جهزت السلطات الباكستانية في إقليم خيبر بختونخوه الشمال الغربي ألف كفن والمستلزمات الأخرى اللازمة لاستقبال الحالات الصحية الطارئة خشية من وقوع هجمات إرهابية خلال تجمع المصوتين اليوم في مراكز الاقتراع حيث ستجرى الانتخابات الباكستانية. فيما اتخذت السلطات وبالتعاون مع الجيش إجراءات صارمة حول مراكز الاقتراع للحد من وقوع هجمات إرهابية بعد تقليها لمعلومات استخباراتية تؤكد تخطيط الجماعات الإرهابية في باكستان لاستهداف التجمعات الشعبية خلال يوم الانتخابات التشريعية ومنها تنظيم داعش الإرهابي الذي بدأ تكثيف نشاطه داخل باكستان خلال الفترة الأخيرة. وفي أحدث عملية إرهابية وقعت قبل يومين من موعد الانتخابات، أصيب ما لا يقل عن 20 شخصاً بجروح إثر قيام إرهابي مجهول الهوية بإلقاء قنبلة يدوية على مكتب سياسي تابع للحزب العوامي الوطني البلوشي في منطقة دالبندين بإقليم بلوشستان الواقع في جنوب غرب باكستان. جاء ذلك بعد يوم من هجوم انتحاري استهدف موكب "أكرم الله خان كندابور" مرشح حزب "حركة الإنصاف" في مدينة ديرة إسماعيل خان، ما أدى إلى مقتل "كندابور" وسائقه وإصابة شخصين. وقبل أسبوعين فجر انتحاري نفسه وسط تجمع انتخابي لحزب "العوامي الوطني البلوشي" في منطقة مستونج بإقليم بلوشستان نتج عنه مقتل 128 شخصاً وإصابة أكثر من 150 بجروح، وتبنى تنظيم داعش المسئولية. فيما نجحت الأجهزة الباكستانية في القضاء على عنصر إرهابي ينتمي إلى حركة طالبان في مدينة بانو بإقليم خيبر بختونخواه الباكستانية، وكان المذكور أحد أعضاء الخلية الإرهابية التي استهدفت سيارة أكرم خان دوراني مرشح حزب جمعية علماء الإسلام في الانتخابات العامة. وفي صباح يوم الجمعة نجحت قوى الأمن في القضاء على الزعيم الإقليمي لتنظيم داعش الإرهابي هدايت الله مع اثنين من رفقاءه في عملية أجريت في إقليم بلوشستان الباكستاني، وذلك ضمن العمليات الأمنية التي تجريها قوى الأمن الباكستانية للتصدي للهجمات الإرهابية المتوقعة خلال الانتخابات الباكستانية. وكشفت تقارير أمنية بأن المذكور يعتبر العقل المدبر للهجوم الانتحاري الذي استهدف تجمعاً انتخابياً في منطقة مستونج مؤخراً والذي أودى بأرواح نحو 128 شخصاً. يأتي ذلك في الوقت الذي كشفت فيه قوة مكافحة الإرهاب الباكستانية عن قائمة أعدتها الأجهزة الباكستانية تضم أسماء العشرات من الشخصيات السياسية ونشطاء أحزاب ودوائر انتخابية تخطط الجماعات الإرهابية لاستهدافها خلال الانتخابات، والذي بدأ يمثل تحدياً كبيراً أمام الحكومة الانتقالية الحالية في باكستان، والتي اضطرت إلى استدعاء الجيش لضمان البيئة الأمنية المناسبة للتجمعات الحزبية والتصويت العام. وكانت الحكومة الانتقالية التي ستشرف على عملية الانتخابات الباكستانية لتسلم السلطة آلياً إلى الحكومة المنتخبة، قد أعلنت في 14 يوليو حداداً وطنياً على مستوى الدولة، نظراً للهجمات الإرهابية المتكررة التي شهدتها باكستان مؤخراً. ونظراً لوجود مخاطر أمنية خلال الانتخابات، نشرت السلطات أعداد إضافية من رجال الأمن للحفاظ على أمن دوائر الاقتراع التي سيتجه إليها مئات الآلاف من الباكستانيين للإدلاء بأصواتهم لاختيار حكومتهم للسنوات الخمس المقبلة. Your browser does not support the video tag.