معظمنا يعيش حياة روتينية بحتة ويعجز عن فعل الكثير مما يحب لاعتقاده أن قدراته محدودة، رغم أنّ الدماغ يحتوي على حوالي مئة مليار خلية عصبية! ورغم يقيننا التام بقدراته الاستيعابية العظيمة إلا أنّنا لا نكلف أنفسنا بالأمر ولا نستغله كما يجب، بينما أن التفكر والتأمل يُضيفان لمسات إبداعية على المجتمع إن استُثمرا بشكلٍ إيجابي. علينا التفكر لنستفيد من التجارب والخبرات، كي لا نقع في الوحل ذاته مرة أخرى ونتلطّخ بالحزن! نفكّر كي نسمو ونتغير ونغيّر! نفكّر لأن أحدًا ما لن يأتي لأخذ قراراتنا المصيرية عنّا! نفكّر لأننا مسؤولون مسؤولية تامة عن حياتنا، ولأن التفكير بحد ذاته إشارة مرور تتحكم بنا، وتُشير إن كنّا سنتوقف إلى هنا أم سنكمل السير! فكر معي الآن بتساؤلات بسيطة طرأت في ذهني: 1- هل فكّرت يومًا بحجم الثقل الذي نرميه على الممحاة حين نوليها مهمة تنقية وزر لم تقترفه؟ 2- تخيل كيف سيبدو شكلك حين ترتدي ملابس غيرك! مختلفة في المقاس المناسب والألوان اللائقة بكَ! سيبدو الأمر مدعاة للضحك، أوليس كذلك؟ هذا ما يحدث تمامًا حين تتقمص شخصية لا تشبهك. 3- البطء المروع الذي اعترى طريقك (الأشبه بالثبات) سببه أنّك حملت ما تودّ فعله كله دفعة واحدة ممّا أثقل حركتك وأبطأَها. 4- ما يشعر به الأطفال حين يجدون طفلًا يمتلك لعبة يحلمون بها، يشبه إلى حدٍ ما، الذي تشعر به حين يسلب الآخرون منكَ أحلامك ويعيشونها بتفاصيلها؛ لكنّك تقيس الأمور على مدى رؤيتك. 5- حين تتساءل: لمَ لمْ أتمكن من إيجاد ذاتي إلى الآن؟ تخيل معي أنّك تبحثُ عن ساعةِ يدك داخل أدراج غرفتك المبعثرة، من الطبيعي أنّكَ ستستغرق وقتًا لإيجادها وربما أنك لاتجدها -على عجلٍ- بينما أنّك لن تحتاج للبحث ثانية واحدة إن كانت الأدراج مرتبة! 6- برأيكَ هل ستستمر البومة بإعلان تفاصيل وجهها بأريحية تامة إن أدركت ما يُقال عنها؟ 7- لمَ لمْ تعد تعجبك صورك القديمة؟ أنتَ الذي تجزم على صحة آرائك ومعتقداتك، تتغير مشاعرك ونظرتك بشكلٍ مستمر دون أن تدري. 8- قارن بين مزرعة محصّنة بسورٍ من كل الجهات وأخرى مفتوحة، أيهما معرّضة محاصيلها الزراعية للسرقة بنسبة أكبر؟ 9- ما يحدث حين تكشف عن أوجاعك أمام الملأ، نفسه حين تكشف الضماد عن جرحك فيزداد تلوثًا وألمًا. 10- هل فكرت يومًا بالعودة للوراء؟ ليست كل عودة خاطئة! لكن إن أردتَ ذلك عليك أن تتّجه إلى طريق العودة أولًا ثم تعود، فرجوعك وأنتَ تنظر إلى الأمام مؤذٍ وثقيل جدًّا. 11- تأمّل قصص الروايات والأفلام والمسلسلات أوليست -غالبًا- تُعطي البطل دور المُحاط بالكوارث والمآسي! فلا تأخد دور الضحية حين تتحدث عن مأساتك. 12- الشخص الذي أراد تعبئة دلوه رغم أنّه لمْ يجِد سوى صنبور معطل "بالكادِ يقطر" أتى بعد ساعات بدلوٍ ممتلئ، أما الذي سخِر من الأمر لمْ يأتِ بأكثر من دلوٍ فارغ، فلا تستصغِر أمرًا وخصص عشر دقائق يوميًا لممارسة ماتحب؛ كي لا تأتي لاحقًا بدلوٍ فارغ! 13- ألم الشجرة التي تيبس وتتساقط أوراقها وتبلغ من الكبرِ عتيًا يتضاعف ويتفاقم حين لا أحد من الناس يزورها ليستظلّ بظلها. 14- العصفور الذي بنى عشّه على نافذتك، اختارك من بين الكثير، في الوقت الذي تفتح به النافذة بخفّة وتُسقِط الذي بناه بلمح البصر! 15- أشياؤك التي أضعتها في منتصف الطريق، هل أتى أحدٌ ليتصدق ويميط الأذى عن الطريق، أم أنّها دُهست وفارقت الحياة دون علمٍ منّك؟ هل فكرتَ يومًا ببعضِ ماسبق؟ إن كان جوابك (لا) أخبرني لمَ لا تفكِّر؟! Your browser does not support the video tag.