سندانس مؤسسة ثقافية غير ربحية، أسسها الممثل والمخرج الأميركي روبرت ردفورد عام 1981، مقرها جبال سندانس في ولاية يوتاه، كبرت هذه المؤسسة حتى أصبحت منظمة عالمية تهتم بدعم صناعة الأفلام، التي يقدمها الفنانون المستقلون، الذين لا تدعمهم استوديوهات هوليوود الضخمة. «الذين يروون الحكايات يوسعون مداركنا، يجذبوننا، يحفزونا، يلهموننا، وفي النهاية يجعلوننا نتواصل»، هذا ما يقوله المؤسس روبرت ردفورد، وهذا ما ألهمه كي يبني هذه المؤسسة. تعرفت على قناة سندانس مصادفة وأنا أقلب القنوات، شدتني الأفلام والبرامج التي تقدمها. أفلام روائية ووثائقية، مسلسلات وبرامج، كلها مختلفة عن السائد. لا تحمل البهرجة والسطحية التي تطغى على باقي القنوات، وهي لذلك قد لا تكون جاذبة لكثيرين، لكنك حين تتمعن فيها، تخطفك من بقية القنوات. لديهم الآن 180 موظفا يعملون في بارك سيتي، لوس أنجلس ومدينة نيويورك. المؤسسة تقدم منحا بما يعادل ثلاثة ملايين دولار سنويا، وخدمات إرشادية لأكثر من 900 فنان سنويا. في يناير من كل عام، يقام مهرجان سندانس الشهير، الذي يقدم أعمالا رائدة ومواهب واعدة من الولاياتالمتحدة ومن كل أرجاء العالم. الرؤية التي تقوم عليها سندانس، والتي تجعلها تقدم هذا الدعم الخارق للفنانين هي إيمانها بأن القصة التي يرويها إنسان صادق، حقيقي، يمكنها أن توقظ العقول، تحرك الأفكار، تبهج وتسلي، تخلق إبداعات جديدة، تنشئ تعاطفا وفهما للآخر، بل ربما تقود إلى تغيير المجتمع. تقدم سندانس الدعم لصناع الأفلام، المخرجين، مؤلفي الموسيقى التصويرية، كتاب السيناريو، كتاب المسرح وفناني المسرح. أعتقد أن هذه المؤسسة تهم السينمائيين لدينا، خصوصا الشباب الذين لا يجدون التمويل أو الدعم لإنتاج الأفلام التي يحلمون بها. وربما أيضا تكون ملهمة لأحد الفنانين العرب الكبار كي يصنع شيئا مشابها، روبرت ردفورد، الفنان الكبير، شعر بالحاجة للقيام بذلك في أمريكا، حيث أضخم صناعة سينما في العالم. ليساعد الفنانين الذين لم يصلوا بعد، الذين يملكون ما يودون تقديمه، لكن يحدهم عدم قدرتهم على الوصول إلى المؤسسات الإعلامية الضخمة. الحاجة إذن إلى سندانس عربية وربما سعودية أكبر ألف مرة، على قدر الفرق بين ما وصلوا إليه وما نحن فيه. تبحث سندانس عن الفنان الذي يشعر بأهمية مشروعه، لديه شغف عارم للقصة التي يريد روايتها للناس، ولديه أيضا هذا الشعور القوي بأنها قصة يجب أن يقدمها لهم الآن. الفنان الذي يملك وجهة نظر ورؤية واضحة. سندانس تعتبر واحدة من أهم روافد السينما الأميركية اليوم، أربعة من الأفلام التي رشحت لنيل إحدى جوائز الأوسكار هذا العام كانت قد قدمت في مهرجان سندانس العام الماضي. أن تساعد مبدعا حقيقيا للوصول، يعني أن تنعش الإبداع في عقول وقلوب الفنانين الكبار، الذين أصبح الفن بالنسبة لهم لعبة مؤسساتية بعيدة عن الهم الحقيقي. Your browser does not support the video tag.