إنطلقت فعاليات الدورة 30 من مهرجان الجنادرية للثقافة والتراث، الذي تقام فعالياته في الرياض بالمملكة العربية السعودية خلال الفترة من 3 إلى 20 فبراير الجاري تحت رعاية وحضور خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل ىسعود. وتحل ألمانيا ضيف شرف هذا العام، تحت شعار "ألمانيا بلد الأفكار... للابتكار تقاليد"، فيما كانت الإمارات ضيف شرف الدورة ال29، وتأتي مشاركة الإمارات نظراً للمكانة البارزة التي يحتلها مهرجان الجنادرية في خارطة الثقافة العربية والإسلامية وللدور الكبير الذي لعبه عبر دوراته المتعاقبة في إعلاء التراث العربي الإسلامي ومد الجسور بينه وبين التراث الإنساني بجميع أبعاده الحضارية والفكرية. يشارك في جناح دولة الإمارات الذي تشرف عليه هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة كل من وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، المجلس الوطني للسياحة والآثار، مؤسسة خليفة بن زايد آل نهيان للأعمال الإنسانية، الاتحاد النسائي، ومشروع "صوغة" التابع لصندوق خليفة، والعديد من الجهات المعنية بالتراث والسياحة من خلال تزويدها للجناح بأحدث المطبوعات التعريفية والترويجية. يشتمل جناح الإمارات على العديد من الأنشطة يقارب عددها ال38 نشاطاً تراثياً وثقافياً وترويجياً تفاعلياً وجماهيرياً، ومن أبرز الفعاليات الثقافية والتراثية التي يقدمها أبناء الإمارات في الجنادرية هذا العام، صور حية من البيئة الدراعية الإماراتية وما تتضمنه من حرف الصناعات التقليدية التي تعتمد أكثرها على منتجات النخيل ومنها "الإحتفاء بمدينة العين، استعراضات فلكلورية، البيئة البدوية، ركن الصقارة، المنتجات التراثية، الأكلات الشعبية التقليدية، ركن القهوة العربية، البراجيل، الركن الترويجي، المسرح الدائم، معرض صور العلاقات الإماراتية السعودية، تاريخ دولة، ومعرض صور متنوعة". وفي اليوم الأول للمهرجان، نجح الجناح المصمم من العمارة الطينية التقليدية التي تشكل الخط العام لشكل الجناح في جذب أنظار الزوار الذين أبدوا إعجابهم بالمزج الفريد بين الموروث الثقافي لدولة الإمارات والحاضر المشرق الذي تعيشه في مختلف المجالات، والذي عبر عنه الجناح بصياغته المتميزة لأوجه الحياة المختلفة التي عايشتها الإمارات على مدى سنوات متلاحقة، حيث حياة البر والحرفة القديمة الأصيلة والصناعة الحديثة الناهضة. وتعتبر المشاركة فرصة لتعزيز الوعي بإمارة أبوظبي ودولة الإمارات كوجهة سياحية مفضلة في السوق السعودية، وجذب المزيد من الزوار للدولة، خاصة مع التوقعات بزيارة مئات الآلاف لمهرجان الجنادرية، كما تنطلق المشاركة من أهداف رئيسية تعمل الهيئة وشركاؤها على تحقيقها بما يخدم جهود الترويج السياحي والثقافي للمحتوى التراثي الأصيل لدولة الإمارات العربية المتحدة مع تسليط الضوء على الدور الفاعل للتراث في تشكيل الهوية الوطنية والثقافية لمجتمع الإمارات بما يعزز تميز المجتمع وخصوصيته، بالإضافة إلى تسليط الضوء على جانب مهم وحيوي من تاريخ الدولة، مع التركيز على البعد التراثي من خلال تصميمه أركان الجناح، والتي تعبر بدورها عن جوانب مختلفة من الحياة التراثية الغنية للدولة. ويحتوي الجناح أيضاً على الكثير من المعلومات التراثية والثقافية والسياحية عن دولة الإمارات، كما ويمنح الزوار لمحة عن كرم الضيافة الإماراتي الأصيل، حيث يقدم لهم المشروبات والمأكولات التقليدية، ويستطيع الزائر للمهرجان في متابعة الفعاليات والأنشطة التراثية التي تدور في ساحة جناح الإمارات، التي تحتضن العديد من الفنون الشعبية والأنشطة التراثية الأخرى المتنوعة. وقال فيصل الشيخ، مدير مكتب الفعاليات في هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة: إنّ هذه المشاركة هي انعكاس لما وصلت إليه دولة الإمارات من قدرة فائقة، على الترويج لموروثها الثقافي كقيمة إنسانية أسهمت في الحضارة البشرية، مشيراً إلى أنّ الجناح سيقدم طيلة أيام المهرجان مجموعة متنوعة من الفعاليات التي تعكس ما تزخر به بلادنا من مقتنيات تراثية وتنوع ثقافي ومورث شعبي، بالإضافة إلى معارض الصور الفوتوغرافية التي تُقدّم لمحة عن أبرز المنجزات التي حققتها الإمارات في مختلف المجالات، خاصة المجالين السياحي والثقافي، حيث خصص أولها لعرض صور معبّرة عن عُمق العلاقات الإماراتية- السعودية، وتمحور الثاني حول صور الإمارات قديماً بعنوان "تاريخ دولة"، بينما خصص الثالث للترويج السياحي للدولة من خلال صور فوتوغرافية تمّ التقاطها حديثاً لأجمل معالمها الحضارية. انتهى حول هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة: تتولى هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة حفظ وحماية تراث وثقافة إمارة أبوظبي والترويج لمقوماتها الثقافية ومنتجاتها السياحية وتأكيد مكانة الإمارة العالمية باعتبارها وجهة سياحية وثقافية مستدامة ومتميزة تثري حياة المجتمع والزوار. كما تتولى الهيئة قيادة القطاع السياحي في الإمارة والترويج لها دولياً كوجهة سياحية من خلال تنفيذ العديد من الأنشطة والأعمال التي تستهدف استقطاب الزوار والمستثمرين. وترتكز سياسات عمل الهيئة وخططها وبرامجها على حفظ التراث والثقافة، بما فيها حماية المواقع الأثرية والتاريخية، وكذلك تطوير قطاع المتاحف وفي مقدمتها إنشاء "متحف زايد الوطني"، و"متحف جوجنهايم أبوظبي"، و"متحف اللوفر أبوظبي". وتدعم الهيئة أنشطة الفنون الإبداعية والفعاليات الثقافية بما يسهم في إنتاج بيئة حيوية للفنون والثقافة ترتقي بمكانة التراث في الإمارة. وتقوم الهيئة بدور رئيسي في خلق الانسجام وإدارته لتطوير أبوظبي كوجهة سياحية وثقافية وذلك من خلال التنسيق الشامل بين جميع الشركاء.