بايع الشعب السعودي في يونيو من العام الماضي الأمير الطموح، عرّاب الرؤية، وقائد التنمية الأمير محمد بن سلمان ليكون وليًا للعهد، ليرسم ملامح فجر منبثق من الازدهار والنهضة، واضعًا بصمته على مفاتيح جديدة لبناء مستقبل اقتصادي باهر، منطلقا في كل ذلك من مبادئ عظيمة وأسس ثابتة، هدفها الأسمى تحقيق النماء والاستقرار لبلاد الحرمين وشعبها. وصعد ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بالمملكة خلال مسيرة النماء والنمو التي يزخر بها إلى القمة في عصر متفرد من المجد والحزم والفكر المتألق متيقنًا أن السعودية حقًا لا تستحق إلا أن تكون «فوق هام السحب». وقال الخبير الاقتصادي والمشرف العام على مركز الإبداع وريادة الأعمال جامعة جدة د. هاشم بن عبدالله النمر «في يونيو من العام الماضي تولى الأمير الشاب صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولاية العهد وقد وضع على عاتقه هدفا واضحا وهو بناء مستقبل اقتصادي مزدهر يعتمد على تنوع مصادر الدخل وتقليل الاعتماد على النفط، فكانت رؤية المملكة 2030 الطريق للوصول لهذا الهدف، وقد أتت الرؤية بقيادة ولي العهد لتؤكد أن المملكة تسير بخطى ثابتة وراسخة وباتت بمثابة عملاق اقتصادي وأصبحت الدولة مقبلة وبقدرة كبيرة للتصنيع واكتشاف التكنولوجيا وتأهيل الطاقات الوطنية الشابة، جاذبة للاستثمار الأجنبي». وتساءل النمر كيف لا فقد أصبح الصندوق السيادي السعودي الشريك الأكبر لصندوق رؤية سوفت بانك وهو أكبر صندوق للتقنية والتكنولوجيا في التاريخ بعد أن جمع 98 مليار دولار في نهاية عام 2017 وبمشاركة عالمية من كبرى الشركات مثل ابل وشارب، وقد تسارعت كبرى الشركات والبورصات العالمية للاستثمار في المملكة خصوصا بعد إطلاق هذه الحزم الكبيرة المتنوعة من المشروعات الحيوية مثل نيوم والبحر الأحمر. وأضاف «وهناك العديد من الدول الكبرى التي نجحت في عقد الصفقات مع المملكة ومنها على سبيل المثال روسيا والتي نجحت في عقد شراكة تختص بقطاع الطاقة، وكانت لزيارة الرئيس الأميركي ترامب للمملكة في شهر مايو السابق أكبر دليل على قوة الاقتصاد السعودي وقد تم توقيع صفقات تجارية بمقدار 400 مليار دولار والترخيص لحوالي 23 شركة أميركية كبرى للعمل في المملكة، ومن ضمن المشروعات التي من المتوقع إقامتها في المملكة مشروع الرحلات الفضائية الترفيهية في قلب السعودية إيمانا بدور المملكة بدعم علوم الفضاء والطيران والتكنولوجيا». وأردف «وتبقى الصفقة الأكبر لجذب المستثمرين هي تخصيص وطرح شركة أرامكو للاكتتاب العام حيث وصلت المنافسات أشدها بين كبريات البورصات العالمية، وتلك بورصة لندن استحدثت أنظمة جديدة لاحتواء أسهم شركة ارامكو، وقد تنافست البورصات العالمية لإقناع السعودية لاستدراج أرامكو لديها، ومما زاد جذب المستثمرين للمملكة هو التقييم الاقتصادي الأخير لوكالة فتش وإس اند بي للمملكة، حيث كان تقريرهم واضحا أن المملكة تمر بوضع مالي واقتصادي مستقر وثابت متزامنا مع حزمة الإصلاحات الأخيرة واعتبروها بأنها نقطة إيجابية وجاذبة للمستثمرين في المستقبل». وذكر أنه قد عزز قوة الوضع الاقتصادي للدولة وأن التحفيز والدعم الكبير للقطاع الخاص من قبل خادم الحرمين الشريفين، حيث تم تحفيز القطاع الخاص بمبلغ 72 مليارا وتم وصفه كشريك مهم في التنمية وداعما للاقتصاد الوطني ومحور مهم لتوظيف شباب وشابات الوطن وتوطين التقنية، مؤكدًا على أن هناك طموحا وتغييرا جذريا في توجه المملكة نحو اقتصاد تنموي شامل جاذب للإبداع والاستثمار وتكون أرض الأحلام لعدد كبير من المستثمرين العالميين، وها هو مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية برئاسة مهندس الرؤية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد يقر تنفيذ برنامج التخصيص ليتوافق مع رؤية المملكة 2030، وذلك لرفع كفاءة أداء الاقتصاد الوطني وتحسين الخدمات المقدمة، وسيعمل البرنامج على زيادة فرص توظيف أبناء الوطن وعلى استقطاب أحدث التقنيات والابتكارات ودعم التنمية الاقتصادية بإشراك منشآت مؤهلة في تقديم هذه الخدمات، وبتشجيع الاستثمار المحلي والأجنبي بمختلف القطاعات لضمان رفع الناتج المحلي بتنوع مصادر الدخل. من جانبه قال عميد كلية الأعمال بجامعة الملك خالد د. فايز بن ظفرة «يحتفل وطننا الغالي من أقصاه إلى أقصاه بمرور عام على تولي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولاية العهد وللاحتفال ما يبرره فهو بقدر ما هو تدشين لعهد جديد وتأسيس لمفاهيم جديدة فإنه في الواقع ترجمة لأسُس غير مسبوقة في هذا العهد الجديد عهد سلمان الحزم والعزم». وتابع بن ظفرة سوف أتحدث عن شخصية غير عادية بكل المقاييس، من هنا يصعُب الإنصاف والتفصيل، حيث الحديث هنا عن واحد من أهم شخصيات العالَم بشهادة العالَم، فقد اختارته مجلة التايم الأميركية شخصية العام الأكثر تأثيرًا على مستوى العالم عام 2017، وكان العربي الوحيد في القائمة التي ضمت 33 شخصية، منهم زعماء دول وشخصيات سياسية أمثال الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، الرئيس الصيني شي جين بينج، جاستن ترودو رئيس وزراء كندا وإيمانويل ماكرون الرئيس الفرنسي، وحصل الأمير محمد بن سلمان على 24 % من الأصوات، ليحتل بذلك المركز الأول بفارق 18 صوتا عن صاحب المركز الثاني في الشخصيات المدرجة (جريدة الرياض 4 ديسمبر 2017م)، كما اختارته وكالة «بلومبيرغ» الأميركية ضمن «قائمة الخمسين» الخاصة بأكثر 50 شخصية تأثيرا في مجالات الاقتصاد والسياسة والثقافة والتكنولوجيا، ممن تَرَكُوا أثراً على مسار التجارة في العالم خلال عام 2017. وأردف «محمد بن سلمان يؤسس لعهد جديد يعتمد على سواعد الشباب ومقدرات الوطن، بحيث يكون للشباب القول الفَصل في التخطيط المستقبلي وبناء الاستراتيجيات والنهوض العلمي والصناعي، ولقد أنجز وقاد وفعَل، ومن أبرز المنجزات في مجالات التخطيط والتطبيق وضع رؤية 2030 التي سوف تقود الوطن إلى مصاف الدول المتقدمة وتُحدث نقلة في حياة المواطن طالما تطلع إليها قادة هذه البلاد وسعوا وبذلوا الكثير من أجل ذلك، والعمل على تحويل المجتمع من مجتمع استهلاكي إلى مجتمع حديث يرتكز اقتصاده على الإنتاج والتصنيع والأخذ بالتكنولوجيا الحديثة في مختلف مناح الحياة، بالإضافة إلى تأسيس مشروعات اقتصادية عملاقة تستفيد من الإمكانات الاقتصادية الضخمة للمملكة خاصة في مجال الطاقة والمواد الخام، والتأسيس لمشروعات سياحية تضاهي تلك الموجودة في العالم المتقدم، وجذبت رؤوس الأموال للاستثمار فيها من مختلف القطاعات الاقتصادية، وتعزيز قطاع النقل وخاصة في مجال السكك الحديدية وعدم الركون إلى وسائل النقل التقليدية، إضافة إلى الاستفادة القصوى من الإمكانات الجبارة لشركة أرامكو وإشراك المواطن في ملكيتها وإدارتها كبادرة قوية من الدولة ليتمتع المواطن السعودي بالثروة ويشارك في إدارتها، وكذلك بناء مشروع نيوم الذي يُعد عملاق المشروعات والذي سوف يوفر فرصا تكاد تكون خيالية، بحجم قدره 100 مليار دولار، وقدرة استثمارية مستهدفة بحجم 500 مليار دولار، ويقدر أن يتجاوز مجموع قيمة الأصول 22 تريليون دولار بحسب صندوق الاستثمارات العامة، ومشروع القدية السياحي الذي سوف يجعل من مدينة الرياض مقصد كل سائح يرنو إلى السياحة العائلية الراقية البعيدة عن الابتذال (جريدة الرياض 4 ديسمبر 2017م)». وتابع بن ظفرة «لا شك أن الخطوات السريعة التي خطاها الوطن في هذه الفترة الوجيزة في ظل الرؤية 2030 قد أحدثت نقلة نوعية في شتى المجالات الاقتصادية وشعر المواطن على نحو غير مسبوق بالجهد وبالتغيير في الفكر والأسلوب والعمل، وما ذاك إلاّ ترجمة دقيقة ونتيجة حتمية وثمرة من ثمرات الرؤية 2030 التي يقف خلفها محمد بن سلمان. د. فايز بن ظفرة د. هاشم النمر Your browser does not support the video tag.