أعادت التحالفات والاتفاقيات التجارية الأخيرة بين المملكة والصين إحياء درب أسلافهم "طريق الحرير" بحلة جديدة تختلف باختلاف الزمن وأدواته ووسائله، هذا الدرب الذي أطلق اسمه جغرافي ألماني العام 1877م على مجموعة الطرق المترابطة التي تسلكها القوافل والسفن من الصين إلى أوروبا وغرب آسيا، حيث كان الحرير الصيني يمثل النسبة الكبرى من التجارة عبرها، ويمتد من المراكز التجارية في شمال الصين ثم ينقسم إلى فرعين - شمالي يمر عبر شرق أوروبا - وجنوبي يمر عبر العراق وتركيا ومصر ودول شمال أفريقيا. وكانت سفن الصينيين تقوم أيضاً برحلات طويلة فيما بين الموانئ الصينية وموانئ الهند الغربية، ومثلهم كان يفعل العرب الذين كانت تبحر سفنهم من موانئ الخليج العربي وساحل اليمن إلى موانئ الهند، ويلتقون هناك بالتجار الصينيين، ويحصلون منهم على بضائعهم ويبيعونهم بضائع الجزيرة العربية الشهيرة، وفي مقدمتها البخور والعطور والنحاس واللبان واللؤلؤ، وبوصول البضائع الصينية إلى موانئ الجزيرة العربية كان التجار العرب ينقلونها على متن سفنهم وعلى ظهور قوافلهم عبر شبكة من الطرق البرية والبحرية إلى بلاد فارس وبلاد ما بين النهرين والشام ومصر وساحل الحبشة. الاتفاقية الجديدة دون شك ستعود بالخير الكثير للبلدين، وخاصة المملكة؛ كونها تنسجم مع رؤية المملكة 2030، القاضية بتعزيز المواقع الجغرافية، والاستفادة من أكبر قوة تجارية وصناعية في العالم. Your browser does not support the video tag.