أعلن صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية خلال مؤتمر أفغانستان في لندن أمس عن تعهد المملكة بتقديم 150 مليون دولار على مدى ثلاث سنوات عن طريق الصندوق السعودي للتنمية، بهدف تمويل المشاريع التنموية في أفغانستان، لتضاف إلى المائتي مليون دولار من المساعدات التي تعهدت بها حكومة المملكة في طوكيو. وأكد الفيصل التزام المملكة التام بالحفاظ على سياسات طويلة الأمد لتقديم العون والمساعدة إلى أفغانستان سياسيا وماديا، موضحا أن المملكة تأمل في صياغة سياسة جديدة نحو أفغانستان، لكي يتمتع شعبها قريبا بالأمن والاستقرار والازدهار. وأشار إلى أن تلك السياسة ينبغي أن تؤكد على المصالحة الوطنية باعتبارها مطلبا مسبقا ضروريا لتحقيق الأمن والاستقرار، مما سيمكن أفغانستان من أن تتطور اقتصاديا واجتماعيا. وهذا بدوره سيؤدي إلى تهيئة ظروف مناسبة لانسحاب سريع للقوات الأجنبية، وتحمل الشعب الأفغاني كامل المسؤولية عن شؤون بلدهم. وطالب وزير الخارجية الفيصل المجتمعين في المؤتمر بالاتفاق على أنه لا يوجد حل عسكري للمشكلات التي تواجه أفغانستان، رغم تأكيده على لزوم تحقيق الأمن في أفغانستان والحفاظ عليه، واستمرار الحرب على الإرهاب، لكنه رأى أن هذه الأهداف لا يمكن أن تتحقق عن طريق الاعتماد على الوسائل العسكرية حصريا، وضرورة تشديد السياسة الجديدة على المصالحة باعتبارها شرطا مسبقا لتحقيق الأمن والاستقرار لتتمكن أفغانستان من التطور اقتصاديا واجتماعيا. كما رأى سموه أن ما تحتاج إليه أفغانستان هو الالتزام الجماعي بالسعي إلى حل سياسي ودعمه داخل أفغانستان نفسها، مشيرا إلى أن ذلك يتطلب وجود عملية سياسية شاملة تحقق المصالحة الوطنية والوحدة الوطنية القائمة على المشاركة السلمية والفعالة لجميع شعب أفغانستان. وأكد سموه أن المملكة تعرب عن أملها بالنجاح والتوفيق لجهود فخامة الرئيس حامد كرزاي رئيس جمهورية أفغانستان الإسلامية لترسيخ سلام وبرنامج إعادة إدماج يقوده الأفغان، حتى يتسنى لشعب أفغانستان القيام بدور إيجابي وسلمي في بناء أفغانستان المزدهرة والموحدة والخالية من الإرهاب والصراع. وحول الشأن اليمني، أكد الفيصل دعم ومساندة المملكة للجمهورية اليمنية لتوطيد وحدته والحفاظ على استقراره وأمنه، وتحقيق التنمية والازدهار على أرضه، وتعزيز قدراته وطاقاته. وأضاف، نجتمع اليوم لنعلن بوضوح صداقتنا لليمن، والتزامنا بمساعدته، وتصميمنا على أن نكون شركاء مع اليمن. وأعرب في مداخلة له في مؤتمر دعم اليمن المنعقد في لندن عن شكره وتقديره لدولة رئيس الوزراء البريطاني جوردن براون على دعوته لحضور الاجتماع المهم الذي جاء في وقته، مرحبا بدولة رئيس الوزراء اليمني ونوابه ووزير خارجية اليمن. هذا والتقى صاحب السمو الملكى الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية فى لندن أمس وزيرة خارجية الولاياتالمتحدةالأمريكية السيدة هيلاري كلينتون وذلك على هامش حضورهما اجتماعات مؤتمر لندن. وتناول الاجتماع العلاقات الثنائية بين البلدين والأوضاع فى اليمن وأفغانستان والتطورات الراهنة في الشرق الأوسط. حضر الاجتماع صاحب السمو الملكى الأمير محمد بن نواف بن عبد العزيز سفير خادم الحرمين الشريفين لدى المملكة المتحدة وسفير خادم الحرمين الشريفين لدى الولاياتالمتحدةالأمريكية عادل الجبير ووكيل وزارة الخارجية للعلاقات الثنائية الدكتور خالد الجندان. وكان الرئيس الأفغانى حامد كرزاي أكد في مستهل كلمة ألقاها أمام مؤتمر لندن حول أفغانستان، الذي يحضره ممثلون عن 70 بلدا في العالم أمس، أهمية الدور البناء الذي يمكن للمملكة العربية السعودية أن تؤديه في عملية تحقيق المصالحة الأفغانية. وقال لدى افتتاحه مع رئيس الوزراء البريطاني أعمال اجتماعات مؤتمر لندن حول أفغانستان: «إننا نأمل أن يتلطف علينا خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، بأن يقوم بدور أساسي في توجيه ومساندة عملية المصالحة في أفغانستان». وأعرب كرزاي عن أمله فى تشكيل مجلس وطني للسلام والمصالحة في أفغانستان، وإعادة اندماج الآخرين إلى مسيرة المصالحة ليضم جميع القبائل الأفغانية. وأوضح الرئيس كرزاي أن بلاده قد تحتاج إلى الدعم الخارجي على مدى ال 15 عاما المقبلة، معربا عن شكره وتقديره للدعم الدولي الذي قدم لحكومة أفغانستان وأن الشعب الافغاني لن ينسى التضحيات التي قدمت من أجله. وفي البيان الختامي جدد المشاركون في المؤتمر الدولي حول أفغانستان تصميمهم على مكافحة الإرهاب وبخاصة تنظيم القاعدة، وأدانوا بأشد العبارات جميع الهجمات التي يشنها مقاتلو طالبان وحلفاؤهم من الجماعات المتطرفة. وقال البيان الختامي للمؤتمر: إن الهجمات بالعبوات الناسفة والهجمات الانتحارية وعمليات الخطف واستهداف المدنيين والقوات الأفغانية والدولية، تقوض الاستقرار وإعادة الإعمار وجهود التنمية في أفغانستان. وأبدى المشاركون التزامهم بتوفير الدعم اللازم للنمو والتوسع التدريجي للجيش الوطني الأفغاني وصولا إلى 171.600 جندي والشرطة الوطنية الأفغانية وصولا إلى 134 ألف شرطي بحلول أكتوبر (تشرين الأول) عام 2011. وأضاف البيان «أكد المشاركون في المؤتمر أن المجتمع الدولي والحكومة الأفغانية دخلا مرحلة جديدة في الطريق إلى الملكية الأفغانية الكاملة، وأعادوا التأكيد على وجود حكومة قوية في أفغانستان، وزيادة التعاون الإقليمي وإقامة شراكة دولية أكثر فعالية، والالتزام ببذل جهود مكثفة لضمان زيادة قدرات الحكومة الأفغانية على تلبية احتياجات شعبها من خلال تطوير مؤسساتها ومواردها الذاتية».