خلال ما يقربُ من ثلاث مئة وخمسة وستين يومًا، كلما أبصرت عيناي أو سمعت أذناي إنجازًا فريدًا تحققَ للمملكة العربية السعودية سواء على المستويين الداخلي أو الخارجي، والذي يعودُ بالنفع على خيرِ البلاد اقتصاديًا وسياسيًا وصحيًا واجتماعيًا، وتعليميًا وثقافيًا، وعلى رأسِ ذلك كله الأمن الذي هو رأس الحربة، وهو الهدف الذي بدونه لن يتحقق ما قبله، تذكرتُ ذلك المشهد المهيب الذي أبصرتهُ وسمعتهُ في السادسِ والعشرين من شهر رمضان المبارك من العام 1438ه، والذي حضرهُ العلماء وفي مقدمتهم سماحة مفتي عام المملكة العربية السعودية، وأصحاب السمو الملكي الأمراء وأصحاب المعالي الوزراء وجمعٌ غفير من الأعيان والوجهاء وكافة فئات الشعب من مدنيين وعسكريين في قصر الصفا بمكة المكرمة ليبايعوا صاحبَ السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود وليًا لعهد المملكة العربية السعودية، ذلكَ المشهدِ المهيب الذي بدأ يثمر ويُونِع، فذاك مشروعُ "نيوم" وهو مشروع سعودي لمدينة مخطط لبنائها عابرة للحدود، حيثُ يقع المشروع في أقصى شمال غرب المملكة، ويشتمل على أراضٍ داخل الحدود المصرية والأردنية، يتوفرُ فيها العديد من فرص التطوير بمساحة إجمالية تصل إلى 26،500 كم2، ويمتد 460 كلم على ساحل البحر الأحمر، ويهدف المشروع ضمن إطار التطلعات الطموحة لرؤية 2030؛ لتكون المملكة نموذجًا عالميًا رائدًا في مختلف جوانب الحياة. وكذا مشروع القدية والذي دشّنه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وهو وجهةٌ ترفيهيةٌ رياضيةٌ ثقافيةٌ جديدةٌ في المملكة، ويعد تدشين خادم الحرمين الشريفين لهذا المشروع الحيوي ترجمة حية لتطلعات القيادة الرشيدة، وسعيها الدؤوب لتطوير المشروعات العملاقة التي من شأنها أن تسهم وبشكلٍ فاعلٍ في تحقيق العديد من العوائد الاقتصادية المباشرة وغير المباشرة، ودفع عجلة التنمية المستدامة لما فيه خير الوطن والمواطن وفق القطاعات التي حددتها الرؤية الطموحة. ومن تلك الينابيع أن مُكّنت المرأة لتكون عضوًا نافعًا عاملاً منتجًا حيث حظيت بالعديد من الفرص إذ أصبحت نائبةً لوزارة العمل والشؤون الاجتماعية، وأُتيحت الفرصة لها لخدمة نفسها بقيادة مركبتها لتنفع نفسها وأسرتها ومجتمعها. ومن تلك الينابيع محاربة الفساد فعُقدت له المؤتمرات والندوات واللقاءات وورش العمل لمكافحته وسد ذرائعه وتوطين الأيدي العاملة السعودية لتكونَ لبنةً من لبنات الكيان السعودي، واسترداد الأموال التي أُخذت من غير وجه حق إلى خزينة الدولة، وحساب المواطن أصبحَ حقيقة، وأصبحت الصناعات العسكرية والمدنية بأيدٍ سعودية، إذ أُسست شركةٌ سعودية للصناعات العسكرية، أمّا جولة الأمير التاريخية للدولِ الخمس والتي استغرقت خمسةً وعشرين يومًا فقد فجرت ينابيع من الخير والنماء والعطاء، فالاستثمارات الخارجية بدأت تهوي إلى المملكة، بل يتسابق المتسابقون ويتنافس المتنافسون للظفر بحصةٍ من الحصص الاقتصادية وذلك لما توفر لها من أسباب الأمن والاستقرار، وما صدر لها من أنظمة تضبط إيقاع مسيرتها، ومن ينابيع الخير أيضًا طرح جزء من شركة أرامكو للمواطنين، وكذا السياحة أصبحت رافدًا من روافد الاقتصاد الوطني، ومن ينابيع الخير أن وحدت المجالس العليا في مجلسين رئيسين هما مجلس الشؤون الاقتصادية، ومجلس الشؤون السياسية والأمنية، وذلك لتوحيد الرؤية والسرعة في اتخاذ القرار. ومن تلك الينابيع الخيّرة مجلس المحميات الملكية، وذلك للحفاظ على المحميات من التصحر ومن الاحتطاب الجائر؛ ولتكونَ متنفسًا اجتماعيًا ذا عائد اقتصادي. وغير ذلك كثير من الينابيع الخيّرة النافعة، فخلال الثلاث مئة وخمسة وستين يومًا يكادُ يكونُ لكلِ يومٍ مضى إنجازٌ تحقق أو على وشك أن يتحقق من تلك البيعة المباركة، وكل ذلك بتوجيهٍ ومتابعةٍ من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، ملكُ القولِ والفعلِ والعزمِ والحزم والرؤية الثاقبة الطموحة، فهنيئًا للبلاد ببيعةٍ فجرت ينابيع من الخير والأمن والعطاء والرخاء. Your browser does not support the video tag.