بانضباط سعوديّ معهود قل نظيره في المنطقة، ووفقاً للتقاليد الملكية المستقرة والثابتة منذ ثمانية عقود، انتقلت ولاية العهد في المملكة العربية السعودية قبل عام إلى جيل التطوير والتحديث، الذي تسلّم دفة قيادتها سمو الأمير محمد بن سلمان، فنجح خلال عامه الأول في إعطاء أبعاد جديدة للمملكة، فدفع طموحات الشاب السعودي، الذي تسلحه رؤية ولي العهد بكل ما يحتاجه من علوم وأدوات للمضي بأحلامه، كما رسم سمو الأمير صورة جديدة للمملكة في ذهن الأجنبي، الذي لم يسمع عنها إلاّ من الأحكام الجاهزة والمسبقة. وأثبت عهد التغيير الجديد في المملكة بقيادة ولي العهد في سنته الأولى، أنه جاء في الزمان والمكان المناسبين، وعلى يد الشخص الأقدر على استغلال كل مكامن القوة في المملكة، التي تقف بثبات لتكون بذلك أقدم الدول العربية التي حافظت على استقرارها وتماسكها والتواصل والانسجام الحقيقي بين الحكومة والشعب، بخلاف ما شهدته المنطقة في السنوات الأخيرة، فبينما اختارت دول في المنطقة مسلك الإرهاب والتحايل والمكيدة للبقاء، اختارت المملكة ما اختارته أعظم الأمم لتنهض، وتكون في المقدمة، وهو الاحتكام للعلم والتطوير والاعتدال ومكافحة التطرف والمذهبية والإرهاب، مع التمسك بمنظومة القيم الدينية والأخلاقية التي تعتبر حصن المجتمع السعودي. في واشنطن، ينظر إلى سمو الأمير محمد بن سلمان بأمل كبير، ليس فقط للمملكة، بل للمنطقة برمتها، ولا يخفي صناع القرار الأميركيون إعجابهم الشخصي بالأمير الشاب، الذي بسّط المفاهيم، فسمى الأشياء بمسمياتها، ومد الجسور الثقافية والحضارية مع العالم، كاسراً البروتوكولات؛ لأنه أدرك أن التواصل السعودي الثقافي والحضاري مع العالم بات أمراً ضرورياً لدور المملكة العالمي المهم، فوصفت العلاقات الأميركية - السعودية في عهد الأمير محمد بن سلمان بأنها في أوج تألقها، خاصة بعد جولة سمو الأمير الأميركية. وفي ندوة صحافية أقامتها «الرياض» في واشنطن بمناسبة ذكرى مبايعة ولي العهد، شارك عدد من المحللين والمؤثرين في السياسة الأميركية في نظرة تحليلية لإنجازات العام الأول وأهم التطلعات للمستقبل. صاحب رؤية في البداية قال نورمان راوول: الرؤية الجديدة للمملكة العربية السعودية بقيادة ولي العهد شجعت الكثير من المؤثرين في السياسة الأميركية إلى دعم المملكة وولي العهد، حيث شهدت النظرة السعودية - الأميركية حول إيران تقارباً غير مسبوق بعد جولات ولي العهد وجهوده الدبلوماسية في الولاياتالمتحدة الأميركية، مضيفاً أنه تشترك الرياض اليوم مع واشنطن برؤيتها لحزب الله وميليشيات إيران على أنها أحزاب توسعية تخريبية، تسعى للتمدد في اليمن، والعبث بأمن البحرين، حيث تُوجّ هذا التوافق الأميركي مع الحلفاء بالمنطقة بحملة أميركية ضد إيران، وهذا يعني دماراً كبيراً للأسلحة والعتاد والبنية العسكرية التحتية وهذا كله يحتاج إلى موارد مالية كبيرة لتغطيتها لا يملكها بشار لأنه ينتظر من يعطيه تمويلاً لبلاده المنهارة، وكلما قلت الأموال التي تصل بشار من إيران كلما ابتعدت هذه الأطراف عن بعضها وتفككت هذه المنظومة، مبيناً أن تأثير ولي العهد لم يكن مقتصراً على واشنطن، ففي «سيليكون فالي» والمعروف بمزاجه المختلف، رأينا رغبة شديدة بالتقارب مع المملكة والإسهام في رؤية ولي العهد، وهذه الشركات التكنولوجية الضخمة لا تسعى للشراكة مع المملكة لأجل مصالح مادية بل لأجل توسيع نطاق عملها واكتسابها تبادلاً ثقافياً حقيقياً مع بلد مهم ومؤثر كالمملكة، مشيراً إلى أن كل هذا المناخ الإيجابي المفعم بالشباب والطموح لم يكن ليحدث بدون رؤية الأمير محمد بن سلمان فهو رجل صاحب رؤية وعنده حلم لشعبه، يسعى لتحقيقه، مُختتماً: «حتى الآن كل شيء يسير بسلاسة نحو الهدف». استقرار اقتصادي وأوضح جيمس كارافانو أن تزامن صعود ولي العهد في المملكة العربية السعودية مع وجود إدارة أميركية ترغب بإحداث تأثير إيجابي في الشرق الأوسط، وولي العهد نجح في الوصول إلى الإدارة وتقريب وجهات النظر، فبتنا نرى المواقف الأميركية أكثر صلابة في دعم الحلفاء في المنطقة، خاصةً فيما يتعلق بالمواقف الأميركية الحازمة من إيران، مضيفاً أن أميركا والحلفاء وضعوا إيران في مأزق تاريخي، فقياداتهم على خلافات كبيرة فيما بينها، اقتصادهم منهار، وتوسعوا بشكل لا يقدروا على تغطية مصاريفه وفي الماضي، رأينا الأنظمة الايرانية تنهار حين تتعرض لمثل هذا الضغط، مبيناً أننا نرى في المملكة اليوم استقراراً اقتصادياً ليس فقط في القطاع النفطي بل في قطاعات أخرى كالمصارف، نرى قطاع النقل يتطور والبنية التحتية تزداد جودة، وهذا الاستقرار والازدهار في المملكة هو أحد الأهداف الاستراتيجية للولايات المتحدة في المنطقة، وذلك لمكانتها المهمة وقدسيتها بالنسبة للمسلمين وكذلك موقعها المهم في الخليج والعالمين العربي والإسلامي، ذاكراً أن رؤية 2030 تملك كل المواد الأولية الكفيلة بإنجاحها، وأهم ما تحتاجه الرؤية هو الثروة البشرية السعودية الهائلة وخاصة الشباب الذين دفعتهم هذه الرؤية إلى المقدمة وسيكونوا أحد أهم أدوات نجاحها. أكثر حزماً وأكد دافيد اوتاوي على أن المرأة السعودية هي المستفيد الرئيسي من الإصلاحات التي يقوم بها ولي العهد، حيث جعلت الرؤية المرأة من أهم عوامل التغيير داخل المجتمع السعودي وبتحرير المرأة وتمكينها من أن تكون متعلمة ومنتجة ومستقلة، تقود سيارتها وتتحرك بمفردها يتم تحرير المرأة تدريجياً من نظام وصاية الذكور عليها -حسب قوله- وهي خطة عبقرية تتجنب التغيير المفاجئ بينما تدفع المملكة للأمام في الوقت نفسه، مضيفاً أن الشباب والنساء هم العامل الرئيسي للتغيير وإشراكهم في كل تفاصيل الرؤية التي تعبر عنهم وعن أهم احتياجاتهم يعني لنا في واشنطن أن صنع القرار في المملكة غير مقتصر على جدران القصور الملكية بل للشباب دور كبير ومهم فيه في هذا العهد الجديد، مبيناً أن الاقتصاد السعودي لديه من القدرات الضخمة ما يفوق كل قدرات اقتصادات دول الخليج الأخرى حتى تلك الأكثر جذباً للاستثمارات، حيث تملك المملكة موارد بشرية ونفطية هائلة لا تملكها أي دولة منافسة في الخليج، لافتاً إلى أن للمملكة فرصة كبرى في توسيع السياحة لتشمل مجالات جديدة غير السياحة الدينية، كما يمكن الاستفادة من الأعداد الهائلة من الحجاج التي تدخل المملكة سنوياً لتطوير القطاع السياحي. وأضاف: المملكة من خلال رؤية ولي العهد ستتمكن من المجاراة، بل والتفوق على مدن خليجية شكلت تجارب ناجحة في المنطقة، كما سيشكل التغيير في السعودية عامل استقرار للمملكة ودول الخليج عموماً، مُختتماً: «وجود ولي عهد قوي وشاب في المملكة، سيشكل حتماً عامل قلق لإيران، إذ إنه نجح في الجولة الأولى من الحرب مع إيران، ليهزمها سمو الأمير محمد بن سلمان ببراعة في المعركة الدبلوماسية، ونستطيع أن نقول إن المملكة أسهمت من خلال رؤية سموه بما لا يدع مجالاً للشك بإقناع العالم بضرورة اتخاذ مواقف أكثر حزماً وجدية من إيران». مكافحة الفساد وقال مات برودسكي: إن أهم الأشياء التي حدثت خلال السنة الأولى على مبايعة سمو الأمير محمد بن سلمان ولياً للعهد كانت إطلاق حملة مكافحة الفساد، إذ يؤكد برودسكي على أنه هذه الخطوة ستخلق المزيد من الشفافية في المستقبل الاقتصادي للسعودية، كما تُنبئ هذه الخطوة برغبة حقيقية من ولي العهد على إصلاح النواقص والخلل في كل قطاع من قطاعات الدولة في المستقبل، متوقعاً أن يؤثر منح حقوق إضافية للمرأة في السعودية وتمكينها في عهد ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بتمكين نصف المجتمع ومنحها الثقة، وهو ما يعني التقدم على كافة الأصعدة، مبيناً أن الخطوات الشجاعة من سمو ولي العهد زادت الثقة العالمية بالمملكة بشكل كبير، كما جعلت خطوات الانفتاح الاقتصادي والاجتماعي والديني من المملكة المؤهل الحصري والوحيد لقيادة ممالك ودول الشرق الأوسط والعالم الإسلامي، فالمملكة في ظل رؤية ولي العهد، تأخذ دورها القيادي الاسلامي أكثر من أي وقت مضى، حيث تحمل على عاتقها مهمة التقريب بين الشعوب والأديان المختلفة، مشيراً إلى أن سمو ولي العهد يقرأ التاريخ ببراعة ويطبّق التجارب الأكثر نجاحاً مع تغييرها لتلائم المجتمع السعودي، والتي أثبتت حتى الآن أنها أفضل ما يحدث للمجتمع والمواطن السعودي. بيئة مثالية ورأى مات برودسكي أن السلوك السعودي الذي لفت أنظار العالم مؤخراً يرسل رسائل إيجابية وتطمينية لكل العالم وأولاً للمسلمين الشيعة، حيث تتصدى المملكة لكل أنواع التطرف والغلو وتقول للمسلمين: «نحن سندكم» في مواجهة التطرف مهما كان مصدره سنياً أم شيعياً، كما يرسل التغيير رسالة إيجابية للغرب أوضحت بما لا لبس فيه بأن التطرف الديني والمذهبية والفوضى باسم الطوائف تأتي من إيران التي توجد شروخاً في العالم الإسلامي وبين طوائف المسلمين لغايات سياسية، وهذا ما فعلته في سورية وغيرها، مضيفاً أن ولي العهد يركز على منح الشباب السعودي والأجيال السعودية القادمة البيئة الاقتصادية المثالية التي تنمو بشكل متسارع على المدى الطويل دون الاعتماد على النفط، ومن أهم مواطن القوة في رؤية 2030 هو التوجه السعودي الكبير باتجاه أحدث الابتكارات التكنولوجية، والاستثمار في الدفاع على الأرض، مبيناً أن ولي العهد يهدي الشباب السعودي أفضل ما قد تعطيه دولة لشبابها وهو العمل على مبدأ لا تعطني سمكة بل علمني كيف اصطادها، لافتاً إلى أن أهم نقاط القوة في أهداف ولي العهد هي المضي قدماً بالتغيير ولكن بالسرعة المناسبة، كاشفاً أن ولي العهد وأثناء جولته الأميركية كان حريصاً على تجاهل التجارب التي لا تتناسب مع مجتمع المملكة والتركيز على تلك التي يحتاجها المجتمع والاقتصاد السعودي. اهتمام بالجوهر وضرب مات برودسكي مثالين يتجنبها ولي العهد السعودي من خلال دراسة خطوات التغيير على أسس علمية واجتماعية صحيحة، فبعد ضعف الدولة العثمانية، وتفوق الغرب عليها كثيراً، سعى العثمانيون إلى نقل الزخرفة الأوروبية دون استيراد الأفكار المفيدة، ظناً منهم أن نقل الشكليات سيعني نقل التطور، وهذا أمر تنبذه الرؤية السعودية الجديدة التي تهتم بالجوهر، وفي مطلع القرن التاسع عشر، نظر الفرس إلى التطور الأوروبي فوجدوا أن الأوروبيين يمتلكون دساتير للحكم ونظم قوانين الدولة والمجتمع، فقاموا بثورة سموها «الثورة الدستورية» كان مصيرها الفشل؛ لأن الفرس اعتقدوا أنهم باستنساخ تجارب الغرب دون مراعاة الاختلاف الثقافي سيكون مفتاح التقدم لبلادهم، ورأينا ولي العهد يعارض هذا النقل الأعمى بتمسكه بأصول وتقاليد الحكم في المملكة دون تغيير أو مساس للجوهر، مع استغلال مكامن القوة المرتبطة بالإرث السعودي والعمل عليها. تفكير متعقّل وأكد مات برودسكي على أن المملكة ومن خلال موقعها القيادي في الإسلام وأثرها في الهوية العربية ستؤثر على كل جزء في العالم العربي من خلال الإصلاحات التي تقوم بها، لاسيما تلك الدينية والاجتماعية، فعنوان المرحلة السعودية يتمحور حول حسم أي صراع في المنطقة عبر الاعتدال والتفكير المتعقّل البعيد عن التطرف والمكيدة والطائفية، ذاكراً أن التنافس على مكانة القيادة للعالم الاسلامي لم يعد سهلاً بعد أن أخذت المملكة كل هذه المبادرات الإيجابية للتأثير والتغيير، مبيناً أن كل المحاولات في الماضي من بعض القوى لتقود العالم العربي مثل ما كان يحلم زعماء بعض الدول انتهت نهايات مأساوية؛ لأن العالم يعلم واليوم أكثر من أي وقت أن المملكة هي الأخ الخليجي والمسلم والعربي الأكبر سياسياً واقتصادياً واليوم يمتد التفوق ليشمل الجانب الثقافي، مضيفاً أن عصر ولي العهد استكمال لعهود مستقرة ومزدهرة، فهو لا يرى في القيادة الشابة المتمثلة بسمو ولي العهد تحدياً أو إلغاء للجيل السابق الذي أمن عقوداً من الاستقرار والازدهار للمملكة، بل استكمال لترسيخ الاستقرار والأمن والأمان، لكن لا يخفى على أحد أن العالم وعلى رأسه الإدارة الأميركية الحالية منسجمة بشكل غير مسبوق وتستمع بكل اهتمام إلى سمو ولي العهد حين يتعلق الأمر بسياستها الخارجية ويترجم هذا عبر قرارات أميركية توصف على أنها إيجابية بالمطلق، وتماشي المزاج السعودي في المنطقة. مركز أول وتحدث نيكولاس هيراس قائلاً: تخطيط ولي العهد للمملكة يعتمد على استغلال الطاقات الكامنة الهائلة التي تمتلكها البلاد ابتداءً من تمكين الشباب والمرأة وتفعيل دورهم في المجتمع، فهذا سيزيد الإنتاجية ويحسن نوعيتها، مضيفاً أن صاحب السمو محمد بن سلمان يملك استراتيجية جريئة وبلد معطاء ولديه إمكانات وهذا يؤهل المملكة لتكون المركز الاقتصادي الأول والأهم في العالم الإسلامي الواسع وليس فقط في منطقة الشرق الأوسط، مبيناً أن المملكة العربية السعودية هي الدولة المحورية في منطقة الشرق الأوسط؛ لأنها هي المنتج العالمي للنفط، وبسبب أهمية الموقعين المقدسين، مكة والمدينة، نستطيع أن نقول إنه لا يوجد بلد آخر في المنطقة يتمتع بالسلطة الاقتصادية والقوة الثقافية التي تتمتع بها المملكة العربية السعودية، والتغير فيها مهم؛ لأنه ينبئ بحقبة جديدة في تاريخ الشرق الأوسط. وعن إدارة ولي العهد لفصول الحرب في اليمن، أوضح أن العالم كله يعرف أن المملكة لم تذهب يوماً الى حروب عبثية، وحرب اليمن هي قضية أمن قومي أساسية بالنسبة للمملكة حيث يهدد الحوثيون الاستقرار في المنطقة ككل، ولذلك فإن الولاياتالمتحدة ستبقى داعمة للمملكة حتى تجد طريق النصر في حرب اليمن. المملكة أسهمت بإقناع العالم بضرورة اتخاذ مواقف أكثر حزماً من دولة إيران قطر واليمن وأكد د. تيد كاراسيك على أنه لسنوات دعمت قطر التطرف واستمرت بسلوكها المقلق للمنطقة، مضيفاً أن الموقف الجرئ من ولي العهد لم يقطع الطريق على قطر فقط بل على المتماهين مع مواقفها المحرضة، فبعد الإعلان عن المقاطعة لم تعد تنفع المواقف المتلونة في المنطقة، مبيناً أنه ترجم حزم ولي العهد مع التطرف ومن يقف وراءه من خلال عاصفة الحزم في اليمن والتي نالت القاعدة منها من السحق والتدمير ما ناله الحوثي بالضبط، وهكذا أثبتت المملكة مبدئية مواقفها ورغبتها الجدية بمنطقة خالية من الاضطرابات أي كان نوعها. ولي العهد ركز على منح الشباب البيئة الاقتصادية المثالية دون الاعتماد على النفط الأمير محمد بن سلمان خلال جولته اختار التجارب المناسبة لمجتمع المملكة «عاصفة الحزم» أنجزت الكثير ومنعت من إقامة دولة داخل دولة في اليمن مشروع متكامل وقال د. برنارد هيكل: إن رؤية 2030 هي مشروع متكامل يهدف للتغيير ولو تحقق (30%) منها فقط فإن المملكة ستكون في مكان أفضل بكثير، وحتى الآن نرى تغييراً كبيراً وتمسكاً بكل استراتيجيات الرؤية، مضيفاً أن قطاع السياحة في ظل استراتيجية سمو ولي العهد لديه الكثير من الحظوظ، كما يرى أن صناعات أتقنتها المملكة في الماضي ستلقى تطوراً وتحسناً نوعياً كبيراً مستقبلاً مثل صناعة البتروكيماويات، مُتوقعاً أن نرى المملكة في مقدمة الدول في تصنيع وتصدير ألياف الكربون، وهذه خطوة ستشكل ثورة صناعية فيها، لأهمية هذه الألياف التي تدخل في أهم الصناعات الثقيلة مثل صناعة السيارات والطائرات والبترول والغاز والطاقة المتجددة، ذاكراً أن قوة الرؤية في رغبة ولي العهد بجلب أكبر قدر من الأموال للداخل السعودي، وتشجيع السعوديين على تدوير أموالهم داخل البلاد، مشيراً الى أهمية التغير الاجتماعي وإعطاء المرأة المزيد من الحقوق، الأمر الذي قرب بين المملكة وأميركا والعالم الغربي على الصعيد الانساني والثقافي، مُختتماً: «تبقى المهمة الأخيرة ملقاة على عاتق الشاب السعودي، الذي عليه أن يستغل الفرص ويركز على التخصص وبناء الذات ليحصل على فرصة من الفرص الكثيرة المنتشرة في المملكة». حملة عالمية وأوضح جاريلد فيرنستاين أن سمو الأمير محمد بن سلمان يتفهم ظروف الحرب في اليمن وأبعادها طويلة المدى، ويحاول أن يجعل من المملكة مكاناً آمناً وقوياً، بغض النظر عن الحرب في الجارة اليمن، وسموه ملتزم برؤيته التي تصبح حقيقة راسخة كل يوم، مضيفاً أن ولي العهد بالإضافة إلى رغبته بتحسين الوضع الاقتصادي وزيادة فرص العمل في المملكة، فإنه يقود حملة عالمية لإعادة تعريف العالم على الإسلام الحقيقي ونرى العالم يتقبل سموه ويفهمه ويتحمس لرؤيته، مبيناً أنه من الجانب اليمني فإن عاصفة الحزم أنجزت الكثير ضد الحوثي، ومنعت إقامة دولة داخل دولة في اليمن، واقتربت من جلب الحوثي إلى طاولة المفاوضات بشروط قوات التحالف كما أنجزت الحملة السعودية والإماراتية تقدم مهماً ضد تنظيم القاعدة الذي يعاني كثيراً اليوم على أرض اليمن، مشيراً إلى أن قرارات أميركا ستضغط على إيران كثيراً، وسيؤثر هذا على وكلائها مهما حاولت إيران تجنب ذلك. ولي العهد يقود حملة تصحيح بمباركة المواطنين أوضح جريجوري جاوز أن ولي العهد يقود ما يشبه بحملة تصحيح شاملة لكل المفاهيم والقيم في المنطقة، وأقوى ما في هذه الحملة هو أن السعوديين مستعدون لها ومرحبون بها على كل الأصعدة، وما لا يفهمه الكثيرون هو أن ولي العهد يقوم بإصلاحات متناسبة مع الثقافة السعودية والتوجه العام السعودي دون القيام بأي خطوات تخرج المملكة من سياقها المحافظ، ونحن في الولاياتالمتحدة نعلم جيداً أن المملكة لن تكون دولة "ليبيرالية يوماً" ولا أحد يرغب بذلك وهذا سر نجاح ولي العهد. وعن أهمية توجه ولي العهد لتعزيز خبرات الشباب السعودي قال: السعوديون لن يكونوا أقلية في بلادهم، وهذه الرؤية ستعزز هذا الأمر عبر تدريب وتأهيل الشباب السعودي بنقل أرقى الخبرات العالمية ووضعها بين أيديهم، كما ينتظر المملكة مستقبل سياحي مهم، سواء السياحة الداخلية التي ستزدهر وتوفر عائدات هائلة، أو السياحة الدينية التي ستلقى آفاقاً أوسع، متوقعاً أن تطول في الأعوام المقبلة فترة بقاء الحجاج في المملكة لزيارة معالم أخرى في البلاد، وهذا بحد ذاته مصدر دخل جديد. وعن خطوات مكافحة الفساد أكد على أن المملكة ستستفيد على المدى الطويل، وهي بمثابة رسالة من ولي العهد مفادها أن قواعد اللعبة قد تغيرت بالنسبة للاستثمار في المملكة وكل شيء سيكون شفافاً وتحت الضوء. رؤية 2030.. الهدف وضع المملكة في المقدمة اقتصادياً وعلمياً أوضح د. تيد كاراسيك أن رؤية 2030 هي مشروع للحاق بالتطور ووضع المملكة في المقدمة اقتصادياً وعلمياً، وهذا تأسيس متين للأجيال السعودية المقبلة، وطبيعة التغيير في المملكة تعطي الأمل والفرصة للجميع ما عدا هؤلاء اللاهثين وراء التطرف والإرهاب، ولا أحد يرى ضيراً من إسكات هذه الأصوات المتطرفة وهذا يحدث في المملكة وغيرها من دول العالم. وقال: إن ما يحدث ليس تغييراً أو ثورة من الأعلى بل على العكس، فهو تغيير من الأسفل، يلامس أهم حاجات السعوديين التي انتظروها لسنوات، فولي العهد يريد للمواطنين التقدم باتجاه القرن الحادي والعشرين دون إضاعة الوقت في الخلاف على تفاصيل الماضي، ذاكراً نقاط قوة الرؤية 2030 وهي الالتفات إلى تقوية قدرات الشاب السعودي وتسليحه علمياً، فكل صفقة سعودية - غربية تشترط تدريب وتأهيل السعوديين، والتاريخ سيذكر أن ولي العهد محمد بن سلمان هو أول من أخذ زمام المبادرة بالعمل على مشروع تأهيل المواطن السعودي بأقوى المؤهلات وجعله مشروع موظف جاذب للشركات داخل المملكة وخارجها. وأضاف: ما يفعله ولي العهد هو محاولة إدخال النفع إلى الداخل السعودي وتركيزه بيد السعوديين، فعلى سبيل المثال، شركات الأفلام الضخمة في هوليوود والتي تذهب إلى المغرب أو إسرائيل حين تحتاج صحارى لتصور فيها، اليوم ومن ضمن اتفاقات ولي العهد في أميركا، الكثير من الشركات السينمائية الضخمة ستصبح المملكة وجهتها للتصوير عند الحاجة إلى طبيعة شرق أوسطية. وأشار إلى أن ولي العهد لا ينوع فقط مصادر الدخل في المملكة بل نجح أيضاً في تنويع الجهات التي تتعامل معها المملكة اقتصادياً، فلم تعد محصورة على الشراكة مع الولاياتالمتحدة، فاليوم ينظر ولي العهد شرقاً نحو اليابان، الصين، كوريا الجنوبية، ونرى شهية شرق آسيوية كبيرة على الاستثمار في المملكة في الطاقة والبنية التحتية وهذا أمر خاص برؤية ولي العهد، كما توجه رؤية سمو الأمير عائدات النفط باتجاهات مختلفة فيركزها في القطاعات التي تحتاج عملاً كبيراً في المملكة مثل قطاع التعليم والإسكان. الرياضوواشنطن تشتركان في الرؤية لبعض الأطراف التي تهدد أمن المنطقة ولي العهد أثناء زيارته لإحدى الجامعات الأميركية زيارة ولي العهد ل«فيرجن قالاكتيك» وميناء موهافي للطيران والفضاء .. وهنا يطّلع على عرض شركة ماجيك ليب ومنتجاتها الأمير محمد بن سلمان رجل التطوير والتحديث في المملكة المشاركون في الندوة نورمان راوول مسؤول سابق في سي اي اي جيمس كارافانو نائب رئيس مؤسسة «هيريتاج» القريبة من الرئيس دونالد ترمب دافيد اوتاوي كبير باحثي معهد «وودرو ويلسون» الأمريكي مات برودسكي أقدم الباحثين في مجموعة الدراسات الأمنية بواشنطن نيكولاس هيراس «خبير شؤون الشرق الأوسط في مركز «الأمن الأمريكي الجديد» جريجوري جاوز أستاذ العلاقات الدولية في معهد جورج بوش د. تيد كاراسيك مستشار العلاقات الخارجية - مختص بشؤون الخليج د. برنارد هيكل أستاذ دراسات الشرق الأدنى ومدير المعهد عبر الإقليمي للدراسات المعاصرة جاريلد فيرنستاين السفير الأميركي الأسبق في اليمن Your browser does not support the video tag.