أكد مهتمون في الشأن السياسي بأن تأييد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز للهدنة بين حكومة أفغانستان وحركة طالبان وقفة جديدة من المملكة لمصلحة الشعب الأفغاني، فهي الدولة التي وقفت مع الشعب الأفغاني خلال محنته في العقود الأربعة الماضية مواقف بطولية، وعلى أبناء الشعب الأفغاني استثمار هذا التأييد والدعوة من أجل المصالحة للاستقرار والأمن والأمان. وقال أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأردنية د.بدر الماضي ل"الرياض": إن موقف خادم الحرمين بتأييد عملية الهدنة بين الحكومة الأفغانية وحركة طالبان يعزز الأمن والاستقرار لأفغانستان وشعبها، ويمثل الرؤية الحقيقية والصادقة لموقف المملكة اتجاه القضايا العربية والإسلامية بشكل عام، وهنا تثبت المملكة مرة أخرى أن استقرار أفغانستان هو من أولويات السياسة الخارجية للمملكة، حيث تعد أفغانستان دولة إسلامية شقيقة مهمة، ودائماً تحتاج إلى دعم من الدول المحورية وعلى رأس هذه الدول هي المملكة. وأضاف د.الماضي أن تحركات المملكة بهذا الاتجاه تعبر عن قناعات راسخة لدى القيادة السعودية بأن استقرار الدول العربية والإسلامية هي دائماً تأتي في سلم الأولويات للسياسة الخارجية للمملكة، مشيراً إلى أن الموقف السعودي سيكون داعماً لترسيخ هذه الهدنة. وأردف أن هذه الهدنة التي شجعتها المملكة ستكون بوابة خير لإعادة الاستقرار والأمن لأفغانستان، موضحاً أن الحكومة الأفغانية تعتبر الموقف السعودي موقف أخوي نبيل ينطلق مما يمليه الضمير الإنساني للقيادة السعودية. واستطرد د. الماضي أن المملكة ستكون داعمة ومبارِكة للجهود التي تفضي لمزيد من الاستقرار والهدوء على الساحة الأفغانية، فمواقفها ليس مستغربة فهي الدولة الحريصة على حقن دماء المسلمين وازدهار أفغانستان بعد أن طالت المآسي شعب هذا البلد من التعرض للإرهاب والدمار، مؤكداً أن مواقفها دائماً وأبداً ثابتة وواضحة وشفافة مع الاستقرار في الدول العربية والإسلامية. بدوره، لفت نائب عميد كلية الإعلام بجامعة اليرموك الأردنية د. خلف الطاهات أن دعوة خادم الحرمين الشريفين لتجديد المصالحة تأتي انسجاماً مع التقاليد الراسخة والثوابت الدبلوماسية التي تسعى المملكة لترسيخ قيم الأمن والاستقرار في المنطقة ونهج الحوار والمصالحة في حل الصراعات. وأفاد د. الطاهات أن موقف المملكة يعكس حجم احترامها لخيارات الشعوب وحقها الإنساني في العيش الكريم، فهي الدولة التي عرفت بسياستها الواضحة التي تقف مع الجميع دون التدخل في شؤونهم الداخلية، والجميع يعرف بأن المملكة تقف على مسافة واحدة بين جميع المكونات السياسية الأفغانية، وهدفها دائماً هو ما يتفق عليه الشعب الأفغاني. وأكد أن المملكة وما تمثله من ثقل في القرار السياسي، سيما وأن مواقفها التاريخية تشهد على صدق مواقفها قولاً وفعلاً، وسبق أن قادت مبادرات تاريخية بين أطراف متنازعة انتهت بالصلح وتعزيز السلم والأمن في المجتمعات، بعيداً عن المزايدات أو الاستعراض الاعلامي، فلا غرابة أن نسمع من خادم الحرمين مثل هذه الدعوة للمصالحة، والتي من شأنها أن تدفع بهذه المصالحة إلى أن تأخذ مساراً جاداً وحقيقياً، ويفتح باب الأمل لطي حقبة طويلة من الصراع في أفغانستان، وهي وقفة جديدة من المملكة تسعى لمصلحة الشعب الأفغاني في الدرجة الأولى وتحرص على وحدتهم وتكاتفهم. ونوه د. الطاهات إلى أن الشعب الأفغاني يُقدر مواقف المملكة التي تمد يد الخير لجميع الشعوب، مشدداً على أنه يجب على أفغانستان الاستفادة واستثمار هذه الدعوة الداعمة للاستقرار والأمن والأمان. Your browser does not support the video tag.