلوب قصصي هو جوهر ما تم الاجتماع عليه كموضع قصصي سردي لمعركة ما أو وصف لديار أو هجاء أو مدح، وتمتاز «الدحة» بالحماس الحركي والتوافق بين أداء الراقص حتى يتمكن من مجاراة المشاركين مستخدماً التصفيق كإيقاع موسيقيٍ هام. ومن جهة أخرى يقف جمهور الخيمة منصتاً لآلة الشّعر والسّهر في بيوت الشّعر، تلك الآلة التي أطلق عليها الإنسان البدوي «الربابة» نسبة إلى الرباب وهو السحاب الأبيض أو قطع السحاب على حد وصف أحد عازفيها، والذي قال: الربابة كانت رفيقة ابن الصحراء في حله وترحاله ولازالت، وتأتي بوصفها صوتاً معبراً، كامل التمثيل والتعبير، فإذا كان للصوت سلطانه في القوة والتأثير وله مداه في التمدد والتماهي، فإن الربابة في ثقافتنا تأتي بوصفها صوتاً مصاحباً لصوت اللغة. Your browser does not support the video tag.