يواصل عمران خان زعيم حزب حركة الإنصاف جهود مكثفة لتشكيل حكومة ائتلافية بعد أن حصل حزبه على المرتبة الأولى في الانتخابات الباكستانية التي عقدت في 25 يوليو 2018م دون أن يحقق غالبية عظمى تمكنه من تشكيل الحكومة الباكستانية دون الحصول على دعم من أحزاب أخرى، ورغم إعلان عدد من النواب المستقلين وحزب الرابطة الإسلامية جناح القائد الأعظم دعمه لعمران في تشكيل حكومة ائتلافية.. إلا أن مصادر في حزبه كشفت عن أنه يواجه صعوبة للوصول إلى وضع الصيغة النهائية لهيكل حكومته الجديدة. وذكرت مصادر سياسية بأن التحدي الأكبر الذي يواجهه عمران في تشكيل الحكومة يكمن في المنافسة الجارية بين قيادات حزبه حيث يطمع بعض المتطفلين من أعضاء حزبه في الحصول على مناصب وزارية هامة، ويخشى عمران من حدوث تمرد داخلي يعكر فرحته بالفوز في الانتخابات، حسب تقديرات المحللين في الصحافة الباكستانية. كشفت عدد من قنوات التلفزيون الإخبارية الباكستانية عن تلقي عمران خان تهديدات من بعض قيادات حزبه مثل رئيس وزراء حكومة إقليم خيبر بختونخواه السابق برويز ختك الذي هدد بإعلان الانفصال عن الحزب إن لم يوافق عمران على منحه المنصب الذي يليق بمقامه، وتطمع القيادية شيرين مزاري المعروفة بولائها لإيران في الحصول على حقيبة وزارة الخارجية أو الدفاع لكي تخدم أجندات خاصة بها وهو أمر لن تقبله الجهات الأمنية، ويطمع آخرون في مناصبة هامة مثل منصب رئيس الجمهورية وحكام الأقاليم.. ورداً على استفسار أحد الصحفيين اعترف فؤاد شودري المتحدث باسم حزب حركة الإنصاف بوجود خلافات داخلية في الحزب ومنافسة شديدة على المناصب الهامة، ولكنه أكد في الوقت ذاته بأن القرار النهائي سيكون للسيد عمران خان، وأعرب فؤاد شودري بنفسه قبل يومين في تصريح لقناة محلية بأنه يطمع في منصب رئاسة حكومة إقليم البنجاب، ولكنه سرعان ما تراجع عن ذلك بعد أن تعرض لانتقادات من بعض قيادات حزبه ويسعى حالياً ليكون وزيراً للإعلام، وأكدت النتائج النهائية للانتخابات العامة في باكستان، حزب عمران خان حقق فوزاً وحصل على 115 من أصل 272 مقعداً في البرلمان، ولكنه بحاجة إلى نصف هذا العدد +1 لتشكيل حكومة ائتلافية. من جانبه قال المتحدث باسم حزب الإنصاف فؤاد شودري في تصريحه بإسلام آباد أمس أن حزبه تمكن من إحراز الدعم الكافي من المقاعد لتشكيل الحكومة الاتحادية في المركز، وكذلك لتشكيل حكومته في إقليم البنجاب الشرقي، وأن وفد حزب الرابطة الإسلامية جناح القائد الأعظم المعروف اختصاراً ب(حزب القائد) التقى بزعيم حزبه (عمران خان)، وتقرر أن يشارك (حزب القائد) في الائتلاف الحاكم بقيادة حزب الإنصاف في المركز والبنجاب، وقد تم التوصل إلى صيغية في هذا الصدد. كما أن قيادات حزب الإنصاف ستصل إلى مدينة كراتشي الساحلة الجنوبية للحصول على دعم حزب الحركة القومية المتحدة للمشاركة في الائتلاف الحاكم، وأضاف المتحدث أن حزبه قد وضع صيغة لتشكيل حكومة مختلطة في إقليم بلوشستان أيضاً، وأن المحادثات مع قيادات بلوشستان جارية، كما سيشكل حزبه حكومة ذات غالبية ساحقة في إقليم خيبر بختونخواه. يخشى المحللون من فشل عمران في معالجة الخلافات الداخلية في حزبه ما قد يؤخر عملية الإعلان عن تشكيل الحكومة الجديدة إلى ما بعد منتصف شهر أغسطس المقبل، وقال محللون ومنهم سفراء سابقين لباكستان بأن معظم الدول وخاصة الدول الكبرى هنأت شعب باكستان على نجاح الانتخابات ولكنها ما زالت تراقب تطورات تشكيل الحكومة لتهنئة عمران خان بالقدر الذي يستحقه دون مبالغة لأن الحكومة التي سيشكلها يبدوا أنها ستكون حكومة ضعيفة خرجت من انتخابات طعنت في نزاهتها معظم الأحزاب السياسية. Your browser does not support the video tag.