هي ليلة واحدة، إنها فرصة وأخفيت بين عشر ليالٍ، رُجحت من بينهم ليلة القدر ولايزال علمها الحق عند الله، ففي هذه اليلة العظيمة يقدر الله لك أقدار عام كامل شراً كان أم خيراً من مرض أو شفاء أو شقاء أو سعادة أو رزق وما إلى ذلك من أحوال وظروف ستقع عليك. ففي الحديث عن العبودية كن من العابدين الطائعين المتصدقين اعتكف بين يدي الله، تضرع له استغفره من ذنوبك، فنحن خطّاؤون، وخير الخطّائين التوابون. اطلب من الرب أن يحبك ويرضى عنك ويرضيك ويدلك إلى الطرق المؤدية إليه، هناك مساحة كبيرة فارغة فاملأها بما شئت من القربات إلى الله. وأما في الحديث عن حاجتنا إلى الدعاء، فنحن في حاجة ماسة إلى الله في الصباح والمساء وإن أغنانا الله بفضله وتوفيقه فنحن لانزال بحاجة إلى أن ندعو الله أن يجازينا ويتجاوز عنا ويعفو ويغفر، وأن يجعل الحاضر من أمرنا يسراً، وأن يتولى مستقبلنا بلطفه، فالمستقبل أمر غيبي والخير والشر قدر مقسوم، آمنا به ركناً سادساً من أركان الإيمان. ماذا تنتظر أن يأتيك شر القدر ثم تلتصق بالله وترجوه أن يرفع عنك البلاء ويلبي حاجاتك! إذاً اجتهد بالدعاء، ادع الله أن يقضي كل حوائجك وأن يقسم لك الخير وأن يمحو الشر من بين أقدارك، فقد تدرك ليلة القدر وتدعو الله فيتقبل منك دعاءك ويرد عنك بأساً كان سيؤذيك أو يقرب إليك فرحاً يُبهج به فؤداك، يُقال: كن لحلم طالما ظننته مستحيلاً فتحقق، ففي محكم كتابه قال تعالى: (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ) (غافر 60)، إذاً يستجيب واستجابة ليلة القدر هي فرصتك لترتيب المستقبل من جديد. Your browser does not support the video tag.