لوت ثلاث فتيات من ذوي الاحتياجات الخاصة الأعناق إلى قدرتهن على الرسم وفنونه الإبداعية، بما فيها رسم الأزياء، وذلك في مهرجان الورد والفاكهة ال39 المقام في قرية الورد المضيئة تحت رعاية مجلس التنمية السياحية بمنطقة تبوك، وتنظيم فرع الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بالمنطقة. وتستعرض الفتيات الثلاث في ركن خاص، وأمام جمهور المهرجان إبداعاتهن المتمثلة في الرسم وفنونه ورسم الأزياء، ناقلات ما يدور في دواخلهن من مشاعر، وما يخطر لهن من أفكار إلى الورق واللوحات، وصانعات جسراً خاصا للتواصل مع الآخر لا يحتاج للغة بقدر حاجته إلا الجمال والإبداع. وعبرت الفتيات الثلاث عبر مترجمة لغة الإشارة عن سعادتهن بالمشاركة في المهرجان، وأكدن أن تفاعل المجتمع معهن شكل لهن حافزا كبيرا سيدفعهن لمزيد من الإبداع بعد أن كن أسيراتٍ لجدران المنازل. نتاج المبدعات قالت مشرفة المعرض سحر الجهني إن «القرية التي تضم بين جنباتها المضيئة نتاج المبدعات، كشفت عن عدد من المواهب من مختلف الأعمار من الأصحاء، وذوي الاحتياجات الخاصة من الصم وكفيفات البصر، مشيرة إلى أن معظم المشاركات تمثلت في الرسم والكتابة الإبداعية التي يقوم على البعض منها كفيفات البصر، إضافة إلى تصميم الأزياء والإكسسوارات والهدايا وتصاميم المونتاج والفن تشكيلي والرسم السينمائي والرسم على الزجاج وخلافها من الإبداعات التي تكتنزها موهوبات المنطقة. اكتشاف ودعم وأضافت الدهني «يعد المعرض فرصة لاكتشاف الطاقات المبدعة ودعمها ورعايتها والنهوض بها، لتطوير وصقل مواهب الموهوبات وتحقيق طموحاتهن ومنفعة المجتمع، وتحقيق استثمار الموهبة من خلال مثل هذه المهرجانات والفعاليات، تبعاً لرؤية الوطن 2030، كما أن المعرض هدف إلى دمج ذوي الاحتياجات الخاصة مع الأصحاء لجعلهم أعضاء فعالين بالمجتمع». وحثت الجهني الأسر التي لديها أطفال أو فتيات لديهن إعاقة، وخاصة في «البصر» ألا يكونوا حجر عثرة في طريق أبنائهم وبناتهم، وأن يدفعوا بهم للمشاركة في مثل هذه الفعاليات لأن ذوي الاحتياجات الخاصة هم «كتلة من المشاعر التي تتفاعل مع المجتمع، كما يتفاعل الأصحاء، ولا يعني نقص قدراته العضوية أن هنالك فرقا بينه وبين أي شخص آخر، بل إن المعاق وأياً كانت إعاقته هو صاحب قدرات خاصة تنتظر الاكتشاف وستكتشف متى ما استشعر أن هنالك من يتفاعل معه ويهتم به». إقبال حظيت الخيمة الشعبية التي يقيمها مركز بن عاصي للتراث والفنون بمنطقة تبوك بإقبال كبير من الجمهور وزوار المهرجان، حيث تحتشد الأهازيج التراثية والشعراء الذين تسرد قصائدهم قصص الماضي والحنين إليه، وصوت الربابة يرافق فنهم العريق. لون الدحة يلفت لون «الدحة» الأنظار برقصاته التي يؤديها بعض كبار السن وشباب المنطقة في محيط الخيمة، حيث تعد من الألوان الشعبية الأكثر انتشارا في المنطقة الشمالية والشمالية الغربية، وكانت تمارس قديما قبل الحروب لإثارة الحماسة بين أفراد القبيلة، وعند نهاية المعارك قديما يصفون بها المعركة وما دار فيها من بطولات وأفعال. وتؤدى الدحة بشكل جماعي يصطف الرجال فيها صفا واحدا أو صفين متقابلين ويغني الشاعر المتواجد في منتصف أحد الصفين قصديته المغناة التي تشبه الهجيني، وتتنوع القصائد فيها من المدح والفخر إلى الذكر وحمدالله والفرحة والغزل، وتؤدى بأسلوب قصصي هو جوهر ما تم الاجتماع عليه كموضع قصصي سردي لمعركة ما أو وصف لديار أو هجاء أو مدح، وتمتاز «الدحه» بالحماس الحركي والتوافق بين أداء الراقص حتى يتمكن من مجاراة باقي المشاركين مستخدما التصفيق كإيقاع موسيقي هام.
الربابة من جهة أخرى، يقف جمهور الخيمة منصتا لآلة الشعر والسهر في بيوت الشعر، تلك الآلة التي أطلق عليها الإنسان البدوي «الربابة» نسبة إلى الرباب، وهو السحاب الأبيض أو قطع السحاب على حد وصف أحد عازفيها، الذي قال «الربابة كانت رفيقة ابن الصحراء في حله وترحاله وما زالت، وتأتي بوصفها صوتا معبرا، كامل التمثيل والتعبير، فإذا كان للصوت سلطانه في القوة والتأثير وله مداه في التمدد والتماهي، فإن الربابة في ثقافتنا تأتي بوصفها صوتا مصاحبا لصوت اللغة». أوبريت يقام اليوم أوبريت «ملحمة الحزم والأمل» الذي تقيمه الإدارة العامة للتعليم بمنطقة تبوك وفاء وعرفانا لجنود الوطن البواسل، وذلك على المسرح المفتوح بمقر المهرجان. مواهب ودعم فتيات من ذوي الاحتياجات الخاصة يبدعن في الرسم والكتابة الإبداعية المعرض يكتشف الطاقات المبدعة ويطلقها المعرض يوفر فرصة استثمار الموهبة مطالبة الأسر بمنح أبنائهم كفيفي البصر فرصة التعبير عن أنفسهم بالفن