ترتبط السياحة الثقافية ارتباطًا وثيقًا بالقيم والعادات والمعتقدات، والمعرفة التاريخية بالمواقع التراثية والأثرية، وهي دراسة تطبيقية توثّق الجانب النظري لتأريخ الشعوب، وحلقة وصل بين التراث والتنمية، استطاع السيّاح من خلالها استيراد التجارب الناجحة وتصدير التراث الجميل للمجتمعات الأخرى، مما يشكل تبادلًا متناغمًا للثقافة والتنمية. «العادات والتقاليد» يقول الرحالة وائل الدغفق المعروف ب»رحال الخبر» حول العلاقة المميزة بين السياحة والتراث: لعل العلاقة كبيرة ومتشعبة ومتنوعة بتنوع الثقافات التي هي جزء من التراث، وما تحمله من افكار وماينقل عبر نشر الوعي للجيل الجديد؛ ونقصد بالتراث مايحمله من ثقافة تحمل القِيَم والافكار، الموافقة لديننا الاسلامي وتراثنا العربي، ونأتي لأهم نقطة في هذا الأمر وهي مايخص السياحة وربطها بتلك القِيَم وتأتي بنقل الصور العظيمة والتي نتشرف باستحضارها من الدين ويتبعها العادات والتقاليد والخصال الجميلة مثل المروءة والكرم والضيافة والشجاعة والبلاغة. وذكر الدغفق أنه من الممكن أن تكون العلاقة علاقة بالشكل التراثي وأثره في إيجاد مشترك لأبناء الوطن كطرق بناء المنازل والحارات وبناء المساجد والمدارس والأوقاف وغيرها من ظواهر تراثية تحقق معنى عظيم لترابط المجتمع القديم بالجديد،وعبر المهرجانات واللقاءات العامة التي تستحضر تراثنا المتنوع الجميل. ثم نأتي للعلاقة الاخيرة والأهم وهي العلاقة المميزة بين التراث والتنمية. ويرى أنه من خلال هذه العلاقه تستقى افكار التنمية في أي بلد. واضاف: التنمية بوجهها الاقتصادي معروفة أما التنمية بوجهها الثقافي والتراثي فهي مايهمنا ونسعى لفهمها. واستبعد الدغفق إمكانية نجاح برامج التنمية في مجتمع لايوظف تراثه الشعبي -قيم ومباديء ومعارف- ضمن خططه.وقال: خطط التنمية التي لا تراعي مثل هذا البعد ستنتهي لطريق مسدود أو نتائج محدودة، فالإيمان بالتراث والاندفاع نحو التقدم أمران متجانسان، فمن خلالهما فقط نضمن انتظام التطور الثقافي والاقتصادي المعني بالتنمية المستدامة. وعدّد أموراً تسبق العمل بالتراث، ذكر منها حل مشكلاته المرضية والأساطير والخرافات، وأن يكون تراثا صافيا صحيحا، فيصبح مستعدا للنمو الصحي، مع استجلاب عوامل الجذب السياحي لتلك التراثيات. «التكاليف والاستثمار» ومن جانب آخر قال الدكتور يعن الله سعيد الغامدي أستاذ التاريخ في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية -سابقا-: إن المملكة شهدت مؤخرا اهتماما كبيرا في المجال السياحي، برزت ملامحه بشكل إيجابي خاصة في الجانب الثقافي تحت مظلة هيئة السياحة والتراث الوطني، وذلك باعتبار أن السياحة صناعة ومصدر دخل وهو مفهوم السياحة الثقافية الأكمل والأشمل. وأضاف: مما لا شك فيه أن للملكة تاريخ عريق سواء لمواقع تأريخية أو كنوز أثرية، والهيئة تسعى إلى استثمارها.. وهذا لن يتم الا بمشاركة كافة الإدارات واستغلال كل المناسبات صيفا وشتاء ثم العمل على تسهيل وسائل السفر والنقل والسكن المناسب لكل فئات المجتمع، وان تكون جميع العروض والفنون في مقدور الجميع. ولكي تكون العملية تكاملية فلا بد من توفر مقومات الجذب السياحي من عوامل طبيعية متنوعة أو بشرية فاعلة، وزاد: أنه من المؤمل أن تعمل الهيئة مع مؤسسات سياحية متخصصة في هذا المجال، لتسهيل عملية الجذب السياحي كما هو قائم في كثير من البلدان. كما أن للأندية والمراكز الثقافية في كل المحافظات دور مؤثر في ذلك وخاصة كلما كان بعيدا عن الشللية وتكرار الأسماء ومنها بداية خارطة الطريق. وأضاف: مساحة المملكة الكبيرة لا يجعلها تطل على كل تلك النوافذ بالشكل المطلوب، ومن الطبيعي أن يكون هناك مواقع لم تحظ بالاهتمام كتلك التي لا زالت تقبع فوق جبال أو تحت صحاري بلادنا المترامية الأطراف! وأشار إلى أن من الإنصاف التشجيع على وجوب خفض التكاليف الحارقة لقلوب وجيوب المواطنين أمام جشع المستثمرين ومن ثم يكون ما ينفقه المواطن داخل وطنه وهو آمن مطمئن أقل بكثير مما ينفقه خارجه، بدليل أن الإحصاءات تقول أن نجاح السياحة في كل الدول حولنا تعتمد علينا!. الدغفق في إحدى رحلاته السياحية جدة التاريخية بوابة الحجاج والمعتمرين سوق القيصرية بالأحساء بعد تطويره د. يعن الله الغامدي Your browser does not support the video tag.