انتقل إلى رحمة الله تعالى شيخ مؤرخي الأحساء وعضو المجلس الأدبي فيها العم الحاج جواد حسين الرمضان (أبو حسن)، تاركاً ثلمةً كبيرةً بين رجالات العلم والتاريخ والأدب في وطننا الغالي، فقد أفنى فقيد الأحساء رحمه الله برحمته الواسعة، عمره الذي تجاوز الثمانين عاماً في البحث والقراءة وجمع المخطوطات النادرة وتأليف الكتب القيّمة التي تعني بعلم الأنساب والتراجم وتاريخ الأحساء العريق الضارب في القدم منذ آلاف السنين، وعلمائها وأدبائها الماضين، فقد كان رحمه الله منذ نعومة أظفاره محباً لقراءة الكتب والتزوّد بالعلم والمعرفة بجميع الطرق الممكنة، لا يوفر جهداً ولا وقتاً ولا مالاً في النهل من بحور الثقافة والعلوم، كان لديه شغف كبير لايكلّ ولايملّ من السعي الى الكمال والبحث عن المعلومة أينما كانت، سواءً عن طريق البحث والقراءة في بطون الكتب والمجلدات و الدوريات، أو عن طريق الاجتماع بعددٍ من المؤرخين والمثقفين والأدباء وشيوخ العوائل في الأحساء وفي دول الخليج، أو عن طريق البحث عن المخطوطات الأثرية والوثائق التاريخية النادرة بداخل مغارات وكهوف جبل القارة بالأحساء، أو عن طريق شد الرحال والسفر لعدة دول وزيارة متاحفها ومكتباتها، ثم يقوم بعد ذلك بعصر بنات أفكاره وتحليل المعلومات وجمعها وإتحافنا بها في كتبه التي أثرت العقول ونهل منها الباحثون والمؤرخون ومحبّو الثقافة من الجيل الجديد على مدى عدة عقود مضت، وذلك في مجلسه العامر المعطر بعبق التاريخ الجميل،وقد تم تكريم العم (أبا حسن) عام 2017 من قبل إدارة النادي الأدبي في الأحساء على إنجازاته وعطائه الذي امتد لأكثر من 50 سنة مضت، وقد كان أهلاً لذلك وحتى في نهاية أيامه ومع اشتداد مرضه خلال زيارتي له قبل اسبوعين من تاريخ كتابة المقالة، كان لا زال يسقيني من معين ثقافته ومعلوماته التاريخية الجميلة، رحم الله (تاريخ الأحساء) برحمته الواسعة. Your browser does not support the video tag.