أجمل ما في الرياضة أنها بعيدة عن السياسة بل إنها أحياناً تحقق التقارب السياسي، الرياضة وتحديداً كرة القدم بحكم شعبيتها الطاغية ليست مجرد فوز أو خسارة. هي وسيلة حوار ثقافي وتقارب بين الشعوب. ولذا يمنع الاتحاد الدولي لكرة القدم إقحام السياسة في منافسات هذه اللعبة. في كأس العالم لكرة القدم المقامة في روسيا وفي مخالفة صريحة لنظام الفيفا لجأت قنوات إعلامية عربية وغير عربية إلى استغلال خسارة المنتخب السعودي مباراته الأولى وجرت الموضوع عمداً إلى ساحة السياسة بطريقة بشعة أفسدت الأجواء الرياضية الجميلة. نعرف في تاريخ كرة القدم تعرض فرق قوية لخسائر كبيرة، البرازيل وهي الأبرز عالمياً في هذا المجال خسرت من ألمانيا بسبعة أهداف، وخسرت نهائي كأس العالم على أرضها، لكنها تعود من جديد للمنافسة والإبداع في فن الكرة. هذا السقوط الإعلامي يعبر عن حال إفلاس وفشل، هو تحقيق للبطولات والفرح من خلال خسائر الآخرين وليس من خلال إنجازات يحققونها لأنفسهم. هذا الانحدار الإعلامي عجز ثقافي وتخلف فكري وسلوك خارج على القانون وأخلاقيات الرياضة والمنافسة الشريفة. إيران لها سجل مخزٍ في ملاعبها في تسييس الرياضة، وعلى خطاها تسير قناة بي إن سبورت القطرية إيران أفسدت متعة الرياضة بإقحام الجمهور في مناكفات سياسية حين تستضيف المباريات في ملاعبها وفشل الفيفا مع الأسف في تطبيق القانون عليها، المشاعر الوطنية في التشجيع مطلوبة وجميلة بشرط ألا تسيء للآخرين أو تصل إلى درجة التعصب. إن حدث ذلك فهذا مخالف للوائح والتعهدات الأولمبية والدولية، هذا السلوك حدث في المنافسات الإقليمية ويحدث الآن في منافسات كأس العالم، المؤسف أن هذا السلوك انتقل من المدرجات إلى استديوهات التحليل الرياضي التي يفترض أن يشارك فيها من يملك الثقافة والوعي والمهنية والروح الرياضية، لكنهم بدلاً من ذلك رفعوا شعارات الكراهية المناقضة لأهداف الرياضة وقوانينها. أن توظيف الرياضة لأهداف سياسية يؤدي إلى التأثير السلبي على العلاقات بين الدول، المؤسف أن بعض وسائل الإعلام ومنها الإيرانية والقطرية تخرج عن الإطار الرياضي فتعزز سلوك الكراهية بأساليبها الانفعالية السطحية المسيسة ما يجعلها غير جديرة أن تكون عضواً في المنظومة الإعلامية. تسييس الرياضة ممنوع ليس لأنه يتعارض مع قوانينها وأخلاقها فقط ولكن لأنه يؤدي إلى الشغب والفوضى والأزمات السياسية والكوارث البشرية. وحيث إن كرة القدم هي اللعبة الأولى عالمياً فإن المنتظر من الفيفا أن يكون رائداً ويصدر قرارات قوية لوقف إشعال الفتن والمحافظة على جماليات المنافسة ومتعتها. Your browser does not support the video tag.