أعلن صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز الأمين العام للهيئة العليا للسياحة عن اطلاق برنامج سياحة الثقافة والتراث الذي يهدف الى تنمية التراث الثقافي الوطني واستثماره سياحيا من خلال أربعة مسارات تشمل المواقع الأثرية والتاريخية, والتراث العمراني الوطني, والحرف والصناعات التقليدية والأسواق الشعبية, وتنمية التراث الشعبي. وقال سموه: ان العلاقة بين صناعة السياحة والتراث والثقافة علاقة اعتماد متبادل فالتراث الثقافي يمد السياحة بعناصر جذب مميزة وموارد للمنتجات السياحية, في حين تعمل السياحة على عرض ذلك التراث وتقديمه. وأكد الأمير سلطان بن سلمان ان الاهتمام بالتراث والثقافة الوطنية مسؤولية مشتركة بين عدة جهات, في مقدمتها الهيئة العليا للسياحة, خاصة بعد صدور القرار السامي بضم قطاع الآثار والمتاحف الى السياحة. وأضاف سموه: ان اهتمام الهيئة بالتراث الثقافي الوطني يشمل كافة العناصر المادية وغير المادية لهذا التراث بما فيها الآثار والمتاحف, والتراث العمراني والتراث الشعبي والحرف والصناعات التقليدية, مضيفا سموه: ان محاور التعامل مع الآثار والتراث متعددة, ويمكن حصرها في ثلاثة محاور رئيسة هي: محور الحماية والمحافظة والصيانة, ومحور الدراسة والبحث العلمي, ومحور التنمية والاستثمار الاقتصادي. وأوضح سمو الأمين العام ان الآثار والتراث يشكلان المادة الخام لمنتجات السياحة الثقافية, التي يزداد الطلب عليها في سوق السياحة العالمية, مؤكدا سموه ان الهيئة تحرص على تنميتها وتسويقها محليا واقليميا وعربيا وعالميا ومن هذا المنطلق يأتي اطلاق الهيئة لبرنامج سياحة الثقافة والتراث الذي يهدف الى تنمية التراث الثقافي الوطني بجميع عناصره تنمية مستديمة, وتحقيق الفائدة الاقتصادية منه باستثماره في نشاط السياحة الثقافية ودعم الجهود المبذولة للمحافظة عليه وتوثيقه ودراسته. وأشار سموه الى ان برنامج سياحة الثقافة والتراث ينقسم الى أربعة أقسام يطلق على كل منها مسار وهي: مسار المواقع الأثرية والتاريخية, ومسار التراث العمراني الوطني, ومسار الحرف والصناعات التقليدية والأسواق الشعبية, ومسار تنمية التراث الشعبي. وفي ختام تصريحه أكد سمو الأمير سلطان بن سلمان على ان الهيئة ستعمل على تنفيذ هذا البرنامج من خلال الشراكة الفعالة مع القطاعات المعنية بالتراث الثقافي سواء كانت حكومية ام أهلية أم على مستوى الافراد. ويهدف البرنامج الى تنمية التراث الثقافي الوطني بجميع عناصره تنمية مستديمة, واستثماره سياحيا لتحقيق منافع اقتصادية واجتماعية وثقافية ودعم الجهود التي تقوم بها الجهات المختصة للمحافظة عليه وتوثيقه ودراسته, وتنمية نشاطات السياحة في المملكة بالعمل مع الشركاء في القطاعين الحكومي والخاص وذلك لتطوير مواقع التراث الثقافي وتهيئتها, وجعلها منتجا قابلا للتسويق السياحي, والارتقاء بالتراث العمراني الوطني, وتوظيفه كرافد للتنمية السياحية, ومساندة الجهود الرامية للمحافظة عليه, اضافة الى تطوير منتجات الحرف والصناعات التقليدية والأسواق الشعبية, وتنميتها اقتصاديا من خلال السياحة, وتطوير مناسبات ومهرجانات وفعاليات منبثقة من التراث التقليدي ومساندة الجهود الرامية للمحافظة عليه. ويعمل البرنامج على التوظيف السياحي للمواقع الأثرية والتاريخية والتراثية, ولمواقع ومباني التراث العمراني, والحرف والصناعات التقليدية والأسواق الشعبية, اضافة الى التوظيف السياحي للتراث الشعبي المادي وغير المادي المرتبط بالمأكل والمشرب والملبس والعادات والتقاليد الاجتماعية والفنون والهوايات والرياضات الشعبية. يذكر ان برناج سياحة الثقافة والتراث يتخذ من استثمار عناصر التراث الثقافي الوطني في تنمية سياحة ثقافية قيمة تتوافق مع تعاليم الدين الإسلامي والعادات والتقاليد الاجتماعية وتحقق منافع اقتصادية واجتماعية وثقافية رؤية له, ويعمل على تحقيق هذه الرؤية عن طريق المشاركة في تهيئة عناصر التراث الثقافي الوطني وتوظيفها في مجال السياحة الثقافية بما يحفظ اصالتها ويحقق تنمية سياحية مستديمة.