اختتم منتخبنا الأول لكرة القدم مرحلة إعداده الأخيرة بمواجهة بطل كأس العالم في نسخته السابقة المنتخب الألماني، وجاءت التجربة الألمانية مطمئنة جدا، وأعطت مؤشرات على نجاح المرحلة الإعدادية، وأن نجوم المنتخب استفادوا كثيرا من المباريات الودية الإعدادية بصرف النظر عن نتائجها، وكانت هذه المباريات بالفعل بمنزلة المذاكرة الفنية والإعداد للاختبار النهائي، وهو خوض غمار المونديال العالمي رسميا، وهناك تكون المطالبة بالمستوى المشرف، بدءا من مواجهة روسيا في افتتاح البطولة. قبل مواجهة منتخب ألمانيا كان هناك تخوف كبير من قبل الجماهير على الأخضر، وأن يخسر بنتيجة ثقيلة، ومصدر التخوف هو ما حدث في مواجهة منتخب البيرو تحديدا، التي سبقت مواجهة ألمانيا؛ إذ لا النتيجة ولا المستوى كانا مطمئنين، وربما عاد ذلك إلى أن المدير الفني الأرجنتيني خوان أنطونيو بيتزي لم يلعب بالتشكيلة الرئيسة، ومنح الفرصة لبعض البدلاء، لكن في مواجهة ألمانيا تحددت ملامح التشكيلة الرئيسة تقريبا، وقدم المنتخب أداء مقنعا، حتى إن كان الطموح أكبر من قبل الوطن وأهله، الذين ينتظرون عطاء فنيا عاليا ومشرفا. من الطبيعي أن تكون هناك أخطاء في كل المباريات الودية، وليس فقط مباراة ألمانيا أو مباراة اليوم الأخير قبل دخول الامتحان الفني النهائي، لكن أيضا من المؤكد أن المدير الفني خوان أنطونيو بيتزي كان يتابع ويسجل ملاحظاته، ويسعى ويطمح إلى الأفضل وإلى إسعاد مَن وضع به الثقة، وأنه أيضا يسعى إلى اسمه وسمعته كمدرب عالمي، وأن يكون له بصمة ونجاح في المونديال؛ لذا سيكون الوضع بدءا من مواجهة الافتتاح أمام منتخب روسيا مختلفا، وسيتلافى الأخطاء الفردية التي حدثت في المباريات الودية، وسيكون تكتيكه الفني متوافقا تماما مع إمكانات نجوم المنتخب والمنتخبات التي ستقابله. منتخبنا واجه بعد مباراة البيرو نقدا حادا سواء من قبل الجماهير أو الإعلام، لكن مستواه أمام ألمانيا ربما غيَّر بعض القناعات، وأعاد الأمل من جديد بأن الأخضر سيشرف بإذن الله، وهناك إشارة لا بد من التطرق لها، وهي أن حارس المرمى عبدالله المعيوف قدم أداء لافتا في مباراة ألمانيا، وعوض كل أخطاء زملائه في خط الدفاع، بعد أن تألق في مرماه وأنقذ أهدافا محققة، فكما أن هناك مَن انتقده في المباريات الماضية، وحمَّله جزءا من الخسائر، فلا بد هنا من إنصافه، وأنه طمأننا على مركز الحراسة، وسواء لعب هو أو أحد زميليه محمد العويس وياسر المسيليم، فالمهم أن وضع الحراسة مطمئن، وكما يقال في السليم والعرين الأخضر آمن بوجود الثلاثي. Your browser does not support the video tag.