كشف الفيلم الوثائقي «شيخ المؤرخين في الأحساء جواد الرمضان.. مسيرة عطاء»، الذي عرض أخيرا بنادي الأحساء الأدبي، عن عثور المؤرخ الشيخ جواد الرمضان «81 عاما.. العضو سابقاً في مجلس إدارة النادي الأدبي في المنطقة الشرقية في دورته الأولى»، على مجموعة من المخطوطات القديمة أثناء بحثه في مغارات جبل القارة بالأحساء. جاء في الفيلم أن الرمضان ازدادت ملازمته لعلماء وأدباء المنطقة منذ وقت مبكر، واستفاد من مجالستهم وحواراته معهم، ومما حوته مكتباتهم الخاصة من كتب ومخطوطات، أضافت لشغفه المعرفي، وأقبل على البحث عن المخطوطات والكتب والوثائق لإثراء مكتبته التي أصبحت تغطي التراث الأدبي والعلمي والتاريخي للأحساء والمنطقة، فزار إسطنبول وقضى فيها من الوقت ما ساعده على البحث في الأرشيف العثماني عن تراث شرق جزيرة العرب. تاريخ عائلات الشرقية اشتملت مشاهد الفيلم على تأكيد ثراء مكتبته واختلاطه برجالات الأدب والتاريخ ووصوله للكثير من المصادر والمخطوطات، ليبدأ مسيرة تأليفه للكتب التي تؤرخ للمنطقة سياسياً وعلمياً وأدبياً، بالإضافة إلى التعريف برجالات المنطقة من أدباء وشعراء وغيرهم ممن لم يؤرخ لهم أحد قبله، ووضعهم في المكانة التي يستحقونها في مجالاتهم، إذ إنه جمع النتاج الأدبي، الذي بقي لسنوات عديدة مبعثرا. وتولى المؤرخ الرمضان تحقيق 3 دواوين شعرية تاريخية منذ عام 1265 هجري، ونحو 9 مؤلفات في التراجم والأعلام والأدب والتاريخ والأنساب والأحساء. وأظهر أحد مشاهد الفيلم اهتمام المؤرخ الرمضان بدراسة تاريخ العائلات في شرق المملكة العربية السعودية ودول الخليج، وعشق تتبع الأنساب من منابتها وتجميع تاريخها، الأمر الذي جعله مقصدا لكثير من عائلات المنطقة التي تبحث عن جذورها وتسعى لمعرفة تاريخها، وفتح مجلسه كل يوم جمعة لزواره من الأدباء والشعراء والمؤرخين والمهتمين بتحقيق التراث والأنساب. وكان رئيس نادي الاحساءالدكتور ظافر الشهري استهل حفل تكريم الرمضان الذي شهد عرض الفيلم، بكلمة أكد فيها: المحتفى به هو رمز من رموز الأدب والتاريخ والفكر والوطنية، وأن شعور الجميع في هذه الاحتفالية يؤكد على أن الأحساء بلد التعايش واللحمة الوطنية والصدق تحت راية هذه الدولة.