عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «أعطيت أمتي خمس خصال في رمضان لم تعطهن أمة من الأمم قبلها، خلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك، وتستغفر لهم الملائكة حتى يفطروا، ويزين الله كل يوم جنته، ويقول: يوشك عبادي الصالحون أن يلقوا عنهم المؤونة والأذى ويصيروا إليك، وتصفد فيه مردة الشياطين فلا يخلصون إلى ما كانوا يخلصون إليه في غيره، ويغفر لهم في آخر ليلة قيل: يا رسول الله أهي ليلة القدر ؟ قال: لا ولكن العامل إنما يوفى أجره إذا قضى عمله” رواه الإمام أحمد. هذه الخصال ادخرها الله جل جلاله وخص بها المسلمين والمسلمات من بين سائر الأمم، ومن علينا ليتمم علينا النعم الكثيرة التي لا تحصى ولا تعد، قال عز وجل: «وءاتكم من كل ما سألتموه وإن تعدوا نعمت الله لا تحصوها”. 1- إن خلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك، والخلوف تعني تغير رائحة الفم عند خلو المعدة من الطعام، وهي رائحة مستكرهة عند الناس لكنها عند الله أطيب من رائحة المسك لأنها ناشئة عن عبادة لله وطاعة له. 2- إن الملائكة تستغفر لهم حتى يفطروا والملائكة عباد مكرمون عند الله قال تعالى: “لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون” فهم جديرون بأن يستجيب الله دعائهم للصائمين حيث أذن لهم به، وإنما أذن الله لهم بالاستغفار للصائمين من هذه الأمة تنويهًا لشأنهم ورفعة لذكرهم، وبيانًا لفضل صومهم، والاستغفار طلب المغفرة، وهي ستر الذنوب في الدنيا والآخرة والتجاوز عنها، وهي من أعلى المطالب وأسمى الغايات، فكل بني آدم خطاؤون مسرفون على أنفسهم، كما قال عليه الصلاة والسلام: “كل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون” رواه الترمذي. 3- إن الله يزين كل يوم جنته، ويقول يوشك عبادي الصالحون أن يلقوا عنه المؤونة والأذى ويصيروا إليك فيزين الله جنته تهيئة لعباده الصالحين، وترغيبًا لهم في الوصول إليها، ويقول: “يوشك عبادي... “ المؤونة يعني مؤونة الدنيا وتعبها وأذاها، ويشمروا إلى الأعمال الصالحة التي فيها سعادتهم في الدارين. 4- أن مردة الشياطين يصفدون بالسلاسل والأغلال فلا يصلون إلى ما يريدون من عباد الله الصالحين من الإضلال عن الحق والتثبيط عن الخير، وهذه من معونة الله لهم أن حبس عنهم عدوهم الذي يدعو حزبه ليكونوا من أصحاب السعير، ولذلك تجد عند الصالحين من الرغبة في الخير والعزوف عن كل شر في هذا الشهر الفضيل. 5- أن الله يغفر لأمة محمد في آخر ليلة من هذا الشهر الفضيل إذا قاموا بما ينبغي أن يقوموا به في هذا الشهر المبارك من الصيام. د. عصام حمزة بخش - جدة