يعاني سكان محافظة الحديدة التي تعتبر ثاني أكبر المحافظات اليمنية من حيث السكان، من سياسة التدمير والتوحش الحوثية وجرائم القمع والقتل والاضطهاد والتجنيد القسري وكل أشكال وأساليب العقاب الجماعي على أيدي ميليشيا الحوثي الإيرانية منذ أربعة أعوام، وزادت مؤخراً من انتهاكاتها وجرائمها بشكل جنوني مع اقتراب هزيمة الميليشيا الإيرانية انتقاماً من أبناء الحديدة الذين أبدوا ترحيباً كبيرًا بالتقدم الذي تحرزه القوات اليمنية المسنودة من التحالف العربي بقيادة المملكة، ويقطن محافظة الحديدة أكثر من ثلاثة ملايين نسمة، وجميعهم تعتبرهم ميليشيا الحوثي عملاء وخونة، وبعد فشلها خلال أربع سنوات من السيطرة على الحديدة في تغيير قناعات وأفكار ومعتقدات السكان، توعدت علانية بتدمير المدينة على رؤوسهم ودفنهم تحت أنقاضها وتحويلها إلى مقبرة جماعية في حال لم تستمر سيطرتها على الحديدة بالقوة وإخضاع السكان تحت سلطتها، ما يثبت الطبيعة الوحشية والنزعة التدميرية والنهج الإرهابي فضلاً عن سياسة الإبادة الحوثية الإيرانية. وكشف الوزير الحوثي في ما تسمى (حكومة الانقلاب) حسن زيد عن قرار أُتخذ بالإجماع داخل جماعته الحوثية بتدمير مدينة الحديدة وتحويلها إلى «مدينة غير قابلة للعيش متوعدًا ساكنيها بالموت، ومؤكدًا على أن القرار نهائي ولا رجعة فيه. ويُعد حسن زيد أحد أبرز الأسماء في قائمة المطلوبين للتحالف العربي بالإضافة إلى أنه وفقاً لمصادر أمنية يمنية مطلعة يمثل أحد أهم الفاعلين القياديين داخل «الكُتلة القيادية السُلالية» الذي يتزعمها عبدالملك الحوثي، والمرتبطة مباشرة بالحرس الثوري الإيراني وأجهزة المخابرات الإيرانية وحزب الله الإرهابي، ما يؤكد وفقاً لمراقبين ومحللين يمنيين إن قرار تدمير الحديدة وإبادة ساكنيها وتحويلها إلى مدينة غير صالحة للعيش، قراراً إيرانياً بامتياز ويعكس هستيريا وتخبط القيادة الإيرانية إزاء خسارتها للساحل الغربي وقرب نهايتها الوشيكة على ميناء الحديدة، وهو ما يشكل ضربة مميتة للتهديد الإيراني للملاحة الدولية في منطقة البحر الأحمر ومضيق باب المندب، وضربة موجعة لتهريب الأسلحة والصواريخ البالستية للميليشيا الإيرانية في اليمن. ولم يكن قرار تدمير الحديدة وجعلها غير صالحة للعيش مجرد تهديد كلامي على لسان قيادات الحوثي، وإنما تهديد رافقه سلوك إبادي وتدميري وتصرفات إرهابية تمارسها على الأرض في الحديدة مستخدمة التكتيكات والتقنيات والطرق الإجرامية التي استخدمها تنظيم داعش الإرهابي في الموصل، حيث أكدت مصادر محلية يمنية إن الميليشيا الحوثية كثفت من حفر الخنادق في الشوراع الرئيسية والفرعية بمدينة الحديدة وفخخوها بالألغام والعبوات المعدة للتفجير ونشرت القناصة في أسطح المباني والمآذن واعتلت منازل السكان بالقوة. وفي وجه الهزيمة الوشيكة التي تنتظرها في الحديدة، لجأت ميليشيا الحوثي إلى خنق مئات الآلاف من المدنيين وتعطيل شبكات الصرف الصحي في المدينة وحبس من تبقى من ساكنيها رهائن وحرمانهم من الماء والكهرباء والتزود بالمواد الأساسية واتخذت من بعض المساكن الآهلة مراكز لتخزين السلاح، كما تستخدم الأهالي دروعاً بشرية وتستهدف النازحين الفارين من جحيم سياسة التدمير والموت الحوثية، كما أشارت المصادر إلى أن الميليشيا استباحت مدينة الحديدة. وقال مسؤول يمني إن ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران لا تختلف في نزعتها التدميرية والوحشية عن نظيراتها الإرهابية من القاعدة وداعش وليس لديها أي اهتمام بحياة الناس وتريد إيقاع أكبر عدد ممكن من الضحايا المدنيين، لكنه أكد أن الجيش اليمني والتحالف العربي لن يسمحا لها بذلك. Your browser does not support the video tag.