استبشر المثقفون بالأمر السامي بفصل الثقافة عن الإعلام، وتحويلها إلى وزارة وأبدوا سعادتهم بهذا الأمر الكريم الذين سيكون له دور كبير في تطور المشهد الثقافي، وقال الدكتور عبدالله عويقل السلمي رئيس نادي جدة الأدبي الثقافي: لاشك أن الأوامر الملكية جاءت في توقيت مناسب جداً وفيها معالم بارزة تشكل أيضاً معالم الدولة في المرحلة القادمة سواء على مستوى الضخ بجيل شاب مازالت قيادتنا - حفظها الله - تقّدم هؤلاء ليقودوا المرحلة القادمة أو فيما يتعلق أيضاً بإعادة الهيكلة وفك الارتباطات كما هي وزارة الثقافة والإعلام حينما صدر المرسوم الملكي الكريم بفصلهما لتستقل وزارة الثقافة عن وزارة الإعلام. الثقافة في مثل هذه المرحلة هي القوة النائمة وهي الجناح الذي يجب أن نحلق به إلى كل آفاق الدنيا لأن لدينا المكتنز الكبير "التراثي والثقافي والمعرفي والفني والإبداعي". لدينا الإنسان الذي يكتنز في داخله كل مقومات الثقافة وهو قادر على أن يتحرك وأن يبني لنا جسوراً مع كل دول العالم، هذا الأمر الملكي الذي جعل الثقافة وزارة مستقلّة لها هيكلتها ولها تطلعاتها ولها متطلباتها ولها آفاقها ولها مستقبلها كان لحظة إبتهاج كبيرة جداً على مستوى العمل الثقافي، وعلى مستوى المثقفين وعلى مستوى المؤسسات الثقافية. نحن لا نملك إلا أن ندعو بالتوفيق لسمو الأمير بدر بن محمد بن عبدالله آل فرحان على هذه الثقة، وهو رجل شاب متطلع طموح أتوقع أنه سيقود العمل الثقافي إلى آفاق رحبة لاشك أنها أهم وفيها تحديات ولاشك أنه سيقوم برسم خارطة استراتيجية لهذا العمل، وفي ذات الوقت أيضاً فإن وزارة الإعلام وبجهود معالي وزير الإعلام الدكتور عواد بن صالح العواد سيقود مرحلة أخرى موازية للعمل الثقافي ولا أظن الفكاك سيكون نهائياً بين الوزارتين فالثقافة لا تنقلها للآخر إلا وسائل إعلامية وهي تتحرك من خلالها، هي التي ترسمها.. هي التي تصورها.. هي التي تأخذها من خلال وسائل التواصل المختلفة، المرئية أو المسموعة أو المكتوبة. فأظن أن كل وزارة هي بحاجة إلى الأخرى. وزارة الثقافة ستكون هي المطبخ الحقيقي للنتائج والإبداع والثقافة والتراث والفن، بينما وزارة الإعلام ستكون هي الناقل لهذا الموروث بكل مكوناته ومعطياته بوسائلها المختلفة. وقال الكاتب والباحث الدكتور زيد الفضيل: اليوم هو بداية الطريق لوضع الاستراتيجيات الحقيقية لبناء مشروع ثقافي للمملكة يتوافق مع تطلعاتها للمرحلة القادمة باعتبار أن الثقافة لديها هدف استراتيجي بعيد المدى. وأشار الدكتور سلطان البازعي إلى أن إنشاء الوزارة يحقق مطلباً قديماً لكنه يأتي في الوقت المناسب مع هذا الزخم الذي تشهده بلادنا من الاهتمام بقطاع الثقافة لترسيخ إمكانات الثقافة الوطنية باعتبارها جزءاً من هويتنا وبما يخدم الوطن في تحقيق حراك ثقافي مميز يليق بهذه البلاد وأهلها. وقال الباحث والمفكر علي بن ملكاش العوبثاني: الثقافة عبارة عن منظومة ثقافية شاملة ومتنوعة وقابلة للتطوير ونشطة وتنمو باستمرار ومرتبطة ارتباطاً وثيقاً بتطور المجتمع ووسائل تواصله ومعارفه وكل ذلك يتطلب تطويراً في ثقافة الفرد وبالتالي المجتمع دون عزل مراحل الثقافة الأولية التي نشأ عليها الإنسان السعودي فهي مكون أساس له وتعبر عن شخصيته وفكره. لذلك اهتمت حكومتنا الرشيدة بثقافة الإنسان السعودي وتسليحة بثقافة شاملة ومتنوعة ومتكاملة لتنويره فكرياً ومعرفياً وعقائدياً وتاريخياً وحضارياً ليتكون لديه موروث اجتماعي ذو قيمة عالية تجعله إنساناً صالحاً لكل زمان ومكان، ليكون خير سفير لبلده، وأضاف: إن إنشاء وزارة الثقافة من وجهة نظري مطلب وطني في غاية الأهمية، لذلك انعكس ذلك على المثقفين والمثقفات وعزز آمال وتطلعات رجال الفكر والثقافة وواكب المتغيرات الثقافية والفكرية والاقتصادية والسياسية، وهو منحى مهم جداً في التحولات الإدارية من الفكر الإداري التقليدي إلى الفكر الإداري المعاصر في إعادة تشكيل وهيكلة النظام الإداري للوزارات، ولتكون وزارة الثقافة ملتقى ومصباً لعصارة الفكر الإنساني للمثقف والباحث والمفكر من الجنسين. د. عبدالله السلمي د. زيد الفضيل علي العوبثاني Your browser does not support the video tag.